تصاعدت مخاوف السلطات التعليمية في محافظات يمنية عديدة عقب إعلان برنامج الغذاء العالمي تقليص حجم المساعدات الغذائية للمدارس الحكومية.
وكان برنامج الغذاء العالمي WFP التابع للأمم المتحدة، قد قال إنه استبعد 50% من الأطفال المشمولين بالتغذية المدرسية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ بسبب النقص الحاد في التمويل.
وتعتمد نسبة كبيرة من الأسر اليمنية على المساعدات الغذائية المُقدمة من البرنامج الأممي لأبنائها في المدارس؛ حتى تحافظ على استمرار أطفالها في المقاعد الدراسية دون تسربهم من التعليم.
ومن شأن تقليص حجم المساعدات الغذائية حرمان آلاف الطلاب من وجبات يومية كان أطفال الأسر الفقيرة يعتمدون عليها في تخفيف الأوضاع المعيشية لملايين الأسر المتأثرة بالتداعيات الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
استثناء مليون طفل
البرنامج الأممي قال في تقريره الأخير عن "الوضع الإنساني في اليمن": "نظرا للنقص في التمويل، لم يكن باستطاعتنا استهداف سوى مليون طفل تقريبا من أصل مليوني طفل كان من المقرر الوصول إليهم على مستوى البلاد بداية العام الدراسي 2024 - 2025.
وأضاف التقرير أن عمليات البرنامج في اليمن لا تزال تعاني نقصا حادا في التمويل، حيث تبلغ الفجوة التمويلية ما نسبته 68 % من إجمالي متطلبات التمويل الصافية، والبالغة 620 مليون دولار لفترة الستة الأشهر القادمة (ديسمبر/كانون الأول 2024 - مايو/أيار 2025).
وأشار إلى أنه ورغم نقص التمويل، تمكن البرنامج الشهر الماضي من تقديم مساعدات لنحو 748 ألفا من أطفال المدارس في أكثر من 1500 مدرسة ضمن برنامج التغذية المدرسية.
صف دراسي في اليمن
توسيع مشروع المطبخ الصحي
في مقابل تقليص المساعدات الغذائية؛ بسبب نقص تمويل المانحين، كشف برنامج الغذاء العالمي أنه قدم في إطار مشروع المطبخ الصحي، وجبات طازجة لعدد 31.8 ألف طفل في 32 مدرسة في كل من عدن وصنعاء خلال ذات الفترة.
كما يعمل في الوقت الراهن، على توسيع نطاق مشروع التغذية المدرسية ليشمل محافظات أخرى، وهي: الحديدة وتعز وحضرموت، وهذا ما أكدته قيادة مكتب التربية والتعليم في محافظة عدن.
صف دراسي في اليمن
لا وجود للتقليص في عدن
وقالت مديرة مكتب التربية في عدن، الدكتورة نوال جواد، إن تقليص المساعدات والوجبات للأطفال من قبل برنامج الغذاء العالمي لم يشمل مدارس المحافظة، وربما يكون التقليص يستهدف محافظات يمنية أخرى.
وأضافت جواد لـ"العين الإخبارية" أن المكتب لم يتلقَ أي بلاغات بشأن تقليص حصص المساعدات الغذائية في مدارس المحافظة، بحسب إفادات مسؤولي الإدارات المتخصصة في وزارة التربية ومكتب عدن، الذين لديهم تواصل مستمر مع برنامج الغذاء العالمي.
وكشفت مديرة مكتب التربية أنها تواصلت مع مدير عام التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم اليمنية، الدكتور فضل قحطان، ومديرة مشروع المطبخ المدرسي بمحافظة عدن، الموجود في مديرية دار سعد، صباح بن بريك، وأفادا بعدم وجود أي تقليص للمساعدات.
وتابعت: على العكس تماما، ففي نهاية الفصل الدراسي الأول هذا العام، تمت إضافة مدرسة جديدة إلى حصص المساعدات الغذائية في عدن، وهي مدرسة خولة بنت الأزور بدار سعد؛ ليبلغ عدد المدارس المستهدفة من مشروع المطبخ المدرسي 17 مدرسة حتى الآن، بحسب تأكيدات الإدارات المختصة.