وسعت القوات الإسرائيلية نطاق توغلها وعمليات القصف في شمال قطاع غزة، الذي عزلته عن الوسط والجنوب، الأمر الذي يضعه الفلسطينيون في خانة الترحيل.
ولقي 49 فلسطينياً حتفهم، وأصيب 219 آخرون بجروح في قصف إسرائيلي لمختلف مناطق قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وذكر المكتب الإعلامي في غزة ووكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن «خمسة أطفال استشهدوا في قصف إسرائيلي على مخيم الشاطئ بمدينة غزة»، أمس.
وقالت الوكالة، إن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون في محيط مقهى بالمخيم، مشيرة إلى أن القصف تسبب أيضاً بإصابة عدد آخر من الأطفال. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن «11 شخصاً على الأقل استشهدوا، صباح أمس، بينهم ستة على الأقل في منزل بمخيم البريج» وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية، إن «هذه الحصيلة رفعت عدد الضحايا منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 42175 شهيداً و98336 جريحاً». في الأثناء، وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة، حيث قال سكان إنها قصفت بعض المناطق في حي الشيخ رضوان، ما أجبر الكثير من الأسر على الفرار.
عزل فعلي
وقال فلسطينيون، إن القوات الإسرائيلية عزلت فعلياً مدن بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع عن مدينة غزة. وأكد سكان في مخيم جباليا المحاصر أنهم يسمعون دوي انفجارات متكررة، وطائرات بدون طيار، تحلق على ارتفاع منخفض.
وقال بعضهم إنه لم يتمكن آلاف المدنيين من مغادرة منازلهم، ويكافح السكان للحصول على إمدادات المياه والطعام. وذكر آخرون أن عشرات الجثث في المنازل والشوارع، ولم يتم انتشالها في ظل هذه الظروف، والأشخاص الجرحى عالقون داخل منازلهم، ولم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى.
وتعرض الجزء الشمالي من غزة، الذي يسكنه أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لقصف إسرائيلي عنيف في المرحلة الأولى من الهجوم على القطاع.
وقال ناصر، أحد سكان بيت لاهيا في شمال القطاع: «في الوقت اللي العالم كله موجه أنظاره على لبنان واحتمال إنه إسرائيل تضرب إيران، إسرائيل عمالة تبيد جباليا».
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إن القصف الإسرائيلي لمنازل المدنيين وأماكن النازحين يهدف إلى إجبار السكان على مغادرة غزة نهائياً، وكتب كثيرون من سكان جباليا على مواقع التواصل الاجتماعي «لن نرحل، نموت، ولن نرحل