آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 08:30 ص

كتابات واقلام


التحرير الخاطف للمكلا و"تكتيك الصدمة والرعب للجيش الحضرمي"!!!

الأربعاء - 27 أبريل 2016 - الساعة 01:53 م

م. لطفي بن سعدون
بقلم: م. لطفي بن سعدون - ارشيف الكاتب


((لايهزم بيرق تحته حضرمي))..... موحد الجزيرة الملك عبد العزيز رحمة الله تغشاه. ((لن تعرف الرجال إذا لم تعاشر حضرميا))..... موحد الإمارات الشيخ زايد رحمة الله تغشاه. وقد شاءت قدرة الله إلا أن تلتقي وتلتحم معا سواعد أولاد عبد العزيز وأولاد زايد وأولاد حضرموت بقيادة موحد المسلمين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ,لتحرر المكلا وساحل حضرموت من شأفة الإرهاب والتطرف والمرتبطين بعفاش والحوثي. ففي يوم الأحد 24/إبريل/2016م كانت المكلا حاضرة حضرموت وعروسة بحر الحضارم على موعد تاريخي مع الفرح الحضرمي الغامر بعد خمسين عاما من الأحزان المتتالية .كيف لا ,وقد دخلتها محررة قوات النخبة الحضرمية ,بعد أن قطعت ما يقارب من مائتي كيلومتر من الحركة العملياتية القتالية خلال أقل من 12ساعة من مواقع تموضعها في غيل بن يمين في هضبة حضرموت, من خلال ثلاثة محاور هي الادواس ــ المكلا والمعدي ــ الشحر وشتنة ــ الحرشيات وإشتبكت خلالها بمواقع القاعدة التي إعترضت طريقها ,في منطقة الأدواس والعيون ومعسكر اللواء 27ميكا بالريان وبويش وقيادة المنطقة العسكرية بخلف وجول مسحة والغويزي في مدخل حي الديس, ومطار الريان وميناء الضبة والمعدي والشحر.وباتت ليلتها بعد ان أحكمت قبضتها على الأحياء الشرقية للمدينة ومطار الريان وميناء الضبة النفطي وتاركة المجال للمقاومة الشعبية المنسقة معها ,لحراسة المنشات ولحفظ الأمن في المدينة فيما قوات القاعدة تستكمل انسحابها من مدينة المكلا كاملة باتجاه الغرب.ولتستكمل صبيحة يوم الأثنين25/ابريل تطهير كل المدينة وكل ساحل حضرموت من قوات القاعدة من ميفع غربا وحتى المهرة شرقا.وهي أسرع عمليات إجتياح عسكري في بلادنا وتكلفة بشرية تقارب المائة بين قتيل وجريح للمهاجمين وقتلى وجرحى خصومهم ثمانية أضعافهم .وهذه السرعة في حسم المعركة وتحرير حاضرة حضرموت التي تدر ذهبا على القاعدة ,هي التي جعلت الكثير من المحللين والصحفيين يصابون بالصدمة والذهول بل وصل بهم الحال للتشكيك بهذا الحسم العسكري , معتبرين إنه تم بموجب صفقة سرية تمت مع القاعدة كما ,وصفها صراحة الصحفي الجنوبي فتحي بلزرق رئيس تحرير صحيفة وموقع عدن الغد العدنية وتندربها بالقول ((شاهدنا عربات الجيش وهي تنطلق في ضواحي المكلا (بويش )مسرعة وكأنها سيارات "أجرة"وليست عربات جيش تتوغل في منطقة "خطرة ")).ولا ندري أجهل منه بالتكتيكات العسكرية أم لغرض في نفس يعقوب قال هذا الكلام.ولأننا حضارم مستقلين غير أتباع لأحد ,فإننا لن نسمح لأحد كائنا من كان ,صديق أو عدو أو محايد ,بتشويه سمعة جيشنا الحضرمي المغوار ,الذي حلمنا بميلاده طيلة سنين عمرنا في صحونا والوسن ,وناضلنا ليبرز على الواقع , في سرنا والعلن .