آخر تحديث :الإثنين - 30 سبتمبر 2024 - 12:20 ص

كتابات واقلام


هل باعت ايران وكلائها؟

الأحد - 29 سبتمبر 2024 - الساعة 10:06 م

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


اين ايران؟
تداعيات عدة، و المشهد على الأرض يتحرك بسرعة منذ ان نادت ايران بوحدة الساحات، فلم نعرف ماذا قصدت بهذه الوحدة هل هي وحدة الأيدلوجيا، ام الجغرافيا أم الهدف، و اي محلل مبتدئ سيؤكد انها ليست وحدة جغرافيا فصنعاء بعيدة عن غزة و لبنان و الشام و العراق ايضاً، و لن تكون وحدة الهدف فهذا ايضا غير واضح، فحزب الله دافع عن بشار و هدفه بقاء بشار على الكرسي و هذا هدف ايراني نعرفه جياً، و مليشيات الحوثي هدفها السيطرة على كل اليمن شماله و جنوبه و لا تستطيع، فبإختصار لا يوجد سوى شعار يستخدموه لأنه شعار جاذب للشعبويين.
هل باعت ايران وكلائها؟
لقد تم تدمير كل ارض سيناء، و بقى بعض الشهداء تحت الأنقاض، و تم إغتيال اسماعيل هنية، و تقريباً كل قادة حماس العسكريين، و تقريبا انتهت اكثر من 80% من قدرتها العسكرية، و لم يتم تعويضها!!
في لبنان تم إغتيال نصر الله و تقريبا معظم قادتة حزبه، و تم تدمير كل مقارها بما فيه المصرف المركزي الخاص بحزب نصر الله، و اصبح حزب نصر الله يعاني من قلة في القيادة و المقاتلين و المقرات و الدعم المالي، و الأوجع انه تم تشريد اكثر من مليون لبناني من ارضه و هذا يحدث لأول مرة في تاريخ لبنان.
مليشيات الحوثي هي الأضعف، و لكن تم تدمير ميناء بحري يستخدم لتصدير النفط و تحطيم منطقة كهرباء الحالي بالحديدة.
و اليوم نتساءل لماذا كل هذا، و لماذا حرضت ايران وكلائها؟
جاء الرئيس الإيراني بالخبر اليقين و قال :
"نحن لانعادي امريكا، عليهم ان يوقفوا عداءهم لنا، نحن إخوة للأمريكيين"،
و قال كذلك:
"مستعدون للحوار مع واشنطن و حل الخلافات"،
و قال كذلك:
"نحن نريد السلام للجميع و لا نسعى الى الحرب او الخلاف مع اي طرف"،
اما محسن رضائي عضو مجلس تشخيص النظام قال:
"خامنئي لا يريد الحرب مع اسرائيل في هذه الظروف".
و نحن نتساءل متى هي الظروف المناسبة ؟
1) اغتالوا قاسم سليماني،
2) قصفوا قنصليتهم بدمشق بمن فيها من مسؤولين ايرانيين،
3) أغتالوا هنية على ارضهمم،
4) إغتالوا طفلهم المدلل نصر الله و جميع قادة حزب نصر الله،
هذا غير ما حدث للأبرياء في غزة و في لبنان و في الحديدة، فمتى ستكون الفرصة المناسبة ليدخلوا الحرب؟
هي ايران التي كانت تصرخ:
" امريكا هي الشيطان الأكبر، الموت لأمريكا"،
كانوا يرعدوا و يزبدوا و يجاهرون بكرههم لأمريكا، و دفعت بالغلابة الوكلاء ليهاجموا مصالح امريكا، و اليوم يمارسون الإنبطاح الغريب لأمريكا، البارحة صرح الرئيس الإيراني بأن حزب الله غبر قادر على مواجهة اسرائيل المدعومة من الغرب، إذاً لماذا حمّستوا الغلابة في حماس ليعملوا طوفان الأقصى، و جاءهم الرد بتدمير كل غزة و كل مقاتليها و قوّتها؟
الم ترون ساعتها انهم غير قادرين على مواجهة اسرائيل؟
و ضحكتم على حزب الله ليتغنى بمسيرات الهدهد حتى ظننا انه سيدمر الصهاينة، فتم تدمير الضاحية وحزب نصر الله و قادته، لماذا لم تنصحوهم حينها بانهم غير قادرين على مواجهة اسرائيل.
حتى الرئيس بشار الذي ذهب حزب نصر الله ليقتل اعدائه ليبقى على الكرسي لم يناصر نصر الله، لأن هناك من اخبره بماذا سيكون الرد إن فعل.!
نصيحة أخيرة لمن لا زال يتمسح بإيران، وإحصاء عدد ايام المقاومة ان ينتهي فقد عرفنا النتائج.

كنت اتمنى من الفقيد حسن نصر الله ان يتحلى بالشجاعة و لو لآخر مرة في حياته بعد ان أحس بتخلي ايران عنه و تخلي بشار الأسد عنه، ان يعتذر للشعب اللبناني الذي ورطهم بحرب لا دخل لهم فيها، بل اصبحوا مشردين نازحين بسببه، وكان عليه سحب مقاتليه من سوريا، ماذا يعملون في إدلب؟ ماذا يعملون في حلب؟

29 سبتمبر 2024م
د. علي محمد جارالله