في لحج، حيث تُسطر قصص الصبر على الجوع والمعاناة اليومية، يقف الموظفون المدنيون والعسكريون عاجزين عن تلبية احتياجات أسرهم، والسبب تأخر صرف الرواتب الذي بات مشهدًا متكررًا وأزمة تعصف بحياتهم. بين ديون متراكمة وأطفال ينتظرون قوت يومهم، يقف هؤلاء في طوابير المعاناة، بينما الحكومة والسلطة المحلية تبدوان وكأنهما في سبات عميق لا يسمعان أصواتهم ولا يشعران بمعاناتهم.
مشهد مؤلم يتكرر كل يوم؛ موظفون يطحنهم الجوع بصمت، وأطفال يفتقرون إلى طعام أو دواء. من كان يصدق أن من أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن البائس سيصلون إلى هذا الحد من الحرمان؟ موظفون عسكريون ضحّوا بحياتهم في الميدان ومدنيون عملوا بجهد لبناء الوطن، الآن يعانون في صمت بسبب إهمال السلطة وتأخر الرواتب التي بالكاد تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.
فيما الحكومة والسلطة المحلية تعيشان في "عسل اللامبالاة"، يتساءلون : أين حقوقنا يا بن مبارك؟ وأين أنت يا محافظ لحج التركي؟ أليس من واجبكم أن تنصفوا من أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن البائس؟
الموظفون في لحج لم يطلبوا المستحيل. كل ما يريدونه هو حقهم الطبيعي في الحصول على رواتبهم في الوقت المناسب، ليعيشوا حياة كريمة ويحفظوا كرامتهم.
يرفعون أصواتهم قائلين : حسبنا الله ونعم الوكيل. هذه الكلمات ليست مجرد تعبير عن الغضب، بل هي صرخة من شعب أنهكته الأزمات وتخلى عنه المسؤولون. إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ وإلى متى ستبقى معاناة الموظفين مجرد خبر عابر دون حلول جذرية؟
الناس في لحج تعبت من الصبر، ولم يعد لديهم ما يكفي من الوقت أو الجهد لتحمل المزيد. على الحكومة والسلطة المحلية أن تتحرك فورًا، لأن تأخر الرواتب لا يعني فقط جوع الموظفين، بل يهدد بنفاذ صبر شعب بأكمله.