آخر تحديث :الأحد - 24 نوفمبر 2024 - 08:19 ص

كتابات واقلام


أين تكمن قيمة التصالح ياسادة

الثلاثاء - 14 يناير 2020 - الساعة 12:32 ص

نعمة علي احمد السيلي
بقلم: نعمة علي احمد السيلي - ارشيف الكاتب


يصادف الأثنين الثالث عشر من يناير 2020 الذكرى الرابعة عشر لأتفاق التصالح والتسامح الذي جرى يوم 13 يناير 2006 في جمعية ردفان في مقرها الكائن في عدن والتي على ضوء هذا الأتفاق جن جنون نظام صنعاء وبدأ بخطوات أجرائية تجاه القائمين عليها حيث أغلق مقرها وسحب ترخيص مزاولة نشاطها كما أن من شارك في أتفاق التصالح والتسامح قد تعرض للملاحقة لأن أي خطوة للملمة صفوف الجنوبين وتوحدهم تمثل ردة فعل قوية للنظام القائم وللأسف أقولها وبكل مرارة أي ذكرى للتصالح وتسامح تتحدثون عنها فنحن الجنوبين غير أهل لها هذه حقيقة لا خداع فيها حيث تبددت كل الأحلام التي بنيانها بعد هذا التصالح والمتمثلة بأمكانية وحدة الصف والموقف الموحد الذي يتجسد في قيمة التسامح والتصالح على ضوء السلوكيات والممارسات التي تعكس على أرض الواقع وتعزز ثقافة التصالح والتسامح التي تغيب فيها مظاهر التعصب والشخصنة والولاءات الضيقة ونبذ أرث وثقافة الماضي وأزمة عدم الثقة والترفع عن الخلافات لتسمو عوضا عنها قيم التعايش والتفاهم والسلام والإيمان بحق التوافق في ظل التنوع الاختلاف وقبول أراء الأخر وأفكاره كما هي وأحترام رأيه كما هو لا كما نريد.

هذا هو التسامح الذي ننشده ياسادة حيث يتطلب قلوب نقية وقادرة على التسامح قلوب تطهرت وتسامت عن الحقد والضغينة والتخوين قلوب أيقنت عن أيمان صادق بأهمية نبذ الفرقة والتلاعب وحب الأثرة وحب الذات وعدم الأعتراف بحق الأخر المشاركة في صنع القرار
ونسيان الماضي وتجاوز عثراته والأستفادة منها كدروس وعبر.
وهذا الذي نفتقره ولم يتحقق مطلقا حتى يومنا هذا
نسى الجميع أن الوقوف عند أخطاء الماضي والتمسك بها كأداة لنبد الأخر كارثة لأنها ستحيل حاضرنا جحيما ومستقبلنا حطاما لأننا سنكون مشغولين بها مما سيفوت علينا الفرصة كثيرا لتقريب وجهات النظر التي تصب في مصلحة الهدف الواحد والمصالح المشتركة فالوطن مسؤولية الجميع وملك للجميع ويفترض أن لا يغتر أي طرف بالمكانة التي هو فيها فكل شيء متغير والثابت هو الشعب عليه أن يمد يد التصالح والتسامح والعون لرفاق النضال المشترك في الأعتصامات التي أستمرت على مدى ثمان سنوات وتصدى الجميع لبطش نظام صنعاء وجبروته الذي كان لا يفرق بين أرهاب الدولة والأمن والأستقرار بصدور عارية لرفض الذل والمهانة وأنتزاع حقنا في الكرامة الأنسانية
أن عدم الأعتراف بحق الأخر في صنع القرار وأدارة نظام الدولة لا يؤسس لبناء وطن وسيظل الجميع يعيشون حالة من التشتت والتمزق التي لم ينزل بها الله من سلطان.