تُعد زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي ، عبدالرحمن المحرّمي، لمقر القوات المشتركة في العاصمة السعودية الرياض ولقائه مع قائد القوات الفريق الركن فهد السلمان، بمثابة خطوة ذات دلالات سياسية وأمنية هامة على عدة مستويات في سياق الصراع اليمني والدور الإقليمي للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
تأكيد الالتزام الإقليمي والدولي
وتأتي هذه الزيارة في ظل التحديات المستمرة التي تواجه الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي في استعادة الأمن والاستقرار في مناطق البلاد، و تجديد المحرّمي شكره للقوات المشتركة يعكس عمق الشراكة والتعاون بين اليمن ودول التحالف العربي، مما يعزز من الاستمرارية في دعم الحكومة اليمنية الشرعية ضد الميليشيات المسلحة الحوثية.
وتمثل تصريحات قائد القوات المشتركة الفريق السلمان حول التزامهم بمساندة اليمن تمثل رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول استمرار التحالف في دعمه لليمن من أجل تحقيق السلام والاستقرار، في ظل ما يعتبره البعض تراجعًا في التركيز الدولي على الملف اليمني لصالح قضايا إقليمية أخرى.
تعزيز التنسيق
يُبرز اللقاء بين المحرّمي والفريق السلمان أهمية التنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين، ويشير إلى وجود مساعٍ لتطوير خطط مشتركة أكثر فعالية في مواجهة التحديات الأمنية على الأرض.
ويعكس التنسيق العسكري المباشر بين القوات المشتركة ومجلس القيادة الرئاسي إدراكًا متزايدًا لأهمية العمل المشترك لمواجهة التهديدات المحدقة باليمن، مثل تهديدات الحوثيين والجماعات الإرهابية، كما أن إشادة المحرّمي بدور القوات المشتركة يعكس اعترافًا بالدور الملموس للتحالف في تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والتدريبي للقوات المسلحة، بما يساعد في تحقيق استقرار نسبي في المناطق المحررة من سيطرة الحوثيين.
رسائل سياسية واقتصادية
وتأتي هذه الزيارة كرسالة سياسية واضحة للحوثيين، مفادها أن التحالف العربي لا يزال ملتزمًا بدعم الحكومة الشرعية حتى تحقيق سلام شامل ومستدام، وأن محاولات الحوثيين لتحقيق مكاسب ميدانية لن تضعف عزيمة التحالف في الاستمرار بدعمه للحكومة اليمنية.
ولفت الفريق السلمان إلى أهمية إعادة الأمل بالتنمية والبناء في اليمن، وهو مؤشر على أن التحالف لا يركز فقط على الحلول العسكرية، وإنما على الأبعاد التنموية كجزء من استراتيجية شاملة لتحقيق الاستقرار، فالتنمية وتحسين الظروف الاقتصادية تعتبر من الضروريات لتثبيت الأمن على المدى الطويل، والتصدي لجذور العنف والنزاع.
ويُعد التأكيد على التنمية والبناء رسالة دعم للحكومة اليمنية في مساعيها لتحقيق إنعاش اقتصادي وتنموي في المناطق المحررة، وتوجيه الأنظار إلى أن المعركة ليست فقط على المستوى العسكري، بل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي أيضًا، مما يتطلب المزيد من الدعم الدولي لتحقيق ذلك.