آخر تحديث :الأحد - 08 سبتمبر 2024 - 08:04 ص

اخبار رياضية


السمان.. فارس حسان

الثلاثاء - 11 يونيو 2024 - 10:30 م بتوقيت عدن

السمان.. فارس حسان

كتب / محمد العولقي

هذا حسان أيام السنوات السمان..كيف كان يقيم ملعب الشهيد الحبيشي و لا يقعده.. كان يسكن ثريا جميلة ملأى بأطياف من نور.. و اليوم أصبح كسيحا يعيش بين أكواخ من صفيح..يجتر بقايا أطلاله على تراجيديا معلقة قفا نبك..
حسان كان فريق يرقص على السلالم.. موسيقاه هادرة.. آلاتها لاعبون كان صيتهم يملأ الأسماع و الأصقاع و البقاع.. كانوا لحنا فنيا بديعا بنكهة تراثه الأبيني.. كان فريقا مدهشا..لوحة حمراء متموجة لا تكل العين و لا تمل من مشاهدة باقته..
جاء حسان بشيء مختلف تماما عن التلال و الوحدة و الشعلة و شمسان و أهلي الغيل..
المدرب الروسي تيمور حولهم إلى خيول.. لا يتعبون و لا يستسلمون..كرتهم ملفوفة بسحر خاص..كان حسان الفريق الوحيد الذي تهتف له جماهير الأندية الأخرى..في كل مباراة ينتزع الإعجاب و التقدير و يستقدم الربيع في غير أوانه..
كان لاعبو حسان مثل سيلهم.. إذا دفر ركب موجة الإبداع.. أمتع و سحر العيون بفواصل من الكرة الجادة التي تجمع بين القوة البدنية و الاستعداد الجسماني الممتاز..
عندما تشاهدهم و هم يدخلون الملعب بهيبة تزرع الرهبة في قلب المنافس..لا تصدق عيناك أن هذا فريقا أبينيا من مخرجات أرض أبين الخصبة و الطيبة..
قامات لاعبيه السامقة كأشجار نخيل يتساقط منها رطب جني..و في تسريحتهم شيء من موضة الكرة الضاغطة التي تؤمن بالبساطة ذات السهل الممتنع..
كانوا يقولون عنه..هذا فريقا من نيجيريا..من الكاميرون..لأنه بالفعل كان يجسد قوة و فنيات الكرة الأفريقية في أبهى صورها..
ذات زمن فتك حسان بكل بودي جارد أندية عدن..تسلق المجد مثل شجرة لبلاب جميلة..و عندما ظن الشعلة أن نيرانه قادرة على ابتلاع طلح حسان المنضود.. تحول حسان إلى سيل تسونامي جرف الشعلة في نهائي الكأس و جعل منها هشيما تذروه الرياح الحسانية العاتية..
مرات كثيرة كان حسان على مرمى حجر من الفوز ببطولة الدوري..و في كل مرة كانت تخونه التفاصيل الصغيرة..
حسان هذا يترك في النفس أصداء متناقضة..بين ماض مشرق منير و حاضر مؤلم دفع به مكرها إلى بئس المصير..