بدر عبد العاطي وزير خارجية مصر يكشف عن خسارة بلاده جراء إغلاق ممر باب المندب وجنوب البحر الأحمر، والتي بلغت ستة مليارات دولار ، مايعطل مشاريع مصر الإنمائية، وبرنامج الإستيراد المتصل بقوت المواطن المصري.
مصر باتت معنية بما يحدث في اليمن بشكل مباشر ، وإنتقلت مقاربتها لملف الصراع من بؤرة توتر إقليمي يشبه سائر نزاعات المنطقة ، إلى قضية تمس الأمن القومي المصري ، والإقرار بأن مسؤولية القيادة السياسية حماية بلادها من المخاطر التي تتهددها من جهات عدة، من حرب السودان وغزة وليبيا وحتى سد النهضة والتمدد العسكري الإثيوبي في شمال الصومال،وأخيراً الأعمال العدائية في البحر الأحمر.
تقرير لجنة الخبراء المشكلة بقرار من مجلس الأمن الخاصة باليمن، توسعت بالوقائع في تحديد مخاطر الحوثي حيث لا علاقة لخطابه الديماغوجي بمس مصالح إسرائيل وسفنها ، فحسب التقرير يتم القصف العشوائي للسفن التجارية دون الحاجة لمعرفة وجهتها ، ويتمدد الخطر من مصر والدول الواقعة على البحر الأحمر إلى الداخل اليمني، إذ يتحمل الحوثي مسؤولية تجويع وإفقار ملايين اليمنيين ، من خلال استهدافاته لسفن الغذاء أكانت تلك القادمة من المنظمات الدولية ، أو رفع مخاطر الإبحار وأجور الشحن للتجار المحليين وتعدد مصادر الجبايات بطابعها النهبوي.
التقرير تتبع الشركات الوهمية لكبار قادة الحوثي ، المعنية بجمع الأموال القذرة وتبييضها ،واماكن مقراتها في دول القرن الإفريقي وإيران وتركيا والعراق.
الحوثي إلى جانب رداءة الأداء الحكومي الشرعي في المجال الإقتصادي وإستشراء الفساد ، إلا إنه أسهم في تدمير الإقتصاد وإضعاف القوة الشرائية للعملة ، بوسائل شتى أبرزها منع تدفق النقد الأجنبي ،وحرمان المناطق المحررة من 43% من الإيرادات العامة جراء منع بالقوة المسلحة عمليات تصدير النفط.
التقرير الدولي يسمي الشركات ويتتبع طريقة عملها ، بما فيها تهريب السلاح والمخدرات والمبيدات والقطع الأثرية والعقاقير المحظورة.
ومن الإضرار بمصالح دول الجوار ،وتدمير مصدر إغاثة اليمنيين، إلى العسف والإخفاء القسري والإنتهاكات الممنهجة ونهب الشركات تحت مسمى الحارس القضائي ، وتوظيف النساء في مهام تجسسية وممارسة العنف الجنسي بحقهن ، يرسم لنا تقرير مجلس الأمن صورة مروعة عن جماعة تنتهك كل شيء ، وتتاجر بكل شيء ، وتلحق دماراً شاملاً داخل سيطراتها ومحيطها الإقليمي وتحديداً في دول الجوار.
من الأخلاقي إلى الإنساني، ومن الأمني وحتى الإقتصادي، أصبح الحوثي عبئاً متعدد التوصيفات ،على القيم الإنسانية والقانون الدولي ، وأزاحته ضرورة موجبة غير قابلة للإرجاء ، كجزء من إعادة ترتيب المنطقة وتنظيف فوضى إيران ، وقبل ذلك دعم الجهود لخلق جبهة داخلية موحدة ،لتخليص اليمن وخبز الفقراء وأمنهم ،من هذه الجماعة المسكونة بالحرب ،والشريرة العصبوية المارقة.
وبكلمة قاطعة مانعة :
لقد إستنفذت هذه الجماعة الطائفية وظيفتها ومبررات إستمرارها ، ومن أجل أمن الجميع حان وقت إخراجها من المعادلة.