آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 02:21 م

كتابات واقلام


دول المنطقة وتطورات المواجهة بين إيران وإسرائيل

الإثنين - 26 أغسطس 2024 - الساعة 05:11 م

ثابت حسين صالح
بقلم: ثابت حسين صالح - ارشيف الكاتب


تطورات المواجهة بين إيران وإسرائيل التي اتخذت في الآونة الاخيرة شكلا غير مألوف،مما أخرج الصراع بينهما عن قواعد الاشتباك المتعارف عليها منذ سنوات..وجعل دول المنطقة تراقب باهتمام وتتابع هذه التطورات.
أهم دولة في منطقتنا العربية هي مصر وبالطبع السعودية.
وبالإضافة إلى كون مصر هي الدولة الأكبر في المنطقة، وانتهاجها سياسة غير منحازة تجاه الأزمة بين إسرائيل وايران، ومعنية بصورة رئيسية بالدفاع عن أمنها القومي، فعليها أن تراقب باهتمام بالغ هذه التطورات المتسارعة.
وعلى الرغم من ان مصر تركز جهدها الرئيسي على ترتيب الأوضاع الداخلية والبحث عن إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وتقويض التحديات الخارجية التي تواجهها في أكثر من مربع إستراتيجي قريب، فإن اهتمامها بما يجري بين إيران وإسرائيل في صميم هذه التحديات ومآلاتها البعيدة، لأن انعكاساته ستكون مباشرة.
وتحتفظ القاهرة بمسافة معقولة في علاقاتها مع كل من إيران واسرائيل.
حيث تحسنت العلاقات مع إيران إلى حد ما مع تحسن علاقات ايران بالسعودية مما خفف قليلا التوترات وقضايا الخلافات معها.
غير إن هذا التحسن لا يعني قبول مصر بما تقوم به إيران في مواقع أخرى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها.
أما علاقات مصر مع إسرائيل فقد شهدت توترا ملحوظا بعد شن الأخيرة حربا ضارية على غزة، ووجود نقاط تماس أمنية وسياسية قاتمة مع القاهرة، أدت بمصر إلى إبداء رفضها للكثير من التصرفات والتوجهات التي أفرزتها الحرب، وأكدت أن أهداف إسرائيل ستؤثر على الأمن القومي المصري.
غير أن الخلافات التي ظهرت بين القاهرة وتل أبيب لا تعني اتساع الهوة بينهما أو الدخول في مرحلة صعبة من التصعيد، فالولايات المتحدة لديها قدرة كبيرة على ضبط الدفة بينهما.
مع ذلك فان القاهرة تحتاج إلى الإعلان عن تصور واضح يساعدها على التأثير بقوة في التطورات، ويمكنها من توجيه الأوضاع بالصورة التي تحقق مصالحها الإستراتيجية ومصالح الأمن القومي العربي.
وهذا يقتضي بالضرورة الوصول إلى أعلى مستوى من التنسيق مع الدول العربية وخاصة المحورية منها كالسعودية والامارات والجزائر وحتى العراق وسورية.