آخر تحديث :الثلاثاء - 05 نوفمبر 2024 - 01:11 ص

كتابات واقلام


نداء للحرية: صرخات الشعب الجنوبي في زمن الظلم

الإثنين - 04 نوفمبر 2024 - الساعة 05:25 م

علاء العبدلي
بقلم: علاء العبدلي - ارشيف الكاتب


في ظل واقع مؤلم يعيشه الشعب الجنوبي، يلوح في الأفق شعور عام بالإحباط واليأس، مما يدفعنا للتساؤل: ما هو سبب هذا الصمت المريب الذي يكتنفنا جميعاً؟ لقد عُرف الشعب الجنوبي بتاريخه الثوري ونضاله المستمر من أجل التحرير والكرامة، ولكن لماذا نجد أنفسنا الآن نعيش في صمت يسطره الواقع المرير الذي يحيط بنا؟

إن دور قيادتنا السياسية، التي منحها الشعب التفويض لاستعادة الهوية والدولة الجنوبية، هو موضوع يستحق التأمل العميق. يؤسفني أن أقول إنه قد يكون هناك انحرافًا عن مبادئ الثورة وتضحيات الشهداء، بل يبدو أن بعض هؤلاء القادة قد باعوا قضيتنا بثمن بخس، تاركين وراءهم إرثًا من الفساد وسوء التقدير. الوضع الراهن، والصمت المريب الذي نعايشه، يعتبر خير دليل على هذا التدهور، فمشاركتهم في الحكومة كأعضاء في مجلس القيادة الرئاسي تبدو كأنها مجرد أدوار فارغة تؤدى لصالح اجندات خارجية، خاصة عندما تتوالى القرارات الرئاسية من دون مشورة أو مشاركة حقيقية.

ليس من المعقول أن يتحجج البعض بأن الضغوط الإقليمية والدولية هي السبب وراء هذا السكوت القاتل.
هل يعقل أن نترك الأعوام تمر دون عمل جاد، بينما الوضع يتدهور أكثر كل يوم؟ ألا يجدر بنا أن نتبنى فرض الإدارة الذاتية والسيطرة على الأرض، وأن نعلن فك الارتباط بدلاً من هذا الانتظار العقيم؟ في حال تم الاعتراف بنا من قبل المجتمع الدولي فذلك سيكون نعمة، وإن لم يتم الاعتراف بنا، فلنكن على يقين بأن وضعنا الحالي لن يكون أسوأ مما نعانيه الآن.

إذاً، لماذا هذا الخوف المستمر من عدم الاعتراف؟ في الحقيقة، ما نمر به من واقع مرير يستوجب وقفة شجاعة، وأعتقد أنه حان الوقت للشعب الجنوبي أن يعلن كلمته، كفى عبثاً وكفى مهزلة. نحن دولة ذات سيادة، وقد حان الوقت لتشييدها بشكل فعلي.

إن التضحيات التي يقدمها الأبطال الجنوبيون في الأراضي الشمالية ليست سوى فصول من معارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل. أوليس من الأفضل أن تكون تلك التضحيات تحت راية استقلال دولتنا، للدفاع عن هويتنا وسيادتنا بدلاً من خوض معارك في أرض غير أرضنا؟ من غير المنطقي أن نستمر في هذا الصمت في حين أن أبناء شعبنا يعانون الأمرين بحثاً عن حياة كريمة.

إن ما نشهده اليوم من استغلال من قبل الدول الخليجية لصراعاتنا ولشعورنا بالحاجة إلى الدعم، يجعلنا نتساءل عن جدوى هذه الشراكات.
هل نحن مجرد بيادق على رقعة شطرنج كبيرة تتحرك حسب رغباتهم ومصالحهم الشخصية؟ إن تكرار هذه الصفحات المؤلمة لن يؤدي إلا إلى كوارث في حال استمرينا في السكوت والتجاهل.

لذا، آن الأوان أن نتحرك. يجب أن يدرك الشعب الجنوبي أن وحدته وقوته تكمن في استعادة هويته والدفاع عن سواد أرضه. يجب أن نهيئ أنفسنا للحرب إذا كان ذلك ضرورياً ، وأن تكون هذه الحرب حرباً للدفاع عن حدود دولتنا، ولتصحيح مسار حركتنا الثورية، سواء على الصعيدين الإعلامي والعسكري.