كتابات واقلام
تأويل القرارات الرئاسية
الجمعة - 28 أبريل 2017 - الساعة 10:37 م
تابعونا على
تابعونا على
في وضع مأزوم وحرب ملعونة , صدرت قرارات لإعادة ترتيب البيت للتموضع لما يخدم الهدف وكلا رآها بنظرته الخاصة فسيطرت نظرية المؤامرة على أفكار البعض , دفعتهم للتأويل الضال فيصرفون الحقائق عن وجهها , تأويلا فاسدا بكبر جر من ضلا بضلالهم لتأويلات , ونسج حكايات تشبع قناعات ورغبات , بصورة ذهنية مسيطرة في الذاكرة المشبعة بصراعات وأحقاد وضغائن , تأويل له مالأت سلبية تطغي على أي هدف ايجابي لمزيد من الصراع والتناحر والفشل والهزيمة .
كل ذلك بعقلية ترى في الأمور قشورها بتفكير سطحي ونظرة أنانية تخدم الذات والرغبة على حساب الحلم والطموح والقضية , نحن امة عاطفية نتصرف على عجالة , دون أن ندرس اختياراتنا ومواقفنا بحنكة وعقلانية , لنحدد موقف صحيح لاختيار موفق للوصول لهدف سامي و وطني يخدم قضيتنا وامتنا , بعيد عن الشطط والنط على الواقع ليظهر البعض كسباق في تحديد موقف قد يكتشف انه استعجل فيضطر ليغير موقفه فيظهر بمظهر متقلب , في مثل هذه المواقف والمنعطفات وحالة الحرب والواقع المأزوم , يجب أن نرجح العقل والمنطق لنحدد موقف صحيح بعد أن نعرف خبايا الأمور وحقائق ما يدور , لتكن مواقفنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لا للمزيد من الأزمات .
قرارات لها ردود أفعال مختلفة والغاضبة منها اندفعت في منشورات أهدافها تحريض وحشد لا يمكن أن يخدم القضية فالحذر الانجرار خلفها فاللاعبون على الثغرات كثر ليخدموا أعدائنا , فنحن تحت مجهر الانقلابيين يستثمرون حالة الغضب وبؤر الضعف لتفكيك البنية واللحمة , بما يخدم مشروعهم وأجنداتهم .
مثلما احتاجت عدن لأبنائها المناضلين من المقاومة وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي وشلال على شائع لتدعيم ركائز الأمن واستقرار الأمان فيها , قد تحتاج عدن اليوم غيرهم في التنمية والاقتصاد وتطبيع الحياة وتوفير الخدمات , ولكل مرحلة احتياجاتها ورجالها , فكانت للقرارات حاجة ملحة لتجاوز تراكمات وأزمة تعصف بالواقع , وهذا لا يعني الاستغناء عن من خدم هذه المدينة بل تنتهي مهمته هنا لتوكل له مهمة جديدة , وهذا هو قانون الوظيفة والضرورة ,اليوم تخدم في مجال وغدا تخدم في مجالا أخر , ومن يشخصن الأمور يراها بمنظار أخر , فيحدد مواقف واختيارات ضالة يضل بها المتحمسين والغاضبين دون تفكير عقلاني وفهم عميق للواقع والحقيقة .
الصادقون هم اليوم الذين يفوتون على الأعداء فرص الانقضاض على مشروعنا وحلم الناس في العيش الكريم والدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة , قد اتفق مع الكثير بوجود خلل وأمراض لكن العافية تأتي بخطوات ودعم جماهيري ونفس وطني معافى من تلك الأمراض الموجودة في البعض , مع العلم إنني على ثقة أن المعنيين بالقرارات مباركين لها وهم فوق مستوى الشبهات , وقابلين بالتكليف ليس في ثقافتهم غنيمة ولا هم يبحثون عن التشريف , لكننا أمام مطبلين ومن وراء الأكمة شيئا غير بريء .
نتمنى من المحافظ الجديد أن يعيد هيكلة المحافظة من وضع فرضته ظروف المقاومة وإرضاء أطراف في تعيين كم هائل من الوكلاء والمستشارين ( كثر الطباخون وفسدت الطبخة ), في ضل مجلس تنفيذي معروف بعدد أعضائه من مدراء عموم و وكيل محافظة معروف للقاصي والداني , ولا تحتاج عدن لهذا الكم من الإرضاء والتراضي , وكل منهم يكلف الميزانية حراسات وسيارات ونثريات عدن وخدماتها بحاجه لها , ونحن على ثقة بان الكل وطنيين والكل ناضل ولازال يناضل من اجل عدن والجنوب والوطن ومشروع الدولة الاتحادية , وكل مخل ومستهتر يستحق العقاب وفق نظام وقانون وقضاء ونيابة وعدالة , ومن حقنا نعرف أسباب أحالة بن بريك للتحقيق وبشفافية يجب إعلان نتائج هذا التحقيق إن كان مذنب أو برأي كلا بما قدمت يداه يجازى والله يوفق الجميع لما فيه خدمة الوطن ومشروعنا الوطني الدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة .
احمد ناصر حميدان