آخر تحديث :الأحد - 06 أكتوبر 2024 - 01:23 ص

اخبار وتقارير


اليمن في الصحافة الخارجية : صالح عاش وقت كان مشكلة ومات بعد أن أصبح حل

الثلاثاء - 05 ديسمبر 2017 - 11:11 ص بتوقيت عدن

اليمن في الصحافة الخارجية : صالح عاش وقت كان مشكلة ومات بعد أن أصبح حل

عدن تايم / رصد خاص

كان خبر مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حديث المواقع والصحف الخارجية يوم الثلاثاء ، فيما خصصت قنوات فضائية تغطياتها الإعلامية بهذا الخصوص ، ومعظم تلك الوسائل الإعلامية يؤكدون أن صالح عاش وقت ما كان مشكلة ، ومات بعد أن أصبح جزء كبير من الحل .

بهذه العبارة أختصر أكاديميون وسياسيون عرب وأجانب حياة ورحيل علي عبدالله صالح ، ولم يستبعد هؤلاء تورط إيران وقطر في حادثة مقتل صالح ومرافقيه بصنعاء لاسيما وأن الأخير قطع كافة العلاقات مع إيران والحوثيين ورفض وساطة قطرية لإخراجه من اليمن وتهدئة الشارع بصنعاء .


مقتل صالح.. الصراع اليمني أمام مرحلة تاريخية جديدة

قالت صحيفة العرب اللندنية أنه رغم المفاجأة التي شغلت وسائل الإعلام العربية والدولية إثر مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، فإن أوساطا يمنية مطلعة اعتبرت أن الأمر يفتح الباب على مصراعيه أمام حقبة تاريخية جديدة في الصراع اليمني المندلع منذ ثلاث سنوات كما في تاريخ اليمن برمته.

وأضافت أن سقوط صالح يندرج ضمن صراع داخل التحالف “الغرائبي” الذي تم بين حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس اليمني السابق وبين جماعة “أنصارالله” التي يتزعمها عبدالملك الحوثي، وأن تصفية الحسابات الداخلية في قلب تحالف الانقلابين تلقي بظلال خطيرة على استمرار هذا التحالف وتسدد ضربة هائلة ضد القوة التي تمتع بها الحوثيون منذ تمددهم من مناطقهم الشمالية في صعدة باتجاه الجنوب، مرورا بالعاصمة صنعاء في حرب أطلقوها في صيف عام 2014.

عن مصادر مقربة من حزب المؤتمر الشعبي أن مقتل صالح يعتبر أمرا قاسيا ومأساويا هائلا، لكن للحزب تقاليد وثقافة وعصبية وقوة تنظيمية قادرة على مواجهة هذا التحدي، وأن دوائر الحزب ستتمكن من استعادة زمام الأمور وتحديد خياراتها التنظيمية لاختيار زعيم جديد للحزب كما خياراتها السياسية والعسكرية التي تؤكد قرار صالح بالانقلاب نهائيا على الحوثيين وملاقاة الشرعية اليمنية كما التحالف العربي بقيادة السعودية.

وفي ارتباك واضح لتبرير مقتل صالح، قال محمد عبدالسلام المتحدث باسم جماعة الحوثي، الإثنين، إن الإمارات العربية المتحدة “أوصلت” الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى هذه “النهاية المخزية”، في إشارة إلى مقتله.

وأضاف عبدالسلام في تصريح لقناة المسيرة التابعة لجماعته، أن “زعيم الميليشيات، صالح، وعناصره ارتكبوا جريمة كبيرة باستهداف مؤسسات الدولة وساهموا في مؤامرة خطيرة مع العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي)”.

وأشار إلى أن “عبدالملك (الحوثي زعيم الجماعة) كان قد ناشد زعيم الميليشيات، صالح، وللأسف ظنها ضعفا وتمادى في تكبره”. وتابع “بفضل الله وتوفيقه سقطت أكبر مؤامرة أراد لها العدوان أن تطول وتتحول إلى حرب أهلية”.

وتكشف هذه التصريحات أن عملية الاغتيال لم تكن حادثا ميدانيا، بل نتيجة قرار مركزي من قيادة الجماعة، وأن إيران ليست بعيدة عن الإيعاز بتنفيذ هذه العملية المفترض أنها مفصلية وخطيرة في تاريخ اليمن.

وتقول مصادر يمنية مراقبة إن عملية اغتيال صالح جرت غدرا ويكتنفها الكثير من اللغط الذي ستكشف عنه الأيام المقبلة، وأن قرار قتل الرجل اتخذ من قبل أعلى المراجع في تنظيم الحوثيين لأسباب انتقامية تتنافى مع أبجديات الحركة السياسية في اليمن.

وتضيف هذه المصادر أن شخصيات عربية قريبة من طهران تفاجأت من عملية الاغتيال وامتعضت لهذا التطور واعتبرته حماقة تاريخية ستضع الحوثيين كما مصالح إيران في اليمن تحت مرمى المجتمع الدولي برمته.

وتقول هذه المصادر إن نصب كمين لصالح واغتياله والتمثيل بجثته وتصوير العملية وتقصّد بثها الفوري على مواقع التواصل الاجتماعي، عكست منحى انتحاريا عند الحوثيين والاتجاه لاعتبار أنفسهم “الفرقة الناجية” التي يجوز وفق عقيدتها قتل كل من يخالفها أو يرفض خياراتها.

ورأت هذه المصادر أن الحدث يخالف الأعراف التقليدية للشعب اليمني لجهة احترامها لمجموعة من المحرمات حتى في حال الاحتراب، وأن قتل الرجل بما يمثّله من امتدادات قبلية وسياسية وما كان يحظى به من وزن داخل المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، سيؤدي حتما إلى اصطفافات حاسمة في مواجهة الظاهرة الحوثية في البلاد.

وذكرت أوساط عربية مراقبة أنه رغم الحرب المفتوحة التي شنها التحالف العربي منذ إطلاق حملة “عاصفة الحزم” في 26 مارس 2015، فإن الغارات الجوية والهجمات الصاروخية تجنبت قتل علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي رغم حصول التحالف على معلومات دقيقة حول حركة وأماكن تواجد الرجلين.

