آخر تحديث :الأحد - 06 أكتوبر 2024 - 01:53 ص

كتابات واقلام


وطني.. ذاك القلب الكسير

الخميس - 15 أغسطس 2024 - الساعة 10:53 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


زاد الماء على الطحين وطفحت السوق بالمشتريين، بضاعة بائرة وفاسدة فاحت روائحها ومن عفنها لم يسلم الجسد من عدواها بعلة الفلوس، مرض ماله علاج في مشافي بلا حدود، سقطت الطوارئ وانهارت الانسانية في بلادي،حرام في حرام أحرق الأخضر واليابس وأسقط الطلح قبل النضوج فأين الاستجابة يامنظمات السوابق بالقارة السوداء كما تدعي وتنادي ، ورش كما يراد لها وتريده هي، ووطن للمساعدات معونة للاستنزاف، إن كنت بالنسيان غارقة فإني مانسيت ، وما ذاك البنك الدولي إلا للشعوب مسلخ وخضوع، فأين النصح بالمساجد والارشاد؟ واليوم تريدوها للجنوب، هياكل الاجساد تلوح بالانشاء والتأسيس، وطائرات بلا مطارات ملآ بوسائل وأدوات التصنيع لمصانع الهياكل الانسانية وخاصة الاطفال.. لا تحتاج للاذن ترمي الحمول حيثما موقع المصنع يكون، فكم من مستثمر فيك يابلادي بلا عهد ولا إتفاق لا يحمل قلم بالجيوب ولا على الاوراق من توقيع، وإنما حل مكانه الفلوس،،أفلست العقول واحرقت البيوت ومزقت السواتر وقطعت القلوب وأماتت السلوك ومزقت الضمائر ولم يبق فقط إلا من بهت بالتغيير في سابقة لم تحدث على مستوى العصور، ولم يدون لها تاريخ مثيلا، وإن عقبت لطرح لشخص بالموقع نازله يخالف قوله أزبد وصال وجال بين اسطره شاتما وسابا ومتهما بكل عبارات التنكيل منتقصا من شأنك ومقامك،يعريك بلا حياء ولا خجل ولا سلوك قويم،تاه المحلل والتحليل لمثل هكذا شخوص.

فنحن يابلادي موعودين على استثمار جديد يؤجج التزاحم على مشاريع كفيلة بالتغيير التقاسمي وتجزئة المجزأ تكون قادرة للتآكل بعد حين، بتكلفة أقل وجهد دون المتوقع له كما تتراءى لنا الاحداث، فأي نشاط هذا؟ واي نوع من الاستثمار إلينا آت؟ فكل يوم ونحن في تدشين واعلان وبيان بلا موعد مع الاستثمار بوجه جديد ؟ إننا حقا أمام عناصر المفاجآت والمباغتة وقد حذرنا منها من قبل ولكن النوم كان غطاءا ولم يفق إلا بعدما داهم الزلزال الجيوب وتصدعت النفوس؛ ولا يهم الوطن أن يعيش في ضياء أو ظلام، وإنه لزلزال لا يقل دمارا لمدينة حولتها الى أكوام من الأنقاض إن لم نفق وخاصة في حضرموت حيث اننا أمام إرهاصات غامضة لا يقل وعدا بمفاجآت وتحولات درامية مثيرة قد تصل في مفعولها درجة الزلازل، بعضها قد يتحقق وآخر تتجمع الأعاصير حولها لتعمل على انتاجها وتوليدها بحسابات كما يراد لها المراقب عن بعد او من قريب،ونخشى اذا خرج كلية من دائرة التوقعات الى دائرة الظنون والتكهنات وحينها لا يفيد البكاء بعد فوات الأوان،ولو نفع البكاء لأحيا الممات، فلكم مع إندماجية وحدة صنعاء الماثلة أمامكم عبرة ودروسا إن لم تفيقوا تكونوا وجبة شهية للجوارح والضباع، فلا تكونوا( للأنا) عبيد، ومن يشتريني، أكن له ولاء والوطن له من يحميه.. علة أصابت البصر والبصيرة بهكذا تفكير .

إن الاحداث وإن أختلفت يحتم علينا الحسم امام تطورات وقعت واخرى يجري حسمها وهناك ما يتم تعبئتها ويبقى عنصر المفاجأت بقدر ما يعطى وما يرتكب من أخطاء.
إن الذي ينظر من وراء منظار، جدير به ان يفتقد منظاره ولا يراه، ومهما أدار عينيه فيما حوله فإنه لن يعثر عليه، حتى يهتدي الى ذاته ويتحسس المنظار القائم امام عينيه. وان الفوضى الخلاقة ليست بثورة بقدر ماهي سموم تنفث بوجوه من سلبت كرامته في وطنه وطعنت إنسانيته من أقرب الناس إليه، فذاك الذي جعل الوطن كسير القلب لأرض تلفها وحشة اليأس.

لقد قيل قديما أن شجاعة الجاهل بضعفه المغتر بطول ظله، فتلك هي شجاعة العنز إذ تتنطح للفيل.. وأما شجاعة المتمكن من أمره الخبير بعزمه، فتلك هي شجاعة الفيل إذ تمر من جنب خرطومه العنز .
فهذا الذي نراه من مشاهد لا تمتد أعينهم الى ماوراء خيامهم، حتى اذا خرج فيهم ذاك الذي خدعهم بظلال القول وأسكرهم بسحر البلاغة وأغدقهم بالمال، خدعوا عن حقيقتهم ونسوا ضعفهم.. انتهى امرهم الى مثل ما انتهى إليه أمر العنز.
وهذا الذي سيكون وينتصر الجنوب ولاجل الوطن نحيا او نموت ولن يعود الى باب اليمن ثاني.