آخر تحديث :السبت - 29 يونيو 2024 - 02:55 ص

اخبار وتقارير


تقرير خاص- اقتراب طي صفحة الحرب

الخميس - 29 مارس 2018 - 01:58 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- اقتراب طي صفحة الحرب

كتب/ وائل قباطي

٣ أعوام منذ وجه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ببدء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في ٢٦ مارس ٢٠١٥م، قطع خلالها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن شوطا كبيرا، في اتجاه تطهير معظم البلاد من مليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، بالإضافة الى تحقيق الشراكة السياسية من خلال تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، وبناء جيش وقوات أمنية لفرض الاستقرار في اليمن ضمن الهدف الاستراتيجي لعاصفة الحزم وهو: أمن المنطقة والإقليم.

تهديد جدي

الثابت أن التدخل الإيراني ودعمها القوي لمليشيا الحوثي لم يستهدف اليمن فحسب، بل المنطقة والاقليم، من خلال السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي، والتمترس في الحد الجنوبي للملكة العربية السعودية، التي استهدفت أراضيها بمئات الصواريخ منذ بدء الحرب، حيث تشكل المنظومة الصاروخية الحوثية تهديدا ليس للملكة المجاورة فحسب وانما للملاحة الدولية في مضيق باب المندب والعالم.
وسبق ان استهدفت سفينة اماراتية بهجوم حوثي مطلع اكتوبر 2016م، أعقبها تصدي مدمرة أمريكية لعدة هجمات وهجوم اخر استهدف قطعة بحرية سعودية دون خسائر، حيث مازال الخطر الحوثي على الملاحة البحرية في باب المندب ماثلا من خلال نشر المليشيا آلاف الألغام البحرية بشكل عشوائي، كما لازالت قوات التحالف تتصدى للقوارب المفخخة والتي كان أخرها تدمير قاربين مفخخين منذ أسبوع فقط.



انعكاس الدور الإيراني على الأمن الإقليمي



وبحسب دراسة للباحث محمد حسن القاضي، المتخصص في الشؤون الإقليمية والعربية: فان الدعم الايراني الحوثيين بدأ منذ عم 2011م، يتخذ طابعًا سافرًا مع تزايد التدخلات الإيرانية في اليمن في ظل الأوضاع الفوضوية التي أعقبت اندلاع الثورة اليمنية ضد نظام علي عبد الله صالح. وهو ما أتاح لإيران مجالًا رحبًا لتعزيز دورها، وتوسيع نفوذها على الساحة اليمنية. وفي هذا الإطار تواترت التقارير والأدلة على تصاعد مساعي إيران وأنشطتها لإمداد حلفائها في اليمن، وخصوصًا الحوثيين المتقاربين معها مذهبيّاً وأيديولوجياً، بمختلف أشكال الدعم.
وأردفت الدراسة: وفي إطار تركيز إيران على منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، عُدّت اليمن إحدى أهمّ نقاط الاهتمام الرئيسية بالنسبة إلى إيران، التي من شأنها أن تساعدها في تعزيز مكانتها في الإقليم، وتدعيم موقفها سواء في مواجهة الأطراف الإقليمية الأخرى خاصة السعودية، أو في مواجهة بعض القوى الدولية، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك سعت إيران إلى ممارسة دور نشط في اليمن مستندةً إلى مزيج من الاعتبارات المصلحية البراجماتية والاعتبارات المذهبية والأيديولوجية، كمحاولة من قِبل إيران لتغيير التوازنات والمعادلات السياسية اليمنية بما يتيح لها تعزيز نفوذها في اليمن، ومِن ثَمّ التأثير على المعادلات السياسية والتوازنات في الجوار الإقليمي.



قرقاش: سندرك هدفنا عبر يمن مستقر



من جانبه قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن الهدف الاستراتيجي وراء عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، واضح، لافتا إلى أن بلاده تلعب دورها كاملا.

جاء ذلك في سلسلة من التغريدات لقرقاش على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: "تتضح جوانب التدخل الإيراني في اليمن بمرور كل يوم، ومعها يتأكد صواب قرار عاصفة الحزم، لا شك أن الاختبار عسير ولكنه استحقاق لا بد منه، الهدف الاستراتيجي واضح وهو أمن واستقرار الجزيرة العربية للأجيال القادمة."

وتابع قائلا: "وفِي هذا السياق تلعب الإمارات دورها كاملا ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وتضحيات أبناءنا لأجل مستقبل دولتهم ومنطقتهم ولن ينال منها خطاب رخيص أو إشاعة ساقطة أو رشوة مرتبكة."

وأضاف: "ولإدراك الهدف الاستراتيجي يدير التحالف العربي بقيادة الرياض ملفات مهمة تتضمن السياسي والعسكري والإنساني والأمني، ومن خلالها سندرك هدفنا عبر يمن مستقر ومزدهر ضمن محيطه الطبيعي."



منظور امني استراتيجي



ويرى الكاتب العربي خير الله خير الله الحاجة الى مشروع لليمن الجديد يأخذ في الاعتبار ان اليمن جزء من منظومة امنية إقليمية تمتد من الخليج العربي الى القرن الافريقي.

وأضاف: ما يبدو مطروحا هو الخروج من عقدة اسمها اليمن الواحد الذي يحكم من صنعاء، الى اليمن الذي يشكّل منطقة استراتيجية ذات حدود مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وشاطئ يمتد من الخليج العربي... الى البحر الأحمر. في وسط هذا الشاطئ باب المندب الذي يتحكّم بكل الملاحة في قناة السويس. بكلام أوضح، ثمّة حاجة الى مشروع مستقبلي لليمن من منظور امني استراتيجي قبل ايّ شيء آخر.

ويؤكد انه للمرّة الأولى، يبدر كلام أميركي واضح عن “الخطر الحوثي”، يربط هذا الكلام الحوثيين بـ”الحرس الثوري” الإيراني. بات هناك إدراك أميركي لأبعاد ما يدور في اليمن وتأثيره على الأمن الإقليمي. عاجلا أم آجلا، لا بدّ من ظهور نتائج ما على الأرض. لا يمكن حصول مثل هذا التغيير الجذري في النظرة الأميركية للمنطقة من دون ترجمة لها. فليس منطقيا أن يظلّ التغيير الأميركي مجرّد كلام ونظريات. صحيح أن الوضع اليمني في غاية التعقيد، لكن الصحيح أيضا أنّ هناك قناعة بأنّ شيئا ما سيحدث. هذه الإدارة أكثر من جدّية في بلورة سياسة مختلفة تجاه إيران. يدل على ذلك القرار الذي اتخذه دونالد ترامب والقاضي باستبدال وزير الخارجية ركس تيلرسون.



أهمية جيوسياسية

وبالنسبة لأهمية اليمن الجيوسياسية لمنطقة الخليج، أكدها عبد الله بشارة - أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي في مؤتمر صحفي عقد بالدوحة عام 1983م، وقال فيه:" أمن الخليج وأمن اليمن لا يمكن فصلهما لأن اليمن شمالا وجنوبا امتداد طبيعي لهذا الخليج وشعب واحد وأنه مهما كانت الاجتهادات السياسية فإنه في النهاية منطق الأخوة ومنطق المصلحة المشتركة ومنطق المصير سيفرض نفسه".

ويشكل اليمن مع دول الخليج كتلة إستراتيجية واحدة، وتلقي الأوضاع فيه بظلال مباشرة على مجال الأمن القومي لدوله، ناهيك عن تمتعه بموقع استراتيجي فريد، فهو يمسك بزمام مفاتيح الباب الجنوبي للبحر الأحمر، وهناك تداخل وثيق بين مضيقي هرمز وباب المندب، الذي يمثل طريقا للناقلات المحملة بالنفط الى أوروبا. كما يربط حزام أمن الجزيرة والخليج العربي، ابتداءً من قناة السويس في مصر وانتهاء ببحر العرب، كما تمر منه قرابة ثلثي تجارة النفط العالمية.

ختاما.. باتت الاستقرار في اليمن مصلحة ليس لشعبه فقط، وإنما للإقليم والعالم، وترجح كافة المؤشرات قرب طي صفحة الحرب التي امتدت 3 أعوام في البلاد، حيث تخلت مليشيا الحوثي الإيرانية عن ممانعتها للجلوس على طاولة الحل السياسي بحسب تصريحات دبلوماسية غربية، كان أخرها للسفير البريطاني الجديد لدى اليمن والذي أكد ان الجميع بات يريد حلا.