آخر تحديث :الأحد - 07 يوليه 2024 - 11:27 ص

اخبار وتقارير


تقرير خاص- كيف يقرأ سياسيون لقاء غريفيث بقيادة الانتقالي؟

الأربعاء - 11 أبريل 2018 - 04:52 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- كيف يقرأ سياسيون لقاء غريفيث بقيادة الانتقالي؟

تقرير / فتاح المحرمي

 في لقاء هو الأول مع المبعوث الاممي الجديد.. وفي مستهل جهوده الرامية لإحلال السلام في اليمن، التقت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الإثنين، في العاصمة الإماراتية أبوظبي بالمبعوث الأممي إلى اليمن، السيد مارتن غريفت، ونائبه معين شريم.
ونظرا لكون اللقاء أتى في ظل مرحلة حساسة وهامة ، استقرت" عدن تايم" اراء نخبة من السياسيين لتحليل أبعاد ومدلولات اللقاء، وقياس ردود الأفعال والانطباعات حوله، وكذلك القراءة المستقبلية لمتطلبات مرحلة ما بعد اللقاء.
  اللقاء ترأسه رئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي وبحضور  نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك، ورئيس الجمعية الوطنية، اللواء احمد بن بريك، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس الدكتور ناصر الخبجي، وسالم ثابت العولقي، ومراد الحالمي، وكذا نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس محمد الغيثي.
‎وحسب مصادر مقربة من المجلس فقد قدمت قيادة الانتقالي للوفد الأممي شرحاً مفصلاً عن القضية الجنوبية والوضع العام في الجنوب ، كما قدمت رؤيتها لحل مشكلة اليمن بشكل عام ، والقضية الجنوبية بشكل خاص.
وكشف المحلل السياسي هاني مسهور عن ان ‏رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي اجتمع بالمبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث في العاصمة الاماراتية ابوظبي واتفق الطرفين على استكمال ترتيبات نقل مكاتب الامم المتحدة الى العاصمة الجنوبية عدن.
 
 
 
((اعتراف بدور المجلس ومكانته))
 
 
 الاستاذ قاسم داوود رئيس مركز عدن للدراسات والرصد والتدريب وعند سؤال محرر الصحيفة له حول قراءته للقاء قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي المبعوث الأممي قال في حديثه الذي خص به (عدن تايم) : "انه ولمجرد عقد اللقاء على ارض دولة الامارات الشقيقة هو خطوة طيبة ، ونجاح سياسي للجنوب ، وتاليا للانتقالي ، واعتراف بدوره ومكانته ، ولأنه اول لقاء وفي بداية مهمة المبعوث الاممي فلا ينبغي رفع سقف التوقعات ، فالمبعوث سوف يستمع الى رؤية الجنوب ، ومع غيرها سوف يبني عليها خطة تحركة القادم ، وايضا التقرير الذي سيقدمه خلال ايام لمجلس الامن الدولي".
 
وأشار داوود : "ومثلما كان الحال في الماضي يلحظ وجود نشاط غير عادي يستهدف الجنوب وقضيته ودوره".
وهذا ما يمكن أن نلحظه من خلال تعطيل زيارة المبعوث الأممي إلى الجنوب وكذا الحملات التي تسعى للتقليل من أهمية لقاء قيادة الانتقالي بالمبعوث الأممي.

 
 
((إيجابية سياسية لصالح الانتقالي))
 
 
لقاء قيادات المجلس الانتقالي بالمبعوث الاممي في العاصمة الإماراتية أبوظبي أثار حولها الكثيرون الجدل ، والبعض قلل من أهمية إلقاء  ولكن هذا الأمر وحسب سياسيين يعد إنعكاس إيجابي لصالح الانتقالي الجنوبي حيث ان الأمارات دولة فاعلة في التحالف العربي.
حيث يقول الناشط السياسي أنيس الشريك : لقاء قيادات المجلس بالمبعوث الأممي في الأمارات البعض يعتقد ان مجرد قولهم بأن المجلس مدعوم اماراتيا هي تهمه للمجلس وتقليل بالمجلس والبعض منهم شاهدناه  يهذي ويصيح بأن لقاء المبعوث بقيادت المجلس تم في الامارات وليس في عدن وان لقاء كهذا لا اهمية له طالما تم اللقاء في الامارات العربية ، والحقيقه هو العكس تماما فكل هذا ينعكس ايجابيا للمجلس الانتقالي سوا اللقاء في دولة الامارات العربيه او الدعم الاماراتي.
مضيفا : فدولة الامارات العربيه ثاني اهم دول التحالف العربي بعد السعودية وبقيادة السعودية ولها دور كبير وفعال في المنطقه وقضايا المنطقه ، لهذا فدعم  الاماراتي له رمزيته واهميته في هكذا حاله ويحسب للمجلس الانتقالي  وانتصار للمجلس وليس كما بعتقد البعض فهكذا يقول المنطق وهكذا تقول السياسة وهكذا تقول المرحله واهمية المرحله سوا تحبوا ونحب الامارات او نكره وتكرهوا الامارات فهذا لن يغير شي من الحقائق والمنطق.
المحامي يحيى غالب الشعيبي اعتبر اللقاء انتصار سياسي ، حيث علق بقوله : ‏انتصار سياسي حققته قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي  اليوم في اول حضور سياسي مع مبعوث مجلس الأمن منذإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس ، اليوم استطاعت قيادة المجلس الوفاء بتعهداتها لشعب الجنوب وتعكس السيطرة الميدانية الى عمل سياسي مبروك لشعب الجنوب ومزيد من الخطوات السياسية الإيجابية.
 
((إفشال مخطط انتحال تمثيل الجنوب))
 
 
منذ انتفاضة المتقاعدين العسكريين والذين اشعلوا ثورة الجنوب التحررية عمل نظام صنعاء استنساخ شخصيات وتفريخ مكونات موالية له ليعقد معها صفقات لتظهر كممثل للجنوب ومطالب الثوار ، ولعل اكبر عملية استنساخ وانتحال لتمثيل الجنوب كان خلال مؤتمر الحوار اليمني ، السلطة الشرعية بقيادة الرئيس هادي - ونتيجة لتأثير لوبي الأخوان - نجدها تتمسك بذلك المستنسخ المنتحل لتمثيل الجنوب والذي هو من إرث عفاش ولم تتوقف عند هذا الحد بل أنها استقطبته وطعمته ببعض المحسوبين عليها فجعلته موالي لها ، إلى أن هذا الأمر صار غير مجدي منذ تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض شعبيا ممثل للجنوب وقضيته ناهيك عن انه يحظى بشعبية جنوبية واسعة ودعم خارجي.
 
وخلال الجهود الدولية لحل الأزمة اليمنية منذ ما بعد تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي سعت الشرعية لتفريخ  مكونات جنوبية من الحراك والمقاومة والحزبية وكانت تسعى عبر اللقاءات الدولية وعبر منابر وسائل الإعلام لتظهرهم كممثلين للجنوب في محاولة منها لتمزق وتشتت القيادة التي تمثل صوت الشعب الجنوبي ، إلى أن جهود المجلس الانتقالي وعلاقاته وحضوره على الارض  افشل كل خطط أعداء الجنوب الأرض والإنسان.
 
 
ومثل لقاء المبعوث الأممي الأخير بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة الإماراتية أبوظبي صفعة قوية لكل الأطراف التي سعت لتفرخ مكونات محسوبة عليها تنتحل تمثيل الجنوب ، حيث فشلت مساعي الشرعية مؤخرا لتكوين كيان من الجنوبيين الموالين لها يكون ند للانتقالي ، وبالتالي فإن هذا الفشل وبالتوازي مع لقاء قيادة الانتقالي بالمبعوث الأممي ليبطل مخطط تمزيق الجنوب وانتحال تمثيل قضيته العادلة.
 
 
((كشف اقنعة انقلابيي الشرعية))  
 
ردود الأفعال للقاء قيادة الانتقالي الجنوبي بالمبعوث الأممي كانت لها أصداء اربكت حسابات القوى التي تعادي الانتقالي ما جعلها ترد بتحريض ونصب العداء للمجلس الانتقالي وقيادته ، وكذلك التقليل من أهمية اللقاء ومحاولة تشويهه ومع الأسف بين هؤلاء بعض الجنوبيين الذين وبموقفهم هذا يقفون إلى جانب حزب الإصلاح الإخواني ويلتقي موقفهم مع موقف مليشيات الحوثي في معاداة الجنوب وقضيته ومجلسه الانتقالي.
 
 
 ردود الأفعال المتشنجة سيما من حزب الإصلاح والمتحالفين معهم - بقصد أو بدونه - من الجنوبيين جددوا اظهار  ما يختزنون من الحقد الذي تتجذر فيه ثقافة الاحتلال ضد كل ما يمت للجنوب بصله ، وحقدهم وتحريضهم ضد المجلس وقياداته جزء من تلك الثقافة النابعة من حقدهم على الجنوب بشكل عام.
 
ومن خلال المواقف المتخبطة والردود المتشنجة التي هي امتداد لثقافة الاحتلال الحاقد على الجنوب تبين ان هذا دليل على نجاح لقاء قيادة المجلس مع المبعوث الأممي وأنه يكتسب أهمية من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإنه يكشف عن اقنعة انقلابيي الشرعية ويبين اتفاقهم في المواقف مع مليشيات الحوثي الإيرانية والتي ظهرت متوحدة ضد الجنوب.
 

((متطلبات المرحلة القادمة جنوبا))
 
 
وفيما يخص المشهد الراهن والواجب على الجنوبيين مستقبلا يقول قاسم داوود : "العملية  تتسم بالتعقيد الشديد وتباعد المشاريع والخيارات عن بِعضها ، ووجود تغيير في مواقف خارجية وتوازنات القوئ العسكرية والسياسية اعتقد ان خيار الحرب سيضل قائما ، حيث لم تنضج بعد شروط ومتطلبات التسوية العادلة والشاملة.
وأضاف : "مطلوب جنوبيا  في هذا الوقت الحساس والخطير مزيدا من التماسك ، واليقضة ، مطلوب دعم وتعزيز دور ومكانة الانتقالي وليس اضعافة والتشكيك بدوره ، استهداف الانتقالي ومحاولات اضعافه والتشكيك بدوره  قضية لها قواها التي تمتلك كل وسائل وأدوات الحرب ، ولا تحتاج متطوعين من الجنوب".
وأردف : "مطلوب موقف شعبي عام مساند لعلاقات تحالف قوية مع الشقيقتين السعودية والامارات ، وفي اطار هذا الموقف العام يمكن معالجة الأخطاء ، والعثرات ان وجدت ، ومن أي طرف ، وتوسيع مجالات التعاون ، والدعم الذي ينبغي ان تقدمه .. لن ينجح الجنوب الآ بوجود قيادة مؤسسية مدعومة من الشعب ، ودعم من دولة او دول