آخر تحديث :الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 - 04:31 م

كتابات


محورية لبنان وورطة حزب الله في مسلسل الاغتيالات من الهاتف المحمول إلى البيجر

الثلاثاء - 17 سبتمبر 2024 - 10:27 م بتوقيت عدن

محورية لبنان وورطة حزب الله في مسلسل الاغتيالات من الهاتف المحمول إلى البيجر

كتب- وليد التميمي

تعد لبنان دولة محورية في مسلسل الاغتيالات باستخدام الهواتف المحمولة بشكل مباشر في عمليات التفجير، فتاريخ أبرز التصفيات الدموية التي شهدتها انحصر في العام (2005) بتفجيرات طالت مواكب رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والصحافي جبران تويني، واستخدم الهاتف المحمول حينها لتفجير سيارات مفخخة عن بُعد، وانسحبت سلسلة من التفجيرات المماثلة على العراق وأفغانستان.

الملاحظ أنه في الماضي كان استخدام الهواتف في التفجيرات يشمل بشكل رئيسي تفعيل المواد المتفجرة عن بُعد، وهو أسلوب يتطلب مهارات تقنية عالية وأجهزة متقدمة. تتبع هذه الأساليب يجعل من الصعب دائمًا تحديد التواريخ الدقيقة أو تقديم تفاصيل شاملة لكل حالة على حدة.

لكن التطور الرهيب في تحويل جهاز الهاتف نفسه إلى قنبلة للتفجير عن بعد، برز بعد إعلان الشاباك في 1992 عن تبنيه اغتيال القيادي في كتائب القسام المهندس يحيى عياش، بتفجير هاتف محمول من نوع ألفا بحمولة نصفها بطارية ونصفها مواد متفجرة (40 – 50 غراما) كان قد استلمه من عميل فلسطيني لإسرائيل، أرغمه على استخدامه بعد قطعه خطوط الاتصال الأرضي على المنزل الذي كان يختبئ بداخله في غزة، كانت كلمة (الو) وحدها كفيلة بإسكات من تفوه بأحرفها، بعد أن انفجر الهاتف في يده وأودى بحياته على الفور.
بالعودة إلى محاولة لبنان التي مازالت تحت تأثير صدمة التفجيرات التي صعقت المئات من أجهزة البيجر المرتبطة بالدوائر الأمنية الضيقة لحزب الله، في الضاحية الجنوبية وحتى داخل سوريا، يفترض أولا تقديم تفسير علمي لدواعي استبدال عناصر الحزب البيجر المحمول بدلا عن الهاتف السيار، فاللغز يكمن في إدراك وكيل إيران في لبنان، أن شبكات الاتصال تحولت إلى كابوس يقض مضاجع قياداته، خصوصاً بعد نجاح المخابرات الإسرائيلية في اختراق هواتف بعضهم وعدد من كوادرهم ومقاتليهم وتعقّب تحركاتهم واغتيالهم بسهولة.

فخ الاغتيالات بالهاتف الخلوي، جعل أمين عام الحزب حسن نصر الله يصفه بأنه �عميل قاتل�، وكان لابد على الحزب أن يستغني عن استخدامه بإحلال البيجر مكانه، بعد أن زاد القلق داخل الحزب من المعلومات التي تتحدث عن قدرة الموساد الإسرائيلي على اختراق شبكة الإنترنت، والدخول إلى نظام الـ�واي فاي� المستخدم داخل المكاتب والمنازل الموصولة على خدمة الهاتف الثابت، وتتبع طرائدها وتصفيتها.
يبدو أيضا أن إجماع خبراء في الاتصالات على أن إسرائيل باتت تملك سيطرة شبه كاملة على شبكات الهاتف اللبنانية، هو الذي عزز من التكهنات في البداية على أن تفجيرات غزوة البيجر، ناجمة عن اختراق أمني سيبراني، وببرمجة الذكاء الاصطناعي أرسلت إشارات ضاعفت من من حرارة بطاريات أجهزة البيجر إلى درجة التفجير، لكن هذا الفرضية بدأت تتراجع بعد أن رجحت التكهنات أن كل هذه الأجهزة تم توريدها إلى الحزب مؤخرا في دفعة واحدة أو دفعات متقاربة تمكنت إسرائيل في زمن قياسي من تفخيخها، وضبط عداد تفجيرها على توقيت واحد، حددته لربما من خلال رسم إحداثيات وجودها على مقربة من تمركز قيادات حزبية وعناصر أمنية، حتى تحصد أكبر عدد من الأرواح، أو الإصابات القاتلة.

اللافت أن موقع سبوتنيك عربي، سارع إلى إعداد استطلاع للرأي مفتوح للجمهور، واتفقت غالبية الأصوات المشاركة على أن شحنة متفجرة موجودة مسبقا زرعت في الأجهزة بالتوطؤ مع الشركة المصنعة، ما يشي إلى أن الأمان الذي افتقده الحزب باستخدام الهواتف المحمولة، انتقل إلى أجهزة البيجر بصورة أكثر ضررا وكلفة أكبر مما كان يتوقع على كيانه الهش في حاضره ومستقبله معا.