واعتبرت هذه الأوساط أن التحالف اعتبر أن الحرب هي أداة من أدوات السياسة، وأن الدعوة الدائمة التي أطلقها للعودة إلى طاولة الحوار كانت تحتاج إلى وجود صالح والحوثي للوصول إلى أفضل تسوية ممكنة.

ورأت هذه الأوساط أن اغتيال صالح من قبل الحوثيين أسقط محرمات كثيرة ليس بين اليمنيين فقط بل ستمس بنك الأهداف المقبل لعمليات التحالف.

أضافت المصادر أن الحوثيين أدركوا خطورة الخطوة التي أقدم عليها صالح على مستقبلهم السياسي والعسكري، كما أدركوا تدهور الأوضاع الميدانية بالنسبة إليهم وتفاقمها المقبل بسبب هذا الحدث، وأنهم اعتقدوا أن تغييب الرجل قتلا سيؤجل واقع التدهور الذي سيطرأ على وضعهم داخل اليمن.

ويرى معلقون يمنيون أن اغتيال علي عبدالله صالح ينهي حقبة سوداء صاحبت خيارات الرجل في تحالفه مع الحوثيين بعد أن خاض ضدهم ست حروب حين كان رئيسا للبلاد، وأن موت الرجل قتلا يسدد ضربة قاضية إلى صورة السياسي الحذق والمناور الذي تعوّد الخروج من معاركه السياسية والعسكرية سالما، والذي أجاد خلال أكثر من ثلاثة عقود من حكمه للبلاد (33 عاما) عقد الصفقات وإقامة التحالفات واللعب على التناقضات داخل الفسيفساء اليمني الشديد التعقيد.

وقال باحثون في الشأن اليمني إن اغتيال صالح سحب العامل المذهبي نهائيا من حيثيات الصراع اليمني، كما أعاد رسم الخطوط بين اليمنيين بحيث تحوّل الصراع في مجمله إلى هويته الداخلية بين من سيدافع عن اليمن الجمهوري وبين من يريد إعادة اليمن إلى ماض إمامي غابر يأخذ في الوقت الراهن ثوبا مذهبيا شيعيا إثني عشريا يحلم بالتبعية الكاملة لحكم الولي الفقيه في إيران.

وأضاف هؤلاء أن غياب صالح سيعيد ترتيب الصفوف اليمنية الوطنية، بحيث تنضم إلى صفوفها قبائل وقطاعات ومشارب كانت لديها شكوك بعلي عبدالله صالح ولا تثق بمناوراته.

وكشفت مصادر قريبة من الرئاسة الشرعية اليمنية أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية برئاسة أحمد عبيد بن دغر سيتخذان سلسلة قرارات وتدابير من شأنها توسيع الجبهة اليمنية الداخلية في مواجهة الحوثيين، واعتبار الصراع شأنا وطنيا هدفه تحرير البلد من جماعة تشد البلد نحو الظلامية وهدفه طرد النفوذ الإيراني نهائيا من اليمن، وأن الحريق الذي شب في مبنى السفارة الإيرانية في صنعاء إثر تعرضها الإثنين لهجوم يحمل رمزية هامة في هذا الصدد.

وقالت هذه المصادر إن “تنسيقا تاما سيجري بين مؤسسات الدولة الشرعية وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لخوض حرب شاملة على كافة الجبهات يشارك فيها كل اليمنيين الوطنيين”.

ورأت مراجع دبلوماسية غربية أن مقتل صالح قدم دليلا نهائيا للمجتمع الدولي حول الجهة الحقيقية التي تمنع نهاية الصراع في اليمن، والجهة التي لا يمكن التعويل على أي تفاهم معها، طالما أنها تصرفت تصرف عصابات المافيا في معاقبة العصاة وليس تصرف القوى السياسية الراشدة والتي تأخذ بعين الاعتبار مصالح القوى السياسية الأخرى في داخل اليمن كما في خارجه.

وقالت هذه المراجع إن المواقف التي صدرت مؤخرا عن الأمم المتحدة كما عن بعض العواصم الغربية حول الكارثة الإنسانية في اليمن ومسؤولية دول التحالف في ذلك، سقطت نهائيا، وأن المجتمع الدولي بات يعتبر أن إنهاء هذه الحرب كفيل بفتح المنافذ جميعها، ولن يتم إنهاء هذه الحرب إلا بعد القضاء على الحوثيين كقوة تعطيل للسلم وبعد وقف الأجندة الإيرانية في اليمن والتي لا تمر إلا من خلال جماعة “أنصارالله” وزعيمها.

وتوقعت مصادر أوروبية أن تتموضع المجموعة الدولية وفق هذا المعطى الجديد وأن تتجه بشكل حاسم لا لبس فيه لدعم الشرعية اليمنية ودعم قوات التحالف العربي خلال الساعات المقبلة.

ورأت هذه المصادر أن بعض العواصم الغربية كانت ومازالت تعول على علي عبدالله صالح كشريك ممكن لأي تسوية في اليمن كان يعمل عليها موفد الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وأن اغتيال الرجل شكّل صدمة داخل كواليس المشتغلين على الشأن اليمني.

وأضافت هذه المصادر أن تلك الوزارات أدخلت تقييمات جديدة في تقاريرها وتوصياتها وبدأت ومنذ اللحظات الأولى لشيوع خبر الاغتيال بإعداد البدائل الداعية إلى انتهاج سياسات غير مترددة لمساعدة اليمن ومؤسساته الشرعية على استعادة البلاد من العبث الإيراني والحسابات الميليشياوية العقائدية.


قتل الحوثيين لصالح يطلق معركة صنعاء

كما نشرت ذات الصحيفة عن مراقبين تنويههم إلى أنه إذا ما تأكدت أنباء عن مقتل قيادات الصف الأول في حزب المؤتمر الذين كانوا برفقة رئيس الحزب ومنهم الأمين العام عارف الزوكا ومساعد الأمين العام ياسر العواضي، فإن هذا الأمر يعني إقدام الحوثيين على مجزرة غير مسبوقة بحق قيادة حزب المؤتمر حليفهم السابق والوحيد في الداخل اليمني، ورئاسة وفد مشاورات السلام للحزب الذي يرأسه الزوكا وينوبه العواضي وهو ما يعد جريمة سياسية وأخلاقية وقبلية.

