آخر تحديث :الأحد - 24 نوفمبر 2024 - 12:29 م

اخبار وتقارير


الجفاف وانعدام السياسة التسويقية يهددان أعرق شجرة في دلتا تبن بلحج

الجمعة - 01 سبتمبر 2023 - 05:46 م بتوقيت عدن

الجفاف وانعدام السياسة التسويقية يهددان أعرق شجرة في دلتا تبن بلحج

تقرير: سامح عبدالوهاب _ تصوير: عبدالرحمن خضر







تشهد زراعة المانجو في دلتا تبن بلحج تراجعا غير مسبوق وذلك بعد عزوف العديد من الفلاحين عن زراعتها، والبحث عن أعمال زراعية اخرى، نظرا لنقص مياه الري وصعوبة تسويق المنتجات، خاصة في ظل غياب دور الجهات الحكومية في إرشاد المزارعين ودعمهم وتسويق منتجاتهم، الامر الذي فاقم من وجود التحديات امام المزارعين ومستقبل فاكهة المانجو ، بعد أن عرفت لحج بزراعته كأول محافظة يمنية، نجح فيها زراعة تلك الثمار بحسب المصادر الرسمية.





صمود رغم المعاناة



صامدة رغم الجفاف، وغياب الاهتمام الرسمي، ذلك هو الحديث عن أشجار المانجو اللحجي المزروعة في أراضي الخُداد على ضواحي مدينة الحوطة، في دلتا تبن بمحافظة لحج.


احمد الحداد فلاح يبدأ مشواره اليومي في تقليب التربة الزراعية وإحاطة أشجاره من ثمار المانجو، وهي جوانب من الاهتمام والرعاية التي يحيط بها فاكهته، أملا في رفع كفاءة الإنتاج من الثمار، لتحسين عائدات مبيعاته، بعد أن غدت مخيبة هذا الموسم.



يقول أحمد الحداد إن إنتاج المانجو هذا العام كان كثيفا والطلب قليل، أي زيادة في العرض وانخفاض في الطلب، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعاره.

ويؤكد إن خسائر الفلاحين بسبب انخفاض الاسعار جاءت بالتزامن أيضا مع مشكلة أخرى يعانيها الفلاح تتمثل بنقص المياه، ووجود الحشايش والاحراش التي تتطلب توفير عماله لتخليص الارض منها.



انعدام التسويق والتشجيع




زيادة في عرض المنتجات مقابل انخفاض الاسعار، تلحق هذه المشكلة بالمزارعين خسائر كبيرة، في حين يعاني غالبيتهم من تدني نسب مياه الري، بالإضافة الي عجز في شرا الاسمدة والمحروقات والمبيدات، وهو الأمر الذي يحد من قدراتهم في مواصلة تحسين المنتجات، وزيادة الكمية سنويا.



غياب الدعم والتشجيع بات يهدد المستقبل الزراعي لفاكهة المانجو، كما يزيد من اعداد المتخلين عن زراعتها بحسبِ رويات بعضهم، واللجوء الي زراعة اشجار غير مثمرة بهدف الربح السريع وبكلفة أقل وسط مخاوف من تنامي هذه الظاهرة بين مزارعي الدلتا.



ويقول رواد علي إن كميات الإنتاج السنوي من مزرعته تصل بين تسعمائة إلى الف سلة سنويا، لكن الايراد هذا العام ضعيف، وذلك نتيجة وصول كميات كبيرة من المانجو من محافظات ابين والحديدة إلى أسواق لحج وعدن.


ويؤكد إن مشكلة المياه هي من أبرز المشكلات التي يعانيها المزارعين، الأمر الذي يؤدي بشكل لافت إلى عدم الاهتمام بزراعة أشجار المانجو، وتخلي الناس عن زراعة الفاكهة ، واقتلاع أشجارها واستبدالها بأشجار الفل وغيرها من المزروعات الأخرى.





زراعة تاريخية




تعد زراعة المانجو في محافظة لحج واحدة من أقدم الأشجار المثمرة التي تم زراعتها في دلتا تبن على يد سلاطين وأمراء لحج قبل حوالي قرنين من الزمن، كما تعتبر من الفاكهة الاكثر اهتماما بالنسبة للمزارعين بالمحافظة وفي العديد من المحافظات اليمنية، وذلك نظرا لمذاقها المميز وأشجارها الغزيرة الأنتاج، الأمر الذي أكسبها شهرة وارتباطا في أوساط الفلاحين، إضافة إلى الشعراء والفنانين الذين ما إن تواروا في الغناء؛ للزراعة والأشجار والأرض والجمال.





ارتباط الفلاحين بشجرة المانجو




من بين ثمارِ المانجو وأشجاره الباسقة تمتد فصول حكايات ارتباط فلاحي لحج وفنانيها وشعرائها مع الزراعة والأرض.

في ضواحي مدينة الحوطة وتحديدا في أرض الخُداد، الواقعة على مقربة من وادي الحسيني الشهير، تكتسي المساحات بأشجار المانجو إذ تعد الموطن الأول لزراعة هذه الثمار على مستوى البلاد.



جودة ومذاق


الجودة والمذاق أبرز ما يميز المانجو اللحجي عن غيره في العديد من المحافظات كما تتنوع ثماره وتحمل أسماء متعددة باختلاف أصنافها.




ويضيف المزارع احمد الحداد إن المانجو في لحج يتميز بموصفات مختلفة عن غيره ، تتمثل مميزات المانجو اللحجي بالريحة الجميلة، والتذوق اللذيذ للفاكهة، وذلك بسبب نوعية التربة التي تتميز بها دلتا تبن عن تربة ابين والحديدة.


ويؤكد "الحداد" إن الأنواع المزروعة من المانجو تتمثل في الأنواع الشهيرة كالسنارة، وقلب الثور، وبمباي، والحافوص.




انتاج موسمي و شهرة





مع مطلع شهر أبريل من كل عام، يبدأ موسم جني ثمار المانجو، وتصديرها إلى الأسواق المحلية، وعرضها عند باعة الفاكهة، أو على جنبات وبوابات المقاهي باعتبارها إحدى أفضل الثمار والعصائر كما تحظى بالإقبال الدائم أو الموسمي، وهو شرط اهتمام المزارعين بالمحافظة على رعاية وإنتاج الأنواع المطلوبة والمفضلة.


ويقول الناشط المجتمعي يسلم باجول من أهالي منطقة الخداد إن شجرة المانجو كانت متوفرة ومتنوعة ورخيصة في السابق، لكن الان تغيرت الموازين واصبح السوق يتطلب انواع محددة كقلب الثور والسمكه.

ويضيف اصبح الفلاح مؤخرا لا يهتم بجميع شتلات المانجو، ويركز على نوعين محددين وذلك من أجل سهولة تسويقها وبيعها بشكل أفضل.







قرنين من الزمن منذُ زراعتها




تعود زراعة المانجو في المحافظة إلى وقت مبكر، إذ عرفت زراعته قبل أكثر من مائتي عام، بعد أن جلبت أنواع منه من قبل سلاطين وأمراء لحج من الهند، بينما لم تكن موجودة في السابق حسب بعض المرويات ما ساعد على تحسن الأنواع المزروعة منها في اليمن، وفي لحج على وجه الخصوص.