آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 12:29 ص

عرب وعالم


الاحتلال يفتك بأجساد أطفال غزة يوميا

السبت - 27 يوليه 2024 - 10:10 م بتوقيت عدن

الاحتلال يفتك بأجساد أطفال غزة يوميا

عدن تايم/متابعات:

غزة- تهادت دمعة من عين أسامة أبو مصطفى على خده، ولم يستطع مسحها بكلتا يديه، فصاروخ أطلقته مسيّرة إسرائيلية أصاب هذا الطفل (13 عاما) إصابة بليغة في النخاع الشوكي تسبب ببتر ساقه اليسرى، فألزمه سرير المستشفى، وغدا لا يقوى على مساعدة نفسه.

هذا الطفل "الفراشة" النشيط والمتفاني في مساعدة أسرته والآخرين كما تصفه والدته ضياء أبو مصطفى، بات في وضعية إعاقة، مبتور الساق، ولا يستطيع تحريك يديه، وبدموع لم تجف من عينيها تتحدث هذه الأم الثلاثينية عن "الصاروخ الغادر" الذي سقط على بعد أقل من مترين من ابنها أسامة، وترك أثرا على جسده سيلازمه لبقية حياته.

وعن اللحظة التي وقع فيها الانفجار، يقول أسامة للجزيرة نت "شعرت بزنة شديدة (طنين من دوي الانفجار) في رأسي، وتحول جسدي إلى طبقات"، بوصفه الطفولي البسيط لما شعر به حيث بدا وكأن الصاروخ طوى جسده كطي قطعة قماش.

تسبب صاروخ اسرائيلي في بتر ساق اسامة وقتل حبه لكرة القدم وركوب الدراجات الهوائية-رائد موسى-خان يونس-الجزيرة نت
بتر حلم وطرف
وعن لحظة سقوط الصاروخ بقربه ودوي الانفجار الهائل الذي أحدثه، يقول أسامة "لم أغب عن الوعي، وكان إلى جواري عمة ماما وزوجها وابنها، وقد استشهدوا جميعا على الفور".

في تلك الأثناء كانت أم أسامة (36 عاما) في منزلها، وبمشاعرها صرخت مع وقوع الانفجار "ابني أسامة"، وتقول "كان المشهد مروعا، شهداء وأشلاء، وأسامة ينزف ويتألم، والمنطقة التي نقطن بها شبه خالية من سكانها، وقد نزحوا عنها مجبرين، ولم نجد سيارة لنقل أسامة إلى المستشفى".

أودى الانفجار بحياة ليلى أبو مصطفى وزوجها عاطف، وقد كانا في الستينيات من عمرهما، وابنهما الأربعيني أحمد، وطفلين من العائلة نفسها لا تتعدى أعمارهما الخمس سنوات، إضافة إلى 10 جرحى من بينهم أسامة.

أم أسامة التي تعمل ممرضة في عيادة حكومية ببلدة عبسان شرق مدينة خان يونس، احتضنت نجلها وحملته بمساعدة زوجها، وركضا به على غير هدى بحثا عن سيارة، فليس في المنطقة سيارات تعمل بسبب أزمة الوقود، ولا تصلها سيارات الإسعاف لخطورتها، فاضطر الأب لنقل نجله إلى المستشفى بواسطة دراجة نارية.

حدث ذلك في الخامس من يوليو/تموز الجاري في منطقة "قاع القرين" جنوب شرقي مدينة خان يونس، وهي واحدة من مناطق وبلدات شملتها إنذارات الإخلاء الإسرائيلية في ذلك اليوم، وبحسب أم أسامة، فإن غالبية سكان المنطقة غادروها ونزحوا عنها، ولم تجد هي وأسرتها وسيلة نقل للنزوح، فأجلت المغادرة لليوم التالي، "ليصاب أسامة..".

وبعد أسبوع من التدخلات الطبية باءت محاولات الأطباء بالفشل، ولم تفلح الجراحة والعلاج الطبيعي بالإبقاء على ساق أسامة، فكان الخيار المر بالنسبة له ولأمه "حياته أو ساقه"، وتقول "صارحني الأطباء بأن هناك خشية على حياته ولا بد من بتر الساق، فوافقت وكأنني أوافق على انتزاع قلبي من بين ضلوعي".

تتعلق أم أسامة بحبال الأمل، وتتضرع إلى الله أن يعاد فتح معبر رفح البري مع مصر، أو أي منفذ آخر، يمكنها من السفر رفقة أسامة ليتلقى علاجا بالخارج يعيد له الحركة بيديه، وتركيب طرف صناعي يساعده على المشي.