وأكد مراقبون سياسيون على أن الحرب قد تنتهي في العاصمة صنعاء بشكلها التقليدي الذي شهدناه خلال اليومين الماضيين، نتيجة لجوء الحوثيين المتوقع إلى استخدام سياسة العنف والترهيب، غير أن هذه الأحداث وخصوصا قيام الحوثيين بإعدام الرئيس السابق وقيادات حزبه ستشكل نقطة اللاعودة في العلاقة بين أنصار صالح والحوثيين، ما يعني حدوث أكبر حالة انقسام في منطقة النفوذ الشعبي والثقافي التي كان يتقاسمها صالح والحوثيون منذ إعلانهم عن إنشاء الشراكة السياسية.

وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين بدأوا بمحاولة التفريق بين صالح والمقربين منه وحزب المؤتمر ككيان سياسي وحزبي حليف، وهو ما يؤكد نيتهم السعي لاختطاف قرار الحزب وموقفه خلال الأيام القادمة من خلال تنصيب قيادة موالية لهم، تتكون من قيادات هامشية في المؤتمر تباينت مواقفها خلال الأيام الأخيرة وبدت أكثر قربا للجماعة الحوثية.

غير أن قيادات في حزب المؤتمر أكدت لـ”العرب” أن سياسة الحوثيين في محاولة اختطاف حزبهم لن تلاقي أي نجاح، في ظل حالة الغضب التي تجتاح عناصر وكوادر المؤتمر التي كانت تنظر لصالح دوما كأيقونة للمؤتمر الشعبي وشخصية سياسية جامعة وهو الأمر الذي لا يستطيع الحوثيون تعويضه على صعيد محاولات احتواء أنصار الحزب من خلال اختطاف صوته السياسي والتنظيمي.

وفي هذه الأثناء يبدو بحسب مراقبين سيناريو التلاحم بين المؤتمر والشرعية اليمنية الحل الأمثل لمواجهة المشروع الحوثي وهو ما قد يحدث بشكل سريع في حال تأكدت أنباء وصول نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح إلى الرياض واستعداده للانخراط في معارك تحرير صنعاء التي أعلنت عنها الحكومة الشرعية السبت عبر توجيهات صادرة من الرئيس هادي بتحريك كافة الجبهات وتوجيه سبعة ألوية إلى منطقة خولان المتاخمة للعاصمة صنعاء والتي تدين بالولاء لصالح، إضافة إلى إمكانية تصدع عدد من الجبهات المهمة التي يحظى فيها المؤتمر بحضور قوي ويتولى فيها الحرس الجمهوري السابق مهام رئيسية كما هو الحال في جبهتي نهم وصرواح شرقي العاصمة صنعاء.

وعلى الصعيد السياسي، لفت خبراء إلى خسارة الحوثيين الفادحة إثر فك الارتباط بينهم وبين الحليف السياسي اليمني الوحيد الذي كان يلقى بعض القبول في الإقليم والمجتمع الدولي، إلى جانب خسارتهم للغطاء السياسي والشعبي الذي كان يوفره لهم الرئيس السابق وحزبه وأنصاره.

وعلى الجانب الآخر يذهب الكثير من المراقبين إلى أن مقتل الرئيس السابق وانفراط عقد الشراكة بين المؤتمر والجماعة الحوثية سيدفعان باتجاه تكوين جبهة شعبية وسياسية عريضة في مواجهة الحوثيين الذين سيتحولون إلى جماعة مسلحة تغلب عليها الأفكار والسياسات الراديكالية والعرقية والمذهبية.


علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه

الكاتب والباحث السياسي اللبناني خيرالله خيرالله المقرب من المقتول صالح ، قال في مقالة جديدة له أنه في سياق البحث عن توازنات جديدة في اليمن خصوصا بعد الاختراقات التي سجلها الإخوان والسلفيون في مناطق الشمال الزيدي وفي داخل صنعاء نفسها أوجد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ما يعرف بـ”الأمن القومي” الذي كان بمثابة مقابل للأجهزة الأمنية الأخرى التي كانت فيها شراكة مع الإخوان المسلمين، كـ”الأمن السياسي” مثلا، الذي كان على رأسه العميد غالب القمش.

وبحثا عن التوازن أيضا، كان علي عبدالله صالح وراء صعود الحوثيين منذ البداية. فهو الذي فتح لهم طريق “حزب الله” وإيران، وهو الذي حاول استخدامهم إلى أبعد حدود منذ حرب الانفصال في صيف العام 1994 وذلك بعد انتصاره في تلك الحرب بفضل الإخوان المسلمين والسلفيين خصوصا.

بقي علي عبدالله صالح يمارس لعبة التوازنات باستمرار، كي يضع نفسه في موقع الحكم، وكي لا يكون تحت رحمة طرف واحد قوي في البلد. لذلك شجع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في العام 1990 على تشكيل حزب “التجمع اليمني للإصلاح” بغية إيجاد توازن، يصب في مصلحته، بين الحزب الاشتراكي الآتي من الجنوب بأفكاره العلمانية من جهة، والإسلاميين والقبليين من جهة أخرى. ما لا يمكن تجاهله أن “الإصلاح” في أيام الشيخ عبدالله الذي توفي في أواخر 2007، كان حزبا من ثلاثة مكونات هي: الإخوان، والقبيلة، والسلفيون بزعامة الشيخ عبدالمجيد الزنداني.

الهدف من تشجيع الحوثيين كان ثلاثيا، كان ثلاثة أهداف تصب في تحقيق هدف واحد.

الهدف الأول هو الوقوف في وجه العائلات الزيدية الكبيرة المعروفة بالعائلات الهاشمية، مثل آل المتوكل وآل حميدالدين، التي كان علي عبدالله صالح ولا يزال لا يثق بها. هذه العائلات من محافظة حجة وليست من محافظة صعدة.

الهدف الثاني هو أن يظهر للسعوديين، خصوصا بعد دعمهم للانفصال، أنه قادر على فتح خطوط ما مع إيران.

الهدف الثالث خلق قوة قادرة على التصدي للمدارس الدينية السلفية والإخوانية التي كانت السعودية تشجع عليها في المناطق الشمالية، بما في ذلك محافظة صعدة التي هي معقل الحوثيين.

