آخر تحديث :الأحد - 30 يونيو 2024 - 07:12 م

اخبار وتقارير

المكلا تخسر 50 مليون ريال سعودي على يد " أهل الذكر "
من تجار الحروب إلى تجار الدين والثمد والديرك

الأحد - 07 يناير 2024 - 06:48 م بتوقيت عدن

من تجار الحروب إلى تجار الدين والثمد والديرك

م. محفوظ باعامر

الأسماك في صنعاء والمكلا تحلم بالقربيب!

كشفت سنوات الحرب ما تحت السجادة كما يقال في الأمثال السياسية. فإذا كانت هناك فئة يطلق عليها اسم تجار الحروب فإن عندنا فئة من جماعة (هل أدلكم على تجارة) ولكن لا(تنجيكم من عذاب إليم) بل (تقمركم وتخطف أموالكم وتغرم بكم). تلك هي تجارة جماعة تدعي وصلاً بالحكمة، والحكمة لا تقر لها.

المتاجرة بأسماك حضرموت لبيعها في أسواق صنعاء .. هكذا قرر (أ.م.ب) - من جماعة الحكمة - فأعلن لهم عن فتح مشروع تجاري استثماري في مجال الأسماك بنسب أرباح خيالية، فتدافع مشايخ ذوو أموال طائلة من المرابحة بالمظاهر الدينية وأعمال الخير ، وحثوا جماعات تقتدي بهم على المساهمة في مشروع التاجر الحكمي السني المقيم في كنف الحوثيين الروافض!

مكاتب وهمية بعمولات

فتحت قيادات حكمية مكاتب وهمية صغيرة في حضرموت، فيستقطبون مساهمين مقابل عمولة، ويحددون نسبة بين صاحب المال المساهم وبين نسبة صاحب المشروع في صنعاء. انهالت عليهم أموال لا إله إلا الله، وبيعت أسماك حضرموت بأسعار أدنى مما في مدن البحر من المكلا وبروم غرباً إلى الريدة وقصيعر شرقاً.
بعد فترة تبين أن المشروع فيه اختلال من الأساس، فأدخل على إثره الحكمي السني أ.م.ب السجن في صنعاء، بينما بلغت مديونية المكلا 50 مليون ريال.س.

جهيمان الحضرمي يفر من المكلا

في الأثناء يعود جهيمان حضرموت الشيخ المعلم إلى المكلا ليصدم بأن خلق الله طوابير ينتظرون استرداد أموالهم ممن نصبوا عليهم بعد أن ظنوا فيهم الخير ولم يحسبوا أن وراء اللحية ما وراءها. عندما وجد جهيمان رجاله الكبار مثل الشيوخ (صالح. ب) و (عمر .ب) و(أحمد .غ) غرقانين بملايين، فر في جنح الظلام عائداً من حيث أتى، ليخيب ظن أتباعه بأن عودته كانت عودة الفاتحين.

التوظيف الإسلامي لأموال الفقراء

من أشرف السعد والريان مروراً بالزنداني إلى باكرمان وعيال غانم وأبو الحارث في المكلا:

هذا النوع من النشاط يمكن وصفه بالتجارة المختلة وغالباً ماتروج بالتزامن مع خطب وفتاوى تحريم الربا. وتزعم أنها تقوم على مبدأ المضاربة الإسلامية وليس على أي معاملات ربوية، مستغلين ضعف الفوائد البنكية في ظل اطراد التضخم وارتفاع أرباح شركات وبيوت توظيف الأموال ، معتمدين على اجتذاب السواد الأعظم من رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة والمدخرات .
وسرعان ماتبدد تلك الشركات أموال المودعين، إما لخسائر في مضاربات نتيجة عدم الخبرة بأصول الصناعة والتجارة أو نتيجة إسراف وتبذير أصحاب هذه الشركات والعيش للصرف والترف بأموال المودعين.

ومن أبرز الشركات المصرية التي اشتهرت بتوظيف الأموال أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين، شركات الشريف والريان والسعد والهدى.

الزنداني ومنصيبة الأحياء البحرية

أما قصة عبدالمجيد الزنداني وشركة الأحياء البحرية فإنها تضاهي مايا خليفة في الشهرة وهي كما يروي الرواة الثقات كالتالي :
*"* تأسست عام 1996 .. أطلق عليها اسم شركة الأسماك والأحياء البحرية .. كان المتحكم بها أعضاء في حزب الإصلاح على رأسهم عبدالمجيد الزنداني .. تحصلت الشركة على دعم حكومي وصل الى 150 مليون ريال ( قرابة 800 مليون ريال بسعر اليوم ) ..
مع الكثير من الدعاية والترويج لها في المساجد .. ومع استغلال عامل الدين قفز رأس مال الشركة من 2 مليار ريال إلى 10 مليارات في 2006 ..
تجاوز عدد المساهمين فيها 150 ألف مساهم .. 70 % منهم من صغار المساهمين .. ومعظمهم من ذوي الدخل المحدود ..
في بداية الاكتتاب عام 1997 كان شراء السهم بقيمة 100 ريال مايقارب 1.35 دولار .. سارع المواطنون للمساهمة في هذه الشركة .. منهم من باع قطعة أرض ومنهم من باع ذهب زوجته أو أمه .. ومنهم من ينتظر ...
كان الزنداني يتحدث عن استثمار كبير لشركته مع وجود أكثر من 2000كم سواحل وأكثر من 400 نوع من الأسماك
في 2006 اجتمعت الجمعية العمومية للشركة وأصدرت بياناً حددت فيه نسبة الفوائد على السهم الواحد بـ 2,46 ريال مع رفع نسبة الفوائد إلى 3,48 ريال في العام التالي ..
في نفس العام 2006 بدأت مؤشرات فضائح مالية بالظهور .. تم تسريب اخبار عن تحول الشركة من شركة أسماك وظيفتها الإستثمار في البحرين العربي والأحمر إلى الاستثمار في بنوك يطلق عليها إسلامية .. حيث تم إيداع 6 مليارات ريال في 3 بنوك : بنك التضامن و بنك سبأ و البنك الإسلامي ..
وقتها .. وحسب خطب الجمعة التي روجت للشركة .. كان يتوقع أن تقوم الشركة ببناء مصانع أسماك وتوفير فرص عمل لآلاف من العاطلين .. لكن مؤخراً تم اكتشاف ان رأس مال الشركة كله 3 فروع أحدها في الحديدة والاخر في عدن والثالث في الشحر مع إجمالي عمالة لا تتجاوز 90 موظفاً 80 % منهم من خارج اليمن ..
منذ عام 2005 حتى عام 2012 لم يستلم المساهمون ريالاً واحداً من أرباحهم ، ولم يستطيعوا استرجاع رؤوس أموالهم من الشركة ..
في 2012 قام المساهمون بمظاهرات أمام مقر الشركة مطالبين بمعرفة مصير أموالهم .. كانوا يقولون أن أكثر ما شجعهم للمساهمة فيها هو وجود رجال الدين على إدارتها وعلى رأسهم الزنداني .. كانوا يهتفون : أين ذهب النسوان وأين ثمن الأراضي؟
وقتها أصدرت الشركة بياناً قالت فيه إن إنتاجها توقف وتضرر بسبب الأزمة الحاصلة في البلاد!