آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 03:27 م

كتابات واقلام


بوادر حرب إقليمية تلوح في الأفق

الخميس - 13 يونيو 2019 - الساعة 11:14 م

ثابت حسين صالح
بقلم: ثابت حسين صالح - ارشيف الكاتب


ﺻﺎﺭﻭﺥ ـ " ﻛﺮﻭﺯ " ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ في مطار أبها السعودي ﻓﺠﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ‏( 12 ﻳﻮﻧﻴﻮ ‏) ﻣﻮﻗﻌﺎ 26 ﺇﺻﺎﺑﺔ، ﻳﺤﻤﻞ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻭﺑﻮﺍﺩﺭ ﻏﻠﻴﺎﻥ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻴﻦ الحوثيين ﻭﺍﻟسعودية، ﻭأدى إلى توتر ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺩﻭﺭ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗﻔﺮﺽ على السعودية ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ دفاعاتها ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺧﻴﺔ.

ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﺃﺑﻬﺎ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺎﺟﺊ، لكن ﺗﻮﻗﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺭﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻴﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ.
ﻟﻤﺎﺫﺍ اتجهت أصابع الإتهام نحو ﺇﻳﺮﺍﻥ؟ ﻷﻥ ﺻﺎﺭﻭﺥ " ﻛﺮﻭﺯ " ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻭﻫﻢ أساسا ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﻮﺍﺫﻩ ﺃﻭ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ .

ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻭﺍﻟﻔﺎﺿﺢ ﻟﻤطار ﺣﻴﻮﻱ ﻭﻣﺪﻧﻲ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺳﻊ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺩ ﻭﺑﺈﻃﺎﺭ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ.

ﻣﻌﻀﻠﺔ الحرب الدائرة ﺃﻥ ﻻ حسما عسكريا فيها ولا انتصارات جدية باستثناء ما تحقق على ايدي القوات الجنوبية بدعم من قوات التحالف العربي، ﻭﻻ ﺣﻠﻮﻻ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ القريب.

ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻳﺰﺩﺍﺩﻭﻥ ﺗﻌﻨﺘﺎ ﻭﺿﺮﺍﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺗﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ.

ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻫﻲ ﺟﺒﻬﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻜﻠﻔﺔ بالنسبة ﻹﻳﺮﺍﻥ لمحاربة ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻭﺗﺴﻠﻴﺢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﻭﺿﺮﺑﻬﻢ ﻷﻫﺪﺍﻑ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ، ﻓﺨﻴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺿﻴﻘﺔ ومحدودة: ﺇﻣﺎ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ وبشكل أعنف من الهجوم الايراني ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ مع إيران أو الحوثيين ﻭﻫذا لن ﻳﺤﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﺃﻭ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺧﻴﺔ السعودية .

ﺍﻟﺮﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﻦ ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ " ﻛﺮﻭﺯ " ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻟﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﺪﺭﺑﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ الإيراني من المناطق اليمنية، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟماضية ﻟﻢ ﻳﻨﻪ ﺍلحرب أو يحلها سياسيا .

ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ العربي ﻓﻲ ﺍلاشهر الاخيرة هو الآخر لم ﻳﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ التقليديين .

ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺃكثر فاعلية ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺩﻓﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺧﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ الحرب ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻻ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﺴﻠﻴﺢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ.

تحتاج السعودية اليوم إلى الحصول ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﺍﺕ ﺩﻓﺎﻉ ﺻﺎﺭﻭﺧﻴﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺗﺘﺼﺪﻯ ﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ " ﻛﺮﻭﺯ " ﻛﺎﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﺜﻼ ‏( ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ‏) ، ﻭﺗﺴﺮﻳﻊ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻣﻌﺪﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺷﺘﺮﺗﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﺜﻞ ﻧﻈﺎﻡ " ﺛﺎﺩ ." ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ " ﺛﺎﺩ " ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ " ﻛﺮﻭﺯ " . ﻧﻈﺎﻡ " ﺑﺎﺗﺮﻳﻮﺕ " ﺍﻷﻣﻴﺮكي ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.

ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺑﻬﻜﺬﺍ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﺗﺴﺘﻜﻤﻞ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺸﻔﺘﻬﺎ " CNN " ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟماضي ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﺑﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺣﻮﻝ ﻧﻈﺎﻡ ﺃﺱ 400 ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺘﺴﻠﻤﻪ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺃﻗﻨﻌﺘﻬﺎ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ.

مشكلة ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ، ﺍنها ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺃﻥ يذهبوا الى ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ، وفي نفس الوقت لا ﺗﺰﻭﺩ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﺑﺘﺮﺳﺎﻧﺎﺕ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻧﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ.

ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻏﻠﻴﺎﻥ ﻭﺗﺼﻌﻴﺪ، ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﻣﻄﺎﺭ ﺃﺑﻬﺎ ﻫﻮ ﺟﺒﻬﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ . ﻓﻔﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﺷﻬﺮ ﻭﻗﻌﺖ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ وانتهاء بتفجير ناقلات النفط في خليج عمان، ﻭﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻻﺻﻄﺪﺍﻡ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﺑﻴﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻳﻔﺮﺽ على المعنيين وخاصة السعودية ﺗﺮﻭ ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ شاملة وسريعة لتحالفاتها الإقليمية ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺧﻴﺔ كمهمة ملحة لا تقبل التأجيل أو المساومة.