آخر تحديث :الجمعة - 08 نوفمبر 2024 - 09:20 م

كتابات واقلام


تكتل الأحزاب تحالفات هشة ومحاولات محكومة بالفشل

الجمعة - 08 نوفمبر 2024 - الساعة 06:03 م

كرم عيدروس باحشوان
بقلم: كرم عيدروس باحشوان - ارشيف الكاتب


شهدت العاصمة عدن مؤخرًا محاولات متعددة لتشكيل تحالفات سياسية تضم مجموعة من الأحزاب، لكن سرعان ما تبيّن أن هذا التكتل يفتقر إلى أي بنود واضحة تُحكم قواعده أو تحدد توجهاته. وقد ظهر ذلك جليًا في غياب الشخصيات المؤثرة وافتقاره للقاعدة الشعبية التي تمكنه من كسب تأييد واسع.

ضعف التكتل وتناقضاته الداخلية

أحد الأسباب الرئيسية لضعف هذا التكتل هو ضمه لأحزاب تعاني أصلًا من خلافات داخلية وانقسامات، وعلى رأسها حزب الإصلاح. هذه الانقسامات جعلت التحالف غير قادر على تقديم جبهة متماسكة أو رؤية سياسية موحدة يمكن أن تكتسب دعم الشارع في كل من الشمال والجنوب. فبدلاً من أن يكون التكتل صوتًا موحدًا يعبر عن مصالح الشعب، أصبح مجرد تحالف هش ومفتقر للتأثير الحقيقي في الواقع السياسي.

فشل في كسب تأييد المجتمع

لم يحظَ هذا التكتل بأي قبول يذكر، سواء في الشمال أو الجنوب. فقد أثبتت التجارب أن المجتمع الجنوبي بشكل خاص، قد قال كلمته بشكل واضح لا لبس فيه، وأعلن أن الممثل الشرعي لقضية الجنوب هو المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن المجلس الانتقالي هو الوحيد الذي يتمتع بقاعدة شعبية وجماهيرية حقيقية، كونه المدافع الأول عن حقوق الجنوب وقضيته العادلة ضد أي تهديدات، سواء كانت من الميليشيات أو القوى التي تتربص بالجنوب.

المجلس الانتقالي: الحل الوحيد لأزمات الجنوب

إن الحل الأمثل للخروج من الأزمات الراهنة في الجنوب يكمن في تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من السيطرة الكاملة والشاملة على إدارة الجنوب، دون الدخول في عداوات مع الشرعية أو حزب الإصلاح. فالمجلس الانتقالي أثبت أنه القادر الوحيد على حماية قضية الجنوب ومواجهة التحديات التي تعصف بالبلاد. كما أن امتلاك المجلس للسلطة بشكل كامل من شأنه أن يعزز استقرار الجنوب ويسهم في تحقيق تطلعات أبنائه بعيدًا عن التجاذبات السياسية الفاشلة.

ختامًا، فإن أي محاولات لتحالفات أو تكتلات سياسية جديدة دون رؤية واضحة ودون قاعدة جماهيرية حقيقية هي محاولات محكومة بالفشل. وحده المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك القدرة والإرادة الحقيقية لتحقيق مستقبل أفضل لأبناء الجنوب، بعيدًا عن الفوضى والانقسامات التي أضرت بالبلاد على مدار السنوات الماضية.