آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 08:30 ص

كتابات


صالح شنظور.. الاسم الذي أضاء عتمة الإعلام

الجمعة - 06 ديسمبر 2024 - 07:05 م بتوقيت عدن

صالح شنظور.. الاسم الذي أضاء عتمة الإعلام

كتب /اسامة بن زايد

حين يُذكر اسم صالح شنظور، تقف الكلمات عاجزة عن وصف رجلٍ تخطّى حدود الممكن، وصنع من واقعه حكاية نجاح تُروى للزمان، إنه ليس مجرد إعلامي بارز أو صاحب منصة ناجحة؛ بل هو رمزٌ للكفاح، نموذجٌ يُحتذى به في الإصرار والإبداع، وقامةٌ وطنية تسلقت سلم المجد درجةً درجة، في زمنٍ قست فيه الظروف وأظلمت الآفاق.


ولد صالح من رحم الصعاب، وواجه أعتى التحديات في بيئةٍ لم ترحم الأحلام طلابها لكنه، بفضل عزيمته الفولاذية ورؤيته الثاقبة استطاع أن ينهض كالعنقاء من بين الرماد. لم تكن "حمير" مجرد منصة إعلامية بالنسبة له، بل كانت رسالة، مشروع حياة، وأداةً لصناعة التغيير الحقيقي. في غضون أعوام قليلة، أصبحت هذه المنصة صوتًا للأمل والوعي، مرآةً تعكس تطلعات الناس، ومنبرًا يعبر عن أحلامهم وآلامهم على حدٍ سواء.


صالح شنظور لم يكتفِ بتقديم مادة إعلامية تقليدية، بل كان يبني منظومة فكرية تسعى لرفع مستوى الحوار، وتحقيق التقارب بين أبناء الوطن. كان يعرف أن الإعلام مسؤولية قبل أن يكون مهنة، وأن الكلمة الحرة أمانة في عنق صاحبها، فكانت كل خطوة يخطوها مدروسة، وكل مشروع يطلقه يحمل بصمةً مميزة، تعكس شغفه وإيمانه العميق بدور الإعلام في صناعة المستقبل.


لقد صنع صالح مجده بيديه، ولم ينتظر الفرصة بل استنبطها من عدم بدأ من وراء الصفر، في زمنٍ كان يُنظر فيه إلى النجاح كحلم عزيز لمنال، مع ذلك لم يرضَ بأن يكون جزءًا من القطيع؛ لقد اختار أن يكون القائد، أن يرسم ملامح طريقه بنفسه، وأن يُلهم من حوله بقصته الفريدة.


اليوم، يقف كرمزٍ للتفوق، كعنوانٍ للكفاح الحقيقي، غمنصة "حمير" ليست مجرد إنجاز شخصي له، ولكنها إرثٌ ثقافي وإعلامي يُثبت أن الإرادة تصنع المعجزات.


صالح لم يقل كان أبي، إنما قال أنا ذلك النجم الذي لمع وسط العتمة، الضوء الذي يهدي كل طامحٍ إلى سبيل الوصول.


تحية إجلال وتقدير لهذا الشخص القريب لقلبي، الموجود بين امتداح الجميع، الذي صنع من المستحيل واقعًا، ولصوته الذي لا يزال يصدح بالخير، لرؤيته التي تتجاوز حدود المستحيل. ستظل قصة نبراسها يضيء دروبنا، ودليلاً على أن الكبار لا يُقاسون بما يملكون، بل بقدر ما يقدمونه بين المجتمعات والشعوب.


ذهب الزبد جفاءًا، وظل "صالح" خيرا خالصا للناس..