بين هذه المدارس كانت مدرسة مقبل الوادعي (سلفي) والتي كان وجودها يزعج الزيود كثيرا. كانوا يعتبرون ذلك تحديا لهم في عقر دارهم. وثمة من يقول إن علي عبدالله صالح كان وراء الوادعي أيضا وذلك من أجل إيجاد أوراق له في منطقة الحوثيين!

أكثر من مسؤول يمني يؤكد أن علي عبدالله صالح كان يموّل الحوثيين وهو من أدخلهم إلى مجلس النواب في الانتخابات الأولى التي جرت بعد انتهاء حرب الانفصال.

عشرات الحوثيين أقاموا فترات طويلة في قم، وبدأوا يتحولون إلى الشيعة الاثني عشرية التي لا علاقة لها بالزيدية بشكلها التقليدي. وقد استطاع الإيرانيون، بمشاركة عناصر من “حزب الله” تغيير طبيعة قسم من المجتمع الزيدي.

حتى العام 2003، اعتقد علي عبدالله صالح أن الحوثيين في جيبه وأنهم ورقة من أوراقه. لكن حادثة وقعت في تلك السنة جعلته يعيد النظر في حساباته. اكتشف الرئيس اليمني السابق الذي كان يمرّ في محافظة صعدة لتأدية فريضة الحج، أن الحوثيين صاروا شيئا آخر وأنهم انقلبوا عليه.

توقف علي عبدالله صالح في صعدة. كان في طريقه إلى مكة برّا لتأكيد تطور العلاقات مع السعودية، بعد توقيعه اتفاق ترسيم الحدود مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فوجئ علي عبدالله صالح بعد انتهائه من إلقاء خطبة صلاة الجمعة في المسجد الأهم في صعدة، بوقوف شخص من الحوثيين وإطلاقه ما بات يسمى بـ”الصرخة”. و”الصرخة” هي “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.

فهم علي عبدالله صالح أن إيران استوعبت الحوثيين وأنه لم يعد يتحكم بهم كما كان يعتقد. كان أوّل ما فعله أن أمر بحملة اعتقالات في صفوف الحوثيين، ردا على تحدّيه في صعدة. كانت تلك الإشارة الأولى لبدء ست حروب استمرت بين 2004 وأوائل 2010.

تواجه الجيش اليمني خلالها مع الحوثيين وسقط فيها آلاف الضحايا وقتل خلالها حسين بدرالدين الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي الأكبر الذي يتزعم الحوثيين حاليا. علي عبدالله صالح نفسه قال لي: “بيني وبين الحوثيين ست حروب وثلاثين ألف شهيد”.

لم يدر علي عبدالله صالح أن إيران متورطة أكثر بكثير مما يعتقد في دعم الحوثيين وتوجيههم نحو الاثني عشرية. لم يدر أيضا أن “حزب الله” متورط إلى أبعد الحدود مع الحوثيين، إن من ناحية التدريب وإن من ناحية تزويدهم بالأسلحة، وحتى بالنسبة إلى بناء شبكة اتصالات لهم لا تخضع لمراقبة السلطات اليمنية.

أخطر ما في الحروب الست التي وقعت، أنها كانت على خلفية التوريث في اليمن. حاول علي عبدالله صالح استغلالها للتخلص من خصمه اللدود اللواء علي محسن صالح الأحمر، الذي كان يطمح إلى خلافته، والذي كان يعترض على توريث أحمد علي عبدالله صالح. لم يرد علي عبدالله صالح في أي يوم حسم الحروب مع الحوثيين. ربما، لم يكن يستطيع ذلك ففضل توظيف تلك الحروب لتحقيق غايات محددة.

تمكن علي عبدالله صالح من احتواء الحوثيين في منطقتهم. لكنه لم يستطع في أي وقت إلحاق هزيمة كاسحة بهم. وهذا عائد إلى أسباب عدة، بينها أنه لم يكن يريد انتصارا للحوثيين على علي محسن صالح الأحمر أو انتصارا للأحمر على الحوثيين. كان يريد أن يستنزف كلّ منهما الآخر، كي يبقى صاحب الكلمة في البلد وصولا إلى توريث نجله.

معروف أن علي محسن صالح الأحمر وهو من قرية علي عبدالله صالح وقريب منه عائليا، ينتمي إلى الإخوان المسلمين. وكان متحالفا مع الشيخ حميد الأحمر، نجل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. كان علي محسن يمتلك نفوذا كبيرا في الجيش بصفته قائد الفرقة الأولى/ مدرع، وتعتبر من بين الأقوى في الجيش اليمني. وكانت بمثابة قوة موازية للحرس الجمهوري بقيادة أحمد علي عبدالله صالح.

أدى انقلاب حميد الأحمر وعلي محسن على عبدالله صالح والذي نفذ مع انطلاق ثورة الشباب في 2011 إلى فك الحصار عن الحوثيين الذين ما لبثوا أن تمددوا في كل أنحاء البلد، بعد سيطرتهم على محافظة عمران، وصولا إلى صنعاء في أيلول/ سبتمبر من العام 2014 ثم إلى محيطها. اتجهوا بعد ذلك إلى الوسط ثم إلى عدن قبل أن تجبرهم “عاصفة الحزم” على التراجع.

خلاصة الأمر أن الحوثيين انقلبوا على علي عبدالله صالح الذي صنعهم وهم الآن متحالفون معه بسبب حاجة كل منهما إلى الآخر، في مواجهة عدو مشترك هو السعودية والإخوان وآل الأحمر وكانوا حتى تموز/ يوليو 2014 زعماء حاشد التي تعتبر القبيلة الأكثر تماسكا في اليمن.

كانت المرة الأولى التي تحدث فيها علي عبدالله صالح عن الحوثيين في حديث حصلت عليه منه في صيف العام 2004. سألني أين ستنشر الحديث فأجبته: في “المستقبل” الصادرة في بيروت وفي “الرأي” الكويتية التي ربطتني صداقة بصاحبها جاسم بودي ومدير التحرير الزميل والصديق علي الرز. أصرّ على نشر الحديث، الذي يلمح فيه إلى علاقة الحوثيين بإيران و”حزب الله” في “المستقبل”.

أراد في ما اعتقد توجيه رسالة إلى الحزب عبر صحيفة لبنانية. لم يكن كلامه عدائيا تجاه “حزب الله”، لكن الواضح أنه كان يريد تمرير شيء ما عبر “المستقبل”، التي صدر الحديث في صفحتها الأولى في أحد أعداد شهر تموز/ يوليو، وذلك بعد الحرب الأولى التي خاضها الجيش اليمني مع “الشباب المؤمن”.

في السنوات العشرين الأخيرة من عهده، عرف علي عبدالله صالح كيف يستخدم الإعلام بشكل جيّد خدمة لمصالحه ولأهدافه.


سيناريوهات خبراء يمنيين للوضع في بلادهم بعد مقتل صالح

ونشر موقع 24 الإماراتي سيناريوهات خبراء يمنيين للوضع عقب مقتل صالح ، ونقلت عن المحلل السياسي اليمني عارف الصرمي قوله إنه يعتقد أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، هو الذي حقن اليمن بفيروس جماعة الحوثيين والذي خرج عن السيطرة وتحول إلى سلاح قاتل وقتل الشعب اليمني وقتل علي صالح نفسه، ما يجعل اليمن في واجهة سيناريوهات عديدة، بعد مقتل الرجل القوي في اليمن، مخلفاً تركة ثقيلةً، وقوةً عسكريةً ضخمةً ممثلة في الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة، والقبائل العديدة، إلى جانب إمكانية المصالحة مع التحالف العربي بما يملأ الفراغ، قبل أن يستغله الحوثيون.

وأوضح الصرمي أن اليمن مقبل على سيناريوهين الأول أن تكون هذه اللحظة الحالية كفيلة بتوحيد اليمنيين، بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية، ويجتمع التحالف القبلي في كتلة وطنية شاملة للقضاء على الحوثيين.

أما الثاني فيتمثل في الرضوخ إلى الحوثيين والقبول بصفقة سياسية من نوع ما معهم، وهو الأمر المستبعد حسب الخبير اليمني.

ومن جهته توقع مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير ناجي الغطريفي أن يكون هناك تدخل دولي عاجل من قبل مجلس الأمن في الأيام المقبلة لوضع حد للحرب الدائرة في اليمن، بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وقال السفير ناجي الغطريفي إن اليمن سيتعرض إلى حرب أهلية أوسع إذا فشلت الجهود في السيطرة على الوضع سريعاً وترك المسألة دون تدخل من قبل المجتمع الدولي والاكتفاء بمشاهدة ما يحدث هناك.

وأشار السفير الغطريفي إلى ضرورة استدعاء الدول العربية المجتمع الدولي للسيطرة على الوضع في اليمن للحفاظ على الشعب اليمني إنسانياً وحماية الأمن القومي العربي أيضاً.


أحمد نجل صالح أبرز المرشحين لخلافة والده

بدورها قالت صحيفة اليوم السابع المصرية أنه ما يزال مستقبل حزب المؤتمر الشعبى العام الذى كان يقوده صالح غامضا فى ظل مقتل أغلب قادته وغياب معظم كوادره خارج اليمن إما فى القاهرة أو عمّان، بالرغم من أن العقيد الركن الدكتور يحيى أبو حاتم الخبير العسكرى اليمنى والقائد الميدانى السابق فى الجيش اليمنى يرى أن الشخص الوحيد المرشح الآن لقيادة الحزب هو أحمد على عبد الله صالح خلفا لأبيه.

وأضاف أبو حاتم فى تصريحات للصحيفة أن الشعب اليمنى الآن فى حالة ثورة عارمة ضد الحوثيين بعد حادث الاغتيال لأن ما حدث ليس من عادات وأخلاق الشعب اليمنى الذى لن يقبل السلوك الحوثى وتحويل البلاد إلى ساحة للاقتتال الأهلى.

وما يزيد من صعوبة المشهد أن قيادة حزب المؤتمر الشعبى العام أعلنت أن كل مواقع الحزب الإعلامية والإخبارية بالكامل تم الاستيلاء عليها بالإضافة الى احتلال مبنى قناة اليمن اليوم وسرقة المواد الإعلامية التى بها، مع إرغام الإعلاميين على نطق بيانات وإصدار تصريحات مخالفة لاتزاماتهم الحزبية، وفق ما قالته صفحة الحزب على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".


3 عوامل تؤكد تورط إيران فى اغتيال على عبد الله صالح

كما نشرت ذات الصحيفة تقريراً أخر قالت فيه أن إيران ولاسيما استخبارات الحرس الثورى الإيرانى على تجنيد العملاء، وهم الأدوات التى يوكل إليها جمع المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار على المستوى الاستراتيجية وتشير المعلومات المتوافرة حتى الآن حول اغتيال صالح أنه تم استهدافه بناء على خيانة وعلى حزمة من المعلومات أفادت بمكان تواجده وخطته للهرب من صنعاء إلى مأرب.

ما يعزز ذلك أن هناك عددًا من التقارير الحكومية اليمنية فى عام 2012 أفادت بأن إيران جندت وزرعت مجموعة من خلايا التجسس التى كشف عنها الرئيس عبد ربه منصور هادى فى محاضرته بمركز ودرو ويلسون الدولى بواشنطن خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال هادى فى تلك المناسبة أنه تم الكشف عن خمس شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران وتم إحالتها سابقاً إلى القضاء، ومؤخراً تم الكشف عن شبكة سادسة، فضلاً عن الدعم القوى للحراك المسلح، حيث تقدم الدعم الإعلامى والعسكرى والاستخباراتى والمالى لقوى الحراك المسلح فى داخل جنوب اليمن وفى الخارج.

فى الرابع من ديسمبر بالعام 2011 أسقطت القوات الإيرانية التابعة للحرس الثورى طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار "درون" من طراز "RQ-170"، وفى تلك اللحظة نجحت فى الحصول على تقنية صناعة هذا النوع من الطائرات وبدأت فى حينها صناعة الطائرات الإيرانية من دون طيار.

وفى الأول من أكتوبر من العام الماضى 2016 أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن الحرس الثورى تمكن من صناعة طائرة من دون طيار مصنعة محليًا، وقادرة على حمل أسلحة بعد أن نجحت إيران فى العام 2013 فى إنتاج أول طائرة من دون طيار محلية الصنع تضاهى نظيرتها الامريكية التى تم إسقاطها.

وفى أغسطس من العام الجارى، أعلن تحالف دعم الشرعية العسكرى العربى، الداعم للقوات الحكومية اليمنية، إسقاط وتدمير طائرة بدون طيار فى مدينة المخا بمحافظة تعز جنوب غربى اليمن، واتهم الجيش اليمنى إيران بتهريب مثل هذه الطائرات إلى مسلحى الحوثيين والمقتول على عبد الله صالح.

ويشير التسلسل الزمنى لهذه الوقائع إلى أن إيران اعتمدت على الطائرات من دون طيار للاستطلاع وجمع المعلومات وإمداد الحوثيين بها، ومن ثم اتخاذ القرار بعملية الاغتيال نظرًا لضعف البدائل أمام صناع القرار على المستوى الأعلى فى طهران.

لإيران خبرة طويلة وتاريخ حافل مع اللجوء إلى الاغتيالات السياسية لإقصاء المعارضين أو الخصوم السياسيين وفعلت ذلك على سبيل المثال وليس الحصر فى الشهر الماضى عندما اغتالت أحمد مولى القيادى الأحوازى أمام منزله فى مدينة لاهاى الهولندية.

وتلجأ إيران إلى الاغتيالات السياسية منذ نجاح الثورة الخمينية فى العام 1979 بدءا من عبد الرحمن قاسملو المعارض الكردى الشهير، ومرورا بشاهبور بختيار وعشرات آخرين غيرهم تمت تصفيتهم على إيدى الفرق الإيرانية التابعة للحرس الثورى المتخصصة فى مثل هذا الأمر.

على كل حال، وبالرغم من أن هناك عشرات العوامل والمسوغات تشير إلى تورط إيرانى لا تخطئه عين فى اغتيال على عبد الله صالح، بعد ضعف البدائل وانحسار سلطة الحوثيين باليمن إلا إن الأسباب الثلاثة السالفة تبقى علامات عامة وكلية تساعدنا فى فهم السلوك الإيرانى فى اليمن على سبيل التحديد.


مجلس الأمن يعقد جلسة لمناقشة التطورات في اليمن

موقع ميدل إيست أونلاين نشر خبرعن جلسة مفتوحة سيعقدها مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء بشأن التطورات الأخيرة الحاصلة في اليمن بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح الاثنين برصاص جماعة أنصار الله (الحوثيين)، فيما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من التطورات الأخيرة.

ودعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك الاثنين، أطراف النزاع في العاصمة اليمنية صنعاء إلى هدنة إنسانية اعتبارا من الثلاثاء لمساعدة المدنيين.


هل توقع «الراقص على رؤوس الثعابين» نهايته في مقابلته الأخيرة مع «الراي»؟

من جانبها قالت صحيفة الرأي الكويتية أنه لطالما شكل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح علامة فارقة، سواء بالنسبة لمؤيديه أو معارضيه، لناحية الدهاء السياسي والقدرة على التكيّف مع الظروف والانتقال من معسكر لآخر خصوصاً خلال السنوات الأخيرة، إلا أن المفاجأة - الصدمة - هو أنه وصل إلى حد توقع تصفيته على يد ميليشيات الحوثيين، الذين كانوا حلفاءه حتى الأمس القريب.

ففي مقابلته مع «الراي»، أول من أمس الأحد، وهي الأخيرة له مع وسيلة إعلامية، سواء عربية أو يمنية، قال بوضوح ان «زمن التعايش بين الدولة والميليشيا انتهى»، لكن الميليشيا سبقته وقضت عليه قبل أن يحسم معركته معها.

صالح الذي حكم اليمن لـ 33 سنة، وكان يصف نفسه بـ «الراقص على رؤوس الثعابين» نظراً لقدرته الاستثنائية على السير بين الألغام وضبط الأوضاع في بلد مُعقّد بتركيبته القبلية، كشف لـ «الراي»، في المقابلة، أن الحوثيين يخططون لتصفيته مع عدد من أفراد عائلته، بيد أنه عاد وطلب من «الراي» نسب تصريح «تصفيته» إلى قيادي في حزبه «المؤتمر الشعبي العام»، نظراً لحساسية الموقف.

لكن تبيّن أن الفكر الميليشيوي كان أسرع من الدهاء السياسي، فهل توقع صالح نهايته في آخر مقابلة له مع الإعلام، وهل صدر قرار تصفيته من صعدة، معقل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، أم... من عاصمة أخرى؟


هل تعرض صالح لمؤامرة؟ وكيف تخلى عن حرسه الخاص؟

موقع إرم نيوز العربي قال في تقرير له أن التفسيرات “المنطقية” ما تزال غائبة حتى اللحظة، عن الطريقة التي انتهى بها الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، المعروفة عنه أمور مثل حنكته الأمنية، واعتماده في تحركاته على طاقم أمني كبير من قوات “الحرس الخاص”، المزود بأحدث التقنيات الأمنية والعسكرية والمتدرب جيدًا.

وتعتقد مصادر سياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء، أن صالح وقيادات حزبه الذين قُتلوا معه، تعرّضوا لـ”مؤامرة”، وبرروا ذلك بأن عملية خروجه من منزله كانت آمنة، ولم ترافقه خلالها وحداته الأمنية الخاصة، وكان موكبه مولَّفًا عن ثلاث سيارات مصفحة فقط، وهو ما يشير – وفق المصادر – إلى أن “خروجه كان باتفاق مع طرف ما، ضمن له الخروج الآمن، لكن تعرض للغدر”.

وقالت المصادر، إنه “لو لم يكن قد خرج باتفاق مع جهة ما، لكانت عملية مغادرته مدينة صنعاء مصحوبة بوحدات الحرس الخاص، التي عادة ما تؤمن سيره بقدر عالٍ جدًا من الكفاءة الأمنية، وهي وحدات تلقّت تدريبات ودعمًا أمريكيًّا مباشرًا، ويمكن لها اعتراض أي كمين مفاجئ والتصدي له، أو على الأقل مقاومته”.

وقتل الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، هو وعدد من قيادات حزبه، بعد تعرضهم لكمين من قبل جماعة الحوثيين، أمطروا خلاله السيارات التي تقّلهم في منطقة خولان، شرق العاصمة صنعاء بالرصاص والقذائف الصاروخية.

وتفسّر صورة لحظة إيقاف موكب صالح، التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المحلية، غياب الوحدات الأمنية المخصصة لحماية الرئيس اليمني السابق، واعتراضه مع عدد من قيادات الحزب، بما لا يزيد عن أربع عربات عسكرية رباعية الدفع لمسلحي الجماعة الحوثية، قبل اقتيادهم إلى جانب الطريق وتصفيتهم.

من جهة أخرى، أفاد موقع إخباري محلي، عن لقاء عقده صالح مع عدد من قيادات قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، قبل أيام، بمنزله في صنعاء، وناقش معهم مخططه للإطاحة بالحوثيين، وتخليص العاصمة منهم.

ونقل موقع “مأرب برس”، عن مصادر عسكرية رفيعة في الحرس الجمهوري، الموالي لصالح، أن خطّة صالح، كانت تستند على إعلان مجلس عسكري لقيادة المرحلة القادمة، بدلًا عن “المجلس السياسي الأعلى”، لكن صالح شعر بالخذلان، بعد معارضة عدد من قيادات قواته العسكرية، تولي نجل شقيقه، العميد طارق محمد عبدالله صالح، قيادة المجلس العسكري.

وبحسب المصادر، فإن معارضة ورفض عدد من قيادات قواته، جاءت “بعد شعورهم برغبة صالح، في التمسك مجددًا بالمرحلة القادمة، وتفرده بكل شيء، وعدم إتاحة الفرصة لأي قيادات لشق طريقها في المعركة والمرحلة القادمة”.

وخلال الفترة الماضية، التي كانت فيها معاداة الحكومة الشرعية، تجمع بين الحوثيين وصالح وحزبه، رغم حالة التباينات، تمكّنت الجماعة الحوثية، من تحقيق اختراق في قوات الحرس الجمهوري، التي غالبًا ما كان يستند عليها صالح، بل حتى وصلت إلى بعض الشخصيات في دائرته المقرّبة، واستطاعت استمالتها إليها.


مستشار رئيس الوزراء اليمني يتهم قطر بالتورط في مقتل صالح

ونشر موقع قناة روسيا اليوم خبر إتهام سام الغباري، مستشار رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، بتورط قطر في مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على يد الحوثيين.

ونقلت عن سام الغباري، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "ذلك يصب في إطار تصفية إيرانية واضحة لقيادة المؤتمر الشعبي العام في الداخل اليمني". وقال أنه "يحتفظ بتسجيلات صوتية حصرية تؤكد ذلك أرسلها له أحد أقارب صالح".

وأفاد الغباري بأن "التصفية الإيرانية لقيادة المؤتمر الشعبي العام في الداخل، صالح والزوكا والعواضي والقوسي، واضحة".


صالح والقذافي.. ما أشبه الليلة بالبارحة

بدورها قالت صحيفة الخليج الإماراتية أن صور غدر الحوثيين بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أعادت إلى الأذهان مشهد قتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مدينة سرت قبل نحو ستة أعوام. وكان آخر لقاء بين الرجلين في القمة العربية بسرت عام 2010 حين كرّم القذافي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ب «وسام الشجاعة» قائلاً: «رغم المشاكل، أنت صامد في وجه العواصف وتستحق وسام الصمود والشجاعة». بعد استلامه وسام «الصمود والشجاعة»، أرسل صالح رسالة إلى القذافي، عبر مبعوث شخصي منه، للتعبير عن تهانيه بنجاح أعمال قمة سرت، واصفًا تلك القمة ب «القمة العربية الاستثنائية والإفريقية الناجحة»، مؤكدًا حرص الشعب اليمني على التواصل الدائم مع القذافي.

لقد أعطى القذافي نظيره اليمني وسام «الصمود والشجاعة»، بعد إعداد وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك، لكنه لم يعلم حينها أنه سيعطيه المصير نفسه أيضًا بعد سنوات، وكأنها سنوات تفصل بين مصيرين و«ما أشبه الليلة بالبارحة»، أو كأن القاتل واحد.

في صبيحة 20 أكتوبر 2011، حاول القذافي الفرار من سرت، غير أنه أسر من مسلحين في ليبيا، وكان يصحبه وزير دفاعه وحراسه الشخصيون، أثناء هروبهم من غارة للناتو، استهدفت قافلة القذافي، المكونة من رتل من السيارات، كانت في طريقها لجهة غير معلومة.

لم يمنح الثوار القذافي فرصة للهرب، فقد طاردوه داخل ماسورة للصرف الصحي، وقبضوا عليه واعتدوا عليه أمام الكاميرات، ثم قتلوه بطلق ناري، وقتلوا معه وزير دفاعه وابنه المعتصم، وعرضوا صوره وهو مقتول، تغطي وجهه الدماء، في مشهد مشابه لمقتل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. تم نقل جثمان القذافي لمدينة مصراتة، ليدفن بعدها في مكان سري بالصحراء، وتدفن معه أسرار 40 عاماً، تمكن خلالها من توحيد ليبيا، ومنع التناحر العسكري والسياسي، بالرغم مما أحدثه حكمه من تأخر ديمقراطي وسياسي واقتصادي، كانت فيه ليبيا معزولة عن العالم.

لحق صالح بنفس مصير القذافي، وكلا الرجلين لجأ إلى مسقط رأسه، وإلى مستقر القبيلة، في رحلة هروبه، حيث أوقف الحوثيون موكب صالح الهارب من صنعاء، وهو في طريقه باتجاه مسقط رأسه في «سنحان» قبل أن يعدموه رمياً بالرصاص، مثلما حصل مع القذافي مع فارق الزمن والتوقيت.


اليمن يطوي حقبة حافلة من تاريخه برحيل صالح

كما نشرت الصحيفة تقريراً عن طواية اليمن حقبة مؤسس حزب «المؤتمر الشعبي العام» الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، المغدور بنيران ميليشيا جماعة الحوثي الموالية لإيران، خلال الأحداث المأساوية المرافقة لانتفاضة صنعاء؛ وذلك عقب معاصرته الطويلة للحياة السياسية اليمنية.

وأكدت ردود الأفعال المختلفة حيال أحد الأحداث البارزة على صعيد المشهد السياسي والميداني للحرب والأزمة في اليمن، المتمثل باغتيال وتصفية «صالح»، أن الغريم لليمن ودول الجوار بمنطقة الخليج العربي، واحد وهي ميليشيا جماعة الحوثي الإيرانية، وأن صنعاء ستواصل الانتفاضة ضد الميليشيا الطائفية؛ لأنها انتفضت من أجل وطن وليس من أجل شخص، وشددوا على ضرورة إعادة ترتيب وتوحيد صفوف حزب المؤتمر الشعبي العام، وانضوائه تحت راية الشرعية في مواجهة الحوثي، كون الحرب مستمرة، والتحالف العربي لن يسمح ببقاء سيطرة المتمرد الانقلابي الحوثي على صنعاء.

كما اعتبرت بعض المواقف أن رحيل صالح، يمهد لمرحلة جديدة تتحقق فيها كافة آمال وتطلعات وأحلام أبناء جنوب وشمال البلاد، من خلال مرحلة يسودها الأمن والأمان والاستقرار، بحيث تكون قائمة على العدالة والمساواة، بعيداً عن مرحلة الإقصاء والتهميش، التي عاشها اليمن واليمنيون خلال المراحل الماضية؛ بعد سيطرة الميليشيا الانقلابية على العاصمة.


علماء اليمن: مقتل صالح لن يزيد اليمنيين إلا تماسكاً واصطفافاً لاجتثاث المليشيا

ونشرت وكالة الأنباء السعودية تصريحات لعلماء اليمن حول مقتل صالح ، وقالت أن علماء اليمن ردوا على الواقعة بالتأكيد بأن هذا الخطب الجلل سيؤدي لاصطفاف كبير على عكس ما يخطط له عملاء إيران، وزبانية الملالي وسدنة الكهنوت.

ونقلت عن وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية القاضي أحمد عطية قوله: إن علي صالح قُتل على يد الحوثي وأفضى الى ما قدم عند ربه.. وشدد على أنه يجب على العقلاء أن يستغلوا هذا الخطب الجلل ، وذلك بالإنشاء الفوري لاصطفاف كبير يتجاوز الأحزاب، والخلافات؛ يكون خلف فخامة الرئيس هادي لقيادة صف الجمهورية ضد صف الإمامة والسلالة التي أذاقت الجميع العذاب خصومها وحلفاءها معاً .

وينبه الشيخ عبدالله صعتر عضو هيئة علماء اليمن وعضو برنامج التواصل مع علماء اليمن، إلى أن اليمنيين اليوم أمام خطر يهدد وجود الجميع، وشدد على أنه لا بد من مواجهته بصف موحد رغم الجراح والألم، وحذر أنه إذا لم يحدث ذلك فستصل إيران وميليشياتها إلى كل مسلم متمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ودعا الشيخ صعتر منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، و كل الدول الإسلامية والعلماء، والأحزاب والقبائل، ورجال الإعلام والنقابات والمنظمات والمواطنين إلى الوقوف صفا واحدا قبل أن يلحق الأحياء بمن قتلتهم إيران وميليشياتها وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ويؤكد الشيخ قاسم الحميدي عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن أن الشعب اليمني في مرحلة ما بعد صالح بأمس الحاجة لتوحيد الصف ولم الشمل ضد الحوثيين ومليشياتهم من أجل يمن أفضل خال من العصابات والمليشيات تحت قيادة واحدة .. يمن واحد بدون تفريق بين أبنائه، ودون النظر إلى سلالة أو مذهب أو منطقة، وإنما الجامع والرابط بيننا قيم ومبادئ الإسلام التي جاء بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.

ودعا الشيخ الحميدي الشعب اليمني إلى التسامح والتغافر، ونسيان الماضي فنحن الآن أمام عدو واحد، ونحن أبناء اليوم، وأضاف الشيخ الحميدي أن الحوثي مخطئ حين يظن أنه بقتله الرئيس السابق سوف يسيطر ويستتب له الأمر بل إن الشعب اليمني سيتوحد أكثر تحت قيادته الشرعية وسوف لن يزيده ذلك إلا مضيا نحو هدفه.

الشيخ عبدالواحد الراجحي عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن يطالب الرئيس هادي أن يلتقط هذه اللحظة المهمة لإعلان مصالحة وطنية واعتبار جماعة الحوثي هي عدو لكل اليمنيين.

ووجه الشيخ الراجحي نداء لقيادة المؤتمر التي توالي صالح أن تعلن استجابتها لهذه المصالحة، واعتبار الجميع في معركة واحدة ضد مليشيات الحوثي، وبدء مرحلة جديدة من مقاومة الانقلاب.

كما وجه الراجحي نداءه للقوى الوطنية أن تطوي صفحة الماضي الموجعة والشروع في مرحلة جديدة يصوب فيها السلاح نحو مليشيات ايران وختم الراجحي تصريحه بالقول : علينا أن نرتقي بخطابنا ونترك لغة الانتقام ونتكلم كرجال دولة لا رجال حزب وجماعة.

كما شدد الشيخ جمال السقاف عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن على أن واجب اليمنيين اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن يلتفوا حول قيادتهم الشرعية، وأن لا يلتفتوا إلى خلافاتهم التي لاترقى إلى مستوى مايخبئه لهم الحوثيون من الذلة والمهانة، ونبّه أن ما أظهروه في السنتين الماضيتين من تجريف للحياة اليومية، من اغتيالات واعتقالات وتفجيرات، ماهو إلا جزء من مشروعهم الطائفي القائم على العنصرية والسلالية المقيتة. وعليه يجب على كل اليمنيين كل من موقعه، التحشيد والمقاومة لهذه المليشيات بكل ما أوتوا.

ودعا التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إلى الوقوف مع الشعب اليمني أكثر من أي وقت مضى، حفظاً للجوار، وحفاظا على الأمن القومي للخليج ككل، من وصول يد إيران وبسطها على اليمن كاملاً.


القحطاني: كشف خساسة «الحمدين» في اليمن قريبا

صحيفة عكاظ السعودية نقلت خبر تأكيد المستشار في الدیوان الملكي سعود القحطاني أنھ سیكشف خساسة تنظیم الحمدین في الیمن بشكل عام.

وقال القحطاني في تغریدة عبر حسابھ في «تویتر»: «لي وقفات مطولة بكشف خساسة تنظیم الحمدین في الیمن بشكل عام، وفي الخمسة أیام الماضیة خصوصا، خساسة وحقارة ونذالة وتفاصیل یشیب لھا الولدان»، ولا غرابة بذلك على إخوان شریفة.