جولان جوهرة عدنية من كنوز ثمينة لكنها بيد فحامين

لاعب ينام على ريش النعام..وآخر ينام على الحديدة..اللهم لا حسد ولا اعتراض..لكن الفوارق الطبقية تزول داخل الملعب..تبقى الموهبة المشعة الصيت والغنى وإن اعتراها الغبار..

ابن صيرة..ابن البحر..صياد السمك.. عمر جولان.. الفقر المدقع صقل موهبته الكروية وجعلها أكثر أحمرارا مع التلال ثم المنتخب اليمني..

جولان.. إنسان مكافح..البحر صديقه..بسطته السمكية رأس ماله..مشروعه اليومي..عرقه وكفاحه..قناعة عدني بسيط كنزها لا يفنى..

عندما تزحف الموهبة بمزاجها الكروي تنحاز للاعب الذي يعشقها دون قيود..المال مهما سال من البنوك إلى الجيوب لا يصنع قدما كروية الهوى تخلق معجزات على البساط الأخضر..

عمر جولان..واحد من أهم نجوم منتخبنا في بطولة خليجي 26..عطاء دائم.. إخلاص لا ينقطع..وفاء نادر..قدرات كبيرة..عشق مجاني مبرح لمحبوبة يداعبها بكيانه كهاو لا يقبض من ممارستها سوى إشباع غريزة البقاء..

رائحة البحر تسكن دروب حنجرته..ونكهة السمك في أنفاسه كأنها عطور وبخور ولبان سوق الزعفران..

جولان..درب المرجلة.. يبدأ يومه على ضفاف بحر صيرة مع حي على الفلاح..يتقن عمله..يبسط يده الكادحة نهارا..والأرزاق على الله..

عندما ياتي المساء يخلع ملابس الصياد وبائع السمك..يرتدي بدلته الرياضية..يركض في شوارع وأزقة عدن.. يتحول إلى الملاعب الشعبية..وهناك يلتقي محبوبته ويبادلها الحب العذري..

أحيانا تحت ضغط الحاجة لجرعة فرح كروية نطالب اللاعب اليمني بالمعجزات على الأرض..بينما المعجزات لا تأتي إلا من السماء..

عمر جولان.. أيوب البحر العدني..مجرد شاهد إثبات على أن عندنا كنوزا من جواهر ثمينة لها بريق الذهب..لكنها للأسف بيد فحامين لا يرون في المرايا إلا أنفسهم..وما أكثر الفحامين في بلاد أم الصبيان..