ولكننا بالمقابل سنوضح أيضا لشعبنا وللرأي العام المحلي والإقليمي والدولي ,بالدلائل حقيقة النصر العظيم الذي تحقق وبالقدرات والحنكة العسكرية التي يمتلكها هذا الجيش ,الذي لم يتجاوز تأسيسه فترة العام ,فيما عدى قياداتة المتمرسه ضمن الجيش الجنوبي السابق. فالتكتيك العسكري الذي أستخدمته ألوية الجيش الحضرمي المغوار بالمشاركة مع طيران التحالف العربي والخبراء العسكريين الإماراتيين والسعوديين لتحرير المكلا , يسمى في العلوم العسكرية بتكتيك "الصدمة والرعب" وهو مناورة هجومية في المعارك، تقوم فيه القوات المهاجمة بالهجوم بقوات كبيرة وبأقصي سرعة. والهدف من هذا التكتيك، توجيه ضربة مباشرة قوية ضد العدو، تهدف إلى كسر تشكيلاته وتحطيم معنويات جنوده. وقد استخدمته الجيوش الألمانية في عملية بارباروسا لغزو الإتحاد السوفيتي في 22يونيو1941م علىطول جبهة ممتدة لما يقارب من ثلاثة آلاف كيلومتر ممتدة من بحر البلطيق شمالا إلى البحر الأسود جنويا في تضاريس جغرافية معقدة ,وبلغ حجم القوات الألمانية والحليفة معها التي دخلت دفعة واحدة إلى داخل الأراضي السوفيتية مايقارب اربعة مليون جندي ويواجهها من السوفييت2.6 مليون جندي وبالرغم من ضخامة القوات المتحاربة ومعداتها العسكرية المؤلفة من دبابات ومدفعية وراجمات وطائرات إلا أن الألمان إستطاعوا إختراق الجبهة وتوغلوا خلال اليوم الأول لما يقارب من ثمانين كيلومتر.كما استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الخليج الثانية وجمعت فيه بين الحرب البرية و الجوية . وعموما يستلزم للقوات المهاجمة عدة شروط لتطبيق هذا التكتيك من المعارك , منها : سرعة تحركها بتجهيزات متطورة, قوتها النيرانية اعلى ما يمكن وحشدها أكبر من قدرات الخصم,وتمتلك غطاءا جويا بتقنية عالية وقائدها ذكى وصاحب خطة مرنة لتعديل الموقف في أى وقت . وهذه المواصفات إمتلكتها قوات النخبة الحضرمية والتحالف العربي في معركة تحرير المكلا. فقد شارك فيها أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل وأكثر من مائتي عربة قتالية متطورة ذات قدرة تدميرية عالية وغطاء جوي من طائرات الأباتشي والقاذفة .ويقود هذه القوات قيادات عسكرية محنكة بكفاءات وخبرات قتالية ,قادت المعارك في جبهتي الخشعة بحضرموت وخرز في باب المندب في 94م ولم تتمكن القوات اليمنية من إختراقها حتي نهاية الحرب وتكسرت أمامها أكثر من أربعة ألوية.وفي مقابل هذه القوات ,لاتوجد جبهة ثابتة يتطلب إختراقها وأنما مجموعات متناثرة من مقاتلي حرب العصابات ,في عدة مواقع مكشوفة أومتسترة بين المواطنين داخل المكلا والشحر ,ولا يمتلكوا قوة نيران مدمرة وبدون أي غطاء جوي.إذن المقارنة غير متكافئة مطلقا والإجتياح السريع لمثل هذه العصابات أفضل من التلكؤ, في تحرير المدينة ,خاصة أن الإجتياح قد تم صباح اليوم التالي مباشرة ,الذي دكت فيه الطائرات والبوارج كل تجمعاتهم البشرية والعسكرية ودمرتها بالكامل ,ولم يتمكنوا من إلتقاط أنفاسهم والإستعداد لمواجهة المهاجمين .ولأن التاخير في الحسم سيعطيهم الفرصة لإستخدام المفخخات والعمليات الإٌنتحارية البارعين فيها والتي ستكون نتائجها مكلفة وتدميرية وضحاياها أعلى.وبالفعل فان ماشاهدناها على شاشات الفضائيات ,من لقطات مصورة لأحد الهواة الحضارم ,لقوات النخبة الحضرمية وهي تخترق الشارع الرئيسي في بويش بسرعة كبيرة تحت زخات رصاص العدو, قد بينت للعالم نجاح الخطة العسكرية وشجاعة الجنود الحضارم في مواجهة نيران الإرهابيين ,ورغبتهم الجامحة لتحرير أهلهم وعاصمتهم الجميلة المكلا, التي رزحت عاما كاملا تحت حكمهم الباغي ,ولتثبت أيضا أن العسكرية الحضرمية لازالت بخير وأن إرث جيش البادية الحضرمي قد تلقفه أبناؤهم ,بعد خمسين عاما من التيه والحرمان المتعمد ضدهم .وليعلنوا بانتصارهم التاريخي هذا ,محليا وإقليميا وعالميا أن حضرموت قد شبت عن الطوق وأن حقوقها ستنتزعها بقوة جيشها الوليد الذي يتشكل في خضم المعارك ,وأنها لن تكون بعد اليوم تابعة لأحد .وعلى الباغي تدور الدوائر. *ناشط سياسي وإجتماعي kutabhdrmot@hotmail.com