ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، على قناتها على تطبيق "تليغرام"، اليوم الأربعاء، أن الوزير عباس عراقجي أبلغ نظيره الفرنسي أن مشروع القرار ضد إيران الذي دفعت به ثلاث قوى أوروبية في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "سيعقد الأمور".
هذا وقررت الدول الأوروبية والولايات المتحدة تعزيز الضغوط على إيران عبر إصدار قرار يندد بعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماع محافظيها ابتداء من الأربعاء في فيينا.
ويتوقع طرح قرار حاسم في الساعات المقبلة على أن يتم التصويت عليه، الخميس، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس".
وتعتزم بريطانيا وفرنسا وألمانيا ـ بدعم من الولايات المتحدة ـ تقديم القرار ضد إيران في وقت زادت فيه المخاوف بشأن التطور السريع لبرنامج طهران النووي.
وتنفي طهران أن تكون لديها طموحات نووية على الصعيد العسكري، وتدافع عن حقها بامتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية ولا سيما في مجال الطاقة.
وأفاد تقرير للوكالة، الثلاثاء، أن إيران بدأت تحضيرات "لوقف زيادة" مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.
وخلال زيارة مديرها العام رافاييل غروسي، الأسبوع الماضي، "تحققت الوكالة" في موقعي نطنز وفوردو النوويين من أن "إيران بدأت في تحضيرات تهدف إلى وقف زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب حتى 60%"، وهو مستوى يقترب من 90% المطلوب لتطوير سلاح ذري.
وبحسب التقرير، فإن مخزون طهران المقدر من اليورانيوم المخصب تجاوز بـ32 مرة الحد الوارد في اتفاق عام 2015 بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامجها النووي.
ووفقاً للتقرير، فإن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قُدِّر بنحو 6604.4 كيلوغرام اعتبارا من 26 أكتوبر، بزيادة 852.6 كيلوغرام عن التقرير الفصلي الأخير في أغسطس.
وعقب نشر التقرير، قال دبلوماسي كبير لوكالة "فرانس برس" إن القوى الغربية ستمضي قدماً في القرار الذي تعتزم تقديمه في وقت متأخر الثلاثاء، معرباً عن "شكوك" حيال العرض "المخادع إلى حد ما" الذي قدمته إيران في اللحظة الأخيرة للحد من مخزونها من اليورانيوم.
وأكد دبلوماسي كبير آخر "بناء على الخبرة السابقة" أن العرض الأخير الذي قدمته إيران "لن يصمد" على الأرجح بعد طرح القرار على الطاولة.
وكان غروسي زار الأسبوع الماضي إيران وتوجه إلى موقعين نوويين مهمين، فيما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه يريد تبديد "الشكوك والغموض" بشأن برنامج طهران
وتقول كيلسي دافنبورت، وهي خبيرة في "رابطة مراقبة الأسلحة" لوكالة "فرانس برس" إن زيارة غروسي إلى طهران "جاءت في وقت متأخر لتجنب الإدانة من قبل المجلس". وأضافت أن إيران "أضاعت فرصة لإظهار أنها جادة بشأن خفض التصعيد".
وأشارت إلى أن "اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي الإيراني والرد على أسئلة الوكالة بشأن الأنشطة النووية غير المعلنة في الماضي كان من شأنه أن يهدئ التكهنات بأن إيران منخرطة في أنشطة نووية غير مشروعة".
عودة ترامب
وأعربت إيران هذا الأسبوع عن أملها في أن تجري المحادثات بشأن برنامجها النووي "بعيداً عن الضغوط والاعتبارات السياسية".
بينما أكدت الولايات المتحدة أنها تنتظر تغييراً في "سلوك" طهران بعيداً عن مجرد الأقوال.
واعتُبرت زيارة غروسي بأنها إحدى الفرص الأخيرة للدبلوماسية قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
وانتهج دونالد ترامب خلال ولايته الأولى بين العامين 2017 و2021 سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، وأعاد فرض عقوبات مشددة عليها استمرت مع إدارة جو بايدن.
وفي العام 2018، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وست قوى كبرى في العام 2015 في عهد الرئيس باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.
ورداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بدأت طهران التراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.
وأكد أحد الدبلوماسيين أن "التجربة علمتنا أن التزام إيران" بوقف تخصيب اليورانيوم "لن يصمد على الأرجح، لأن إيران ترد دائماً" على القرارات.
ورحب غروسي بقرار إيران "النظر في تعيين أربعة مفتشين إضافيين من ذوي الخبرة"، بعد انتقاد سحب اعتماد العديد من الخبراء.
في الأشهر الأخيرة، زادت إيران بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم المخصب، وفقاً للتقرير نفسه.