البعض يرى أن بقاء الحوثي مسيطر في الشمال لصالح الجنوب والبعض الآخر يرى بزواله خدمة للجنوب وكلاهما فرضيتان تحتملان الصح والخطا.
ومابين الفرضيتان هناك مسلمات يجب أن تقف عندها قيادتنا وتظهر موقفها بقوة ولا مجال فيها لأي تكتكة أو مراعاة لظروف الإقليم.
الفرضية الأولى التي تقول إن بقاء الحوثي يخدم الجنوب وأن صحت هذه الفرضية فالشي المسلم فيه هو أن الحوثي يظل عدو يسعى لإعادة الكرة لاحتلال الجنوب.
وأما إذا اتينا إلى الفرضية الثانية وبزوال الحوثي ورجوع ماتسمى الشرعية ممثلة باحزاب وقوى باتت في كل منعطف ومرحلة جزء من تلك الصراعات وجزء أساسي في تدمير الجنوب وقتل ابناءه، وبعد أن تتمكن من بسط سيطرتها على الشمال وترتيب وضعها العسكري فهي المسلمة الأخرى التي لا ريب فيها بحلم العودة إلى الجنوب واحتلاله من جديد بحجة الحفاظ على وحدة البلد وكليهما يعتريهم هوس الجنوب وبسط نفوذهم على ثرواته.
فهل قيادتنا آخذة بكلا الاحتمالات أو الفرضيات أو بالأحرى المسلمتان التي لاريب فيها مطلقاً بنواياهم المقرؤة مسبقا وإن ابرموا العقود والمواثيق فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين.