آخر تحديث :الجمعة - 20 سبتمبر 2024 - 12:21 ص

ثقافة وأدب


الشحر تستعيد روحها

الخميس - 18 يوليه 2024 - 01:31 م بتوقيت عدن

الشحر تستعيد روحها

سعيد الجريري

أن يأتيك خبر معرض للفن التشكيلي في مدينة الشحر فهذا في حد ذاته حدث، بعد زمن "تصحرت فيه الشحر وقد كانت مدينة" بتعبير المحضار.

ومن المؤلم والمبهج في آن معاً أن يكون ذلك الخبر حدثاً؛ لأن للشحر إرثاً تشكيلياً وبرز فيها فنانون مميزون، كانوا ملء المشهد ولهم بصماتهم عبر مراحل سابقة.

الآن، يدفع الشاعر محمد داود صخرة الخبز في رمزية دالة، فيعيد الفن التشكيلي إلى الواجهة، بمعرضه الأول المتميز بالرسم على الحجر، فيفتح نافذة جمالية، لها رمزيتها المكانية، هيأتها نادي الشحر الأدبي: منزل الشاعر الملهم حسين أبوبكر المحضار.
المبدع محمد بن داؤد منذ أن عرفته طالباً بكلية التربية، وكانت محاولاته الشعرية مدار أحاديثنا، كان ممن لا يحبون الأضواء، يمر بك كأنه همسة منسية، في زحام صاخب. لكنه لا ينشغل عما يجد فيه ذاته، بالكلمة المنغمة أو بالريشة المنمنمة. وكأي شحري جميل يعطي ولا يأخذ، سجيةً متوارثة في مدينة إذا أحبت أغدقت، وإذا مسها أذى أحجمت، وكظمت غيظها، ثم تصيب المؤذي بشواظ اللسان الأمضى، بنكتة شعبية، أو بيت الشعري، أو أغنية، أو بما يتسع له أفق التفاعل الأوسع، فالشحر مدينة تعرف كيف تصد عن نفسها، لكن بطريقة ذكية ناعمة، أقوى من مدفعية: ابتسامة ذات مغزى.

معرض بن داؤد التشكيلي خطوة مهمة جداً، لكي تستعيد الشحر روحها، كمركز إبداعي في حضرموت - وهي كذلك فعلاً - و كي يعيد الجيل الجديد الثقة بنفسه وبالمدينة التي أعطت كثيراً، ولم تنكسر رغم قسوة ما تعرضت له.