آخر تحديث :الثلاثاء - 24 ديسمبر 2024 - 08:21 م

كتابات واقلام


‏التصالح والتسامح

الجمعة - 12 يناير 2024 - الساعة 04:39 م

فضل الجعدي
بقلم: فضل الجعدي - ارشيف الكاتب



شكل نهج التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الركيزة الصلبة لانطلاق مسيرة ثورة الحراك الجنوبي السلمي ، وتبديد الرهانات القائمة على تمزيق صف شعبنا وتشتيت قواه المناضلة ، كمدخل لإضعاف قضيتنا الأم وإشغال شعبنا في صراعات هامشية ، عن هدفه وغايته الأسمى باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدود الدولتين قبل مايو 1990م ، وحياكة المؤامرات والدسائس وتصدير الارهاب ضد شعبنا ووطننا . واستمرار محاولات تفكيك النسيج الاجتماعي الجنوبي ونشر الشائعات وتفقيس المكونات الهلامية هنا وهناك لضرب تسامح وتصالح ابناء الجنوب واضعاف ارادتهم وتمزيق صفهم المقاوم .

ان التصالح والتسامح من اروع القيم الإنسانية النبيلة التي تتخطى بها الشعوب عثرات الماضي للانطلاق نحو المستقبل وازدهار الاوطان وضمان حق الاجيال بالعيش الكريم والى جانب ذلك فالتصالح والتسامح هو جسر العبور بين الماضي والمستقبل ولا يمكن للشعوب ان تنهض قدما الى رحاب العصر بغير تكريس قيمة التصالح والتسامح كسلوك حقيقي على الارض ومحفز ملازم للتطور ونهضة الاوطان في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإنسانية .

ان تاريخنا العريق المليء بالمناضلين والشهداء والكثير من التضحيات يجب أن لا ننساه وان يبقى حاضرا دائما أمامنا كخارطة طريق نحو الانتصار واستعادة الدولة ، وعلينا التمسك بعهد هذا التاريخ العظيم الذي خطه شعبنا بأغلى الدماء واغلى التضحيات وان نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية والعمل بقلب رجل واحد لترسيخ مبادئ التصالح والتسامح والتعالي على الجراح والوفاء لدماء شهدائنا المناضلين لتفويت الفرصة على كل من يريد زراعة الفتن لتمرير مشاريع قوى التخلف والارهاب ، وان نعزز نهج الحوار كوسيلة حضارية لحل القضايا وإنهاء التباينات السياسية وتجسيد نهج التصالح والتسامح والتضامن كمدماك لتعزيز وحدة الصف الحنوبي ، وتقوية وتماسك لحمته ،، وان لا نهدر الحياة في الحقد والخلافات واستجرار الماضي ، وعلينا ان نتعلم ثقافة العيش المشترك في وطن ننتمي اليه جميعا .

سيظل التصالح والتسامح الصخرة التي تتحطم عليها مشاريع استهداف الجنوب وكسر ارادته ولقد اثبتت الاحداث صوابية هذه القيمة الاصيلة حين تداعى الجنوبيين من كل حدب وصوب للدفاع عن جنوبهم ومواجهة مليشيات الحوثيعفاش في غزوتهم الثانية في العام 2015 ثم خوضهم معارك التحرير في كل جبهات الجنوب حتى تحقق الانتصار وما تلاها من محطات كان اهمها تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي من كل الطيف السياسي في الجنوب كحامل سياسي للقضية الجنوبية التي غدت اليوم في مكانة عالية من الحضور الاقليمي والدولي .