آخر تحديث :الأحد - 24 نوفمبر 2024 - 12:37 م

كتابات


الإخوان والحوثي وتغذية الإرهاب

الأربعاء - 25 أكتوبر 2023 - 03:21 م بتوقيت عدن

الإخوان والحوثي وتغذية الإرهاب

كتب/بشير البريكي

نشاهد وقوف جماعة الإخوان مع أدوات إيران المليشياوية هنا او هناك، وتسير في صفها بمثابة القوة الناعمة، وهذا مايكشف حجم التخادم والتقارب فيما بينهم، والذي يثبت مجددا واحدية هدفهم ومشروعهم التدميري في استهداف الدول العربية، وإثارة الصراعات والتباينات، وإغراق المنطقة بالكثير من التحديات والكوارث، التي باتت تلك الجماعات لاتعيش إلا عليها.
تقف جماعة الإخوان عبر فرعها المحلي حزب الإصلاح مع الحوثي بكل وضوح، التي بدأت بتسليم الجبهات تباعًا للحوثي دون مقاومة بعد أن قدم التحالف العربي الدعم الكافي لها، إلا أن حزب الإصلاح لم يتوانى في تسليم الأسلحة والاليات لمليشيات الحوثي، وقد شاهدنا الكثير من العتاد العسكري في الاستعراضات الحوثية بصنعاء.
تطورت علاقة الإخوان بالحوثي في دعم التنظيمات الارهابية، وامدادها بالاسلحة والطيران المسير والعبوات الناسفة لاستخدامها في استهداف الجنوب وقواته المسلحة، وهذا ما كشفته القوات الجنوبية ممثلة بقوات دفاع شبوة خلال القبض على عدد من قيادات التنظيم في شبوة، والموثقة في اعترافات مصورة أظهرت الكثير من الأدلة التي تثبت تورط الإخوان والحوثي في تعزيز قدرات القاعدة الإرهابية، وهذا يأتي لتغطية الانتكاسات والهزائم التي مُنية بها مليشيات الحوثي على امتداد جبهات الجنوب الحدودية، بعد أن فشلت أمام صمود وبسالة القوات الجنوبية، ولقنتها الخسائر الفادحة.
الهزائم التي يُمنى بها الحوثي الإيراني تتكرر بشكل يومي في كثير من الجبهات الحدودية الجنوبية على يد القوات المسلحة الجنوبية، وهو ما يعني أنّ المليشيات ليست بالقوة التي تتوهمها أو تروّج لها جماعة الإخوان المتخادمة معه لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الجنوب وقضيته العادلة، وأن تأخُّر حسم الحرب على المليشيات الحوثية يعود في المقام الأول إلى الممارسات التي تنتهجها جماعة الإخوان ووقوفها مع الحوثي والقاعدة في خندق واحد وخطاب حرب واحد لاستهداف الجنوب وتدمير مقوماته.
من هنا نقول حظر حزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان وتحميلهم المسؤولية الكاملة عن بلوغ الأوضاع ما آلت إليه، وأنّه لولا تواطؤه وتخادمه المتواصل لما بلغت الأمور ما بلغته اليوم، ولما يتفاخر الحوثي بشعاراته المزيفة ومزاعمة الجديدة لنصرة فلسطين واستغلال عواطف المواطنين بقوته الوهمية والمصنوعة التي يستمدها من تخادمه مع الإخوان وأتباعهم الذين يصورونه جماعة لا تهزم، في الوقت الذي برهنت فيه القوات الجنوبية حجم الوهن الحوثي، بالبطولات والإنجازات العسكرية التي تحقّقها القوات الجنوبية في ردع المليشيات وكسر شوكتها، رغم عدم التكافؤ في العتاد العسكري، إلا إنها تتكبّد خسائر فادحة يوم تلو الآخر.