آخر تحديث :الأحد - 22 ديسمبر 2024 - 11:29 ص

كتابات واقلام


رقصة السياسة والخطر في الشرق الأوسط: تهديدات فارغة ونتائج صفرية

الأحد - 22 ديسمبر 2024 - الساعة 12:26 ص

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب



في عالمٍ تحوَّلت فيه التهديدات إلى أداة سياسية حادة، تشهد العلاقات الدولية تصاعدًا في تبادل التهديدات بين الأعداء السياسيين. هل تحمل هذه التهديدات فعالية حقيقية أم تبقى مجرد ألعاب سياسية بلا جدوى؟ هذا السؤال يطرح نفسه مرارًا وتكرارًا.

وجود تنافس حاد بين إيران وإسرائيل يثير تساؤلات حول استقرار الشرق الأوسط، حيث يُروج الطرفان للفوضى والطائفية في الدول العربية. بالرغم من ادعاء إيران بأنها تسعى لتحرير فلسطين، فإن الواقع يكشف عن تبادل للتهديدات السياسية بينها وبين إسرائيل. إسرائيل قتلت إسماعيل هنية قائد حركة حماس الفلسطينية داخل إيران، فيما قتل حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان مع 300 قيادي من الصف الأول للحزب. دفع هذا إيران للرد بإطلاق 2000 صاروخ نحو إسرائيل، لكن النتيجة كانت مفاجئة: سقطت ضحية فلسطينية واحدة فقط دون أن تتعرض إسرائيل لأضرار جسيمة.

في سياق مشابه، استهدف حزب الله إسرائيل، لكن النتيجة كانت مدهشة: تدمير عمود كهرباء من دون خسائر بشرية، بينما تعرض لبنان للفوضى والدمار. هل نحن أمام حرب حقيقية تتخذ من السيناريوهات السياسية محورًا لها، أم نشهد مجرد مسرحية كوميدية تستند إلى التهديدات الفارغة؟

الحوثيون ادعو استهداف إسرائيل، لكن النتيجة كانت ساخرة: لم تحدث أي أضرار أو خسائر. قاموا بعمليات في البحر الأحمر، مما أثر بشكل كبير على مصر والدول المتشاطئة. هذه العمليات أدت إلى تهديد الملاحة البحرية واستهداف السفن التجارية والعسكرية، مما زاد من التوترات الإقليمية وأثر على الأمن القومي المصري.

إسرائيل ردت بالاستهداف المباشر للشعب اليمني من خلال استهداف ميناء الحديدة والبنية التحتية للطاقة في اليمن، مستهدفة بشكل مباشر الشعب دون إلحاق ضرر بقادة الحوثيين. هل تكمن وراء هذه الإجراءات مؤامرة تحاك ضد اليمن بتوجيه من إيران وتحالفها الإقليمي؟

وفي سوريا، كشفت التقارير عن وجود كميات هائلة من الأسلحة المخزنة هناك، حيث يدير الأمور الحرس الثوري الإيراني، الذي يدعي أنه يدعم الشعب الفلسطيني. ومع ذلك، لم نسمع يومًا عن أنهم أطلقوا رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل. وفي المقابل، دمرت إسرائيل كل الأسلحة المخزنة في سوريا.

الأوضاع في العراق غير مستقرة بفعل الفتن الطائفية والتدخلات الإيرانية المستمرة. السودان شهد تدخلًا إيرانيًا، وحال الدول التي تتدخل فيها إيران تظهر تدهورًا متزايدًا في وضعها المستقبلي.

بعد أكثر من 30 عامًا من التهديدات الإيرانية، نجد أن أذرعها العسكرية لم تكن سوى ضجيج فارغ. هل تعد هذه حرب العجائب التي تعتمد على التناقضات للسيطرة، أم أنها مجرد أداء سياسي تافه لا يراعي النتائج؟

هذه الحرب الفارغة تثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذه الصراعات المستمرة التي تتلاعب بمصائر الشعوب.