آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 11:01 ص

الصحافة اليوم


ضربات نوعية ضد الحوثي.. هل غيرت واشنطن استراتيجيتها في المنطقة؟

الأحد - 06 أكتوبر 2024 - 10:18 ص بتوقيت عدن

ضربات نوعية ضد الحوثي.. هل غيرت واشنطن استراتيجيتها في المنطقة؟

عدن تايم/ إرم نيوز

كثّفت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، حدة ضرباتها الجوية على مواقع عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي في 4 محافظات يمنية، بعد أشهر من اقتصارها على أهداف محدودة في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على مياه 

وبلغ عدد 18 غارة، منها 15 متزامنة، استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات الحديدة وذمار والبيضاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قبل أن تعود المقاتلات الأمريكية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة لاستهداف موقع عسكري جديد في محافظة الحديدة بثلاث غارات

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، في بيان لها، أن ضرباتها استهدفت "القدرات العسكرية الهجومية للحوثيين"، بهدف "حماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية محمية وأكثر أمانًا للسفن الأمريكية وقوات التحالف والسفن التجارية"

وبحسب مصادر عسكرية في القوات اليمنية المشتركة المناهضة للحوثيين، فإن هجمات الأمس "المكثّفة والنوعية تركزت على أهداف أكثر حيوية وفاعلية"، منها معسكر "الصيانة"، الذي تستخدمه الميليشيا كمعمل لتجهيز وإعداد الطائرات المسيرة والمتفجرات، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين

وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن الغارات استهدفت كذلك منظومتي اتصالات تابعة للحوثيين في الكلية البحرية ومعسكر القوات الجوية بمحافظة الحديدة، إضافة إلى ضربات أخرى شملت معسكرًا لقوات الدفاع الساحلي بالمحافظة المشرفة على مياه البحر الأحمر

وامتدت الضربات الأمريكية إلى محافظة ذمار، مستهدفة معسكرًا تابعًا للحوثيين وسط المحافظة، إلى جانب 3 ضربات أخرى استهدفت معسكر "الغول" القريب من مديرية مكيراس، جنوبي محافظة البيضاء، التي تُعد أحد مراكز الهجمات العسكرية ضد السفن التجارية في مياه خليج عدن وبحر العرب، بحسب المصادر

تأمين الملاحة وتحول تكتيكي ومنذ تشكيل تحالف "حارس الازدهار" الدولي بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في يناير الماضي، بهدف "تأمين الملاحة في البحر الأحمر وحماية السفن التجارية"، مرت العمليات بمرحلتين: شملت الأولى قواعد عسكرية ومراكز الاستطلاع البحري والقيادة وأنظمة رادار وورش تصنيع الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين، عبر هجمات جوية وبحرية. أما المرحلة الثانية، فقد تراجعت فيها الهجمات خلال الأشهر الأخيرة، مقتصرة على ضربات وقائية استباقية ضد صواريخ ومسيرات وزوارق الحوثيين، وهو ما جعلها عرضة لانتقادات واسعة بسبب تأثيراتها المحدودة على قدرات الحوثيين الذين ما زالوا يواصلون عملياتهم ضد السفن التجارية

ويرى مراقبون أن هجمات يوم أمس الجمعة مثّلت تحولًا جديدًا في تعامل واشنطن المنفرد مع أزمة البحر الأحمر، بعد قرار تعزيز قدرات الدعم العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، في ظل تصاعد تهديدات الحوثيين بشلّ حركة الملاحة في البحر الأحمر، وتوعدهم باستهداف المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة

ونفى مصدر في الحكومة البريطانية مشاركة بلاده في الهجمات التي استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" أمس الجمعة

ويقول المحلل السياسي توفيق الحميدي إن الغارات الأمريكية الأخيرة تشير إلى تحوّل تكتيكي يعكس رغبة الغرب في الضغط على الحوثيين دون الدخول في حرب شاملة معهم، "كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، وليس اجتثاثهم بالكامل"

ويرى الحميدي في حديثه لـ"إرم نيوز" أن التعامل مع الحوثيين تم تأجيله إلى "المرحلة الأخيرة" وفق الحسابات الغربية، "باستثناء بعض الغارات التأديبية التي قد تطال قادة الصف الأول والثاني. فالسياسة الأمريكية للديمقراطيين ترى أن بقاء الحوثيين في الخاصرة الإقليمية يوفر مسوغات منطقية لوجود القوات الغربية في المنطقة ويحافظ على نوع من التوازن السياسي"

لا تغيير في الاستراتيجية ويقول وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، أسامة الشرمي، إنه لا يمكن القول إن استراتيجية الولايات المتحدة تغيّرت، "ولكن ما تغير هو نوع الأهداف في إطار استراتيجية التأديب السابقة التي انتهجتها واشنطن ضمن تحالف حارس الازدهار"

وأضاف لـ"إرم نيوز" أنه دون استهداف قيادات ميليشيا الحوثي ودون دعم الحكومة الشرعية بشكل واضح للتحرك الكامل في مواجهة الحوثيين وتحرير الساحل الغربي على الأقل، "فإننا إزاء عمليات لا تخرج عن نفس الاستراتيجية القائمة على مسألتين واضحتين: وهي ضرب ميليشيا الحوثي كلما هاجمت إسرائيل، وعدم إيقاع خسائر كبيرة في صفوفهم بغية التوصل معهم إلى حلول مستقبلية"

وأكد الشرمي استحالة الوصول إلى حل مع الحوثيين، "لأنهم مجرد بيدق لدى المنظومة الإيرانية، وعلى هذا، إذا أرادت واشنطن والمجتمع الغربي الوصول إلى حلول، فيجب عليهم التفاهم مع طهران. وهذا أمر تستبعده الولايات المتحدة حاليًا، بينما لا تقوم بأي تحرك جاد وحقيقي على الأرض للخروج من هذه الدوامة".