أحداث دراماتيكية متسارعة جدا في سوريا، أفضت في الأخير إلى سقوط نظام الأسد في وقت قياسي فاق كل التوقعات.
سقوط سريع نتيجة خذلان الحلفاء الأقوياء للأسد، روسيا المنهكة بالملف الأوكراني، وإيران الجريحة من قصقصة أكبر فصيل لها، حزب الله.
لم يستطيع حلفاء الأسد من احتواء تلك الأزمة، رغم محاولات التفاوض بين الثلاثي التركي والروسي والإيراني في آخر الرمق، ولكن عناد الأسد وحب السلطة حال عن اتفاق يحفظ ماء وجهه بعيدا عن السقوط والهروب.
سقط الأسد ودخلت قوات المعارضة دمشق، واحتفل مؤيدو المعارضة، وخرج لنا رئيس الحكومة السوري في نظام الأسد بخطاب مسؤول مفاده استعداده نقل سلمي للمؤسسات بعيدا عن الفوضى، مما جعل رئيس العمليات المشتركة للمعارضة يتفاعل مع هذا الخطاب، ويأمر ببقاء إشراف رئيس الحكومة في إدارة شؤون البلاد حتى التسليم رسميا.
بهذا السقوط تصبح سوريا بداية نهاية المشروع الإيراني التوسعي في الشرق الأوسط، ومدى دورها التخريبي والتدخل السافر في شؤون البلدان العربية
لكن السيناريو المقلق والمخيف هو ما بعد سقوط النظام، والتخوف من الصراع الداخلي ولا سيما بعد سيناريوهات مشابهة في دول عربية شابها الاقتتال وصراع الفصائل وما ليبيا ببعيد!
على الأخوة في سوريا أن يستفيدوا من دروس صراع الفصائل، ويجب توحيد دور تلك الفصائل والدخول في حوارات جرئية عنوانها التنازل لأجل سوريا بعيدا عن مصالح النفوذ.
هئية تحرير الشام والجيش السوري الحر وقسد وغيرها من الفصائل المشاركة، يجب أن تتحلى بالمسؤولية الكاملة ونبذ الخلاف، وعدم الانتقام والتطلع إلى استقرار سوريا، ورسم صورة مشرفة نحو دولة مدنية تضم جميع السوريين دون تهميش أو إقصاء للأقليات.