آخر تحديث :الثلاثاء - 24 ديسمبر 2024 - 09:17 م

كتابات واقلام


ذكرى التفويض والتأسيس

الجمعة - 03 مايو 2024 - الساعة 04:46 م

