آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 03:46 م

ثقافة وأدب


أمنية في العيد

السبت - 09 يوليه 2022 - 08:49 م بتوقيت عدن

أمنية في العيد

رعد أمان

ما عادَ يُطربني يا صاحبي عيدُ
‏وليس عنديَ لا نايٌ ولا عودُ

‏كلُّ الذي في حنايا الروح أمنيةٌ
‏أنْ تُعشبَ اليومَ من دمعِ الأسى البِيدُ

كم مرَّ من عُمُري عُمْرٌ أسِفتُ له
وكم تطاولَ تغريبٌ وتشريدُ

لولا مكابدةُ الأيامِ في جَلَدٍ
لفارَقَ النبضَ قلبٌ وهو منكودُ

كم من جراحٍ بنفسِ الحُرِّ مؤلمةٍ
ما كان يُلئمُها طِبٌّ وتضميدُ

تظلُّ كالنار في الأحشاءِ مُوقَدَةً
حتى يحينَ من الإفناءِ تَرميدُ

عيدٌ ؟ وأين هي الأعيادُ في زمنٍ
يَشيبُ منه الأغِرَّاءُ الأماليدُ ؟

فقرٌ يئنُّ وجوعٌ لائكٌ عَدَماً
والليلُ منتشرٌ والصبحُ مَفقودُ

عيدٌ ؟ بربكَ يا صاحِ اتَّئِدْ فعلى
جَدبِ الحياةِ أمانٍ كلُّها سُودُ

هناكَ كم أنفُسٍ ظمأى إلى فَرَحٍ
يهدُّها في شِعابِ العيشِ تكبيدُ

لا شيءَ إلا احتراقٌ لا يفارقها
لا شيءَ إلا أسًى طاغٍ وتنهيدُ

العيدُ تُسعدُ مَن يحياهُ بهجتُهُ
لا مَن يلفِّعُهُ هَمٌّ وتنكيدُ

في حومةِ البؤسِ والظُّلْماتُ لابِدةٌ
لا يعرفُ العيدَ متعوسٌ ومفؤودُ

فالكربُ في نفسِهِ كالأُفقِ منبسطٌ
والسعدُ بابٌ مدى الأيامِ موصودُ

عيدٌ ؟ وأين هي الأعيادُ من وطنٍ
ما بينه والغدِ النائي أخاديدُ ؟

كانت حدودُ أقاصي الوقتِ تعرفُهُ
واليومَ تجهلُه حتى المواعيدُ

لكن برغمِ الدجى القاسي وما فعلَت
يدُ الشقاءِ فإنَّ الصبرَ موجودُ

وإنَّ خيطاً رجائيَّ السَّنا أبداً
إلى رُبًى في مدى الأحلامِ ممدودُ

سيُقبلُ العيدُ يوماً حاملاً فَرَحاً
تَحفُّه بهجةٌ نشوى وتجديدُ

يا صاحِ غَنِّ إذا ما شئتَ في طربٍ
فإنما العيدُ أنغامٌ وترديدُ

واعزِفْ لحونَكَ بالأوتارِ منتشياً
تَرفُّ من وقعِها مختالةً غِيدُ

لكن سألتُكَ دعني ليس بي نَزَقٌ
إلى الغناءِ وليس اليومَ لي عِيدُ

إني وإنْ كانت الآمالُ تملؤني
‏فلا يحرِّكني لحنٌ وتغريدُ

‏مازلتُ أحضنُ صبري تائقاً لغدٍ
‏يكونُ في وصلِهِ للحُزنِ تبديدُ

رعد أمان