كتابات واقلام
نختلف كإخوة لا كأعداء
الجمعة - 07 يوليه 2017 - الساعة 05:42 م
تابعونا على
تابعونا على
أجمل ما وهب الله للإنسان هي حرية الاختيار , والإنسان كائن ثقافي ثروته أفكار وقناعات , والإيمان بما تحمله من قناعات , يغني عن لوم أراء وأطروحات الآخرين , فكلا له قناعاته التي تحكمه , وقراءاته التي ترشده , هناك من يراء بعقله , وأخر يرى بعواطفه وانفعالاته , وهناك فرق .
يقول حال العقل لا اقبل بالفرضية نتيجتها غير مضمونة , اخطوا وفق نظرية مضمونة النتائج , هكذا علمتنا الرياضيات , تحكمنا القيم والمبادئ والأخلاق , ومعطيات ما تعلمنا في حياتنا من خبرات وتجارب وما اكتسبنا من ثقافة وما حملنا من أفكار وما تشبعنا من التاريخ والحضارة , حتى لا نخدع , يكفي ما انطلى علينا , قرن من الخذلان , والأحلام التي تلاشت في الهواء .
لا ينزعج من الرأي المخالف غير ضعيف الإيمان بقضيته واختياره متذبذب شكاك ,يخاف أن يكون على ضلال وغيره على حق , الرأي لابد أن يقال وان يفصح كلا منا عن مكنوناته ,حيث قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لا خير فيكم أن لم تقولونها و لا خير فينا إن لم نسمعها منكم )وقال فولتير (أنني اختلف معك في كل كلمة تقولها لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول ما تريد ) , على الجميع أن يعي أن المختلفين ليسوا أعداء ولا متآمرين ولا خونة , المشكلة تكمن في الصورة الذهنية والعقلية المريضة والضلال عن الحق والغباء , لعلاج ذلك جرعة وعي لأدراك حقيقة هامة ( حيث تكون الحرية يكون وطن ), هنا تكمن أهمية الاختلاف وحق الآخر بالاختيار , لتكن مناضل وطني وإنساني في سبيل ذلك الحق , وعي يغني عن مراقبة الناس في اختياراتهم ومواقفهم وتوزيع صكوك الوطنية والخيانة , هكذا تشوه المشروع الذي تصطف معه , كن في مستوى قيم مشروعك, وقدم نموذج طيب للجذب حتى لا تكون وأمثالك سبب رئيسي منفر للآخر ولمن يفكر أن يصطف معك , لا تكن عدو إثراء المجتمع بالتنوع ومشكلة مستعصية في التوافق والاتفاق على مشروع وطني جامع يوقف نزيف الدم ومسلسل التدمير والخراب ويرفع من شأن ألامه وينهض بالوطن , أن كانت تهتم للوطن , وان كانت اهتماماتك مصالح أنانية ضيقة ومشاريع صغيره تقف في وجه التغيير المنشود , سيتجاوزك الزمن وستمر عجلة التغير الايجابي في مسارها الرباني لحياة أجمل لتدوس جسدك المثخن بالمصالح ...
احمد ناصر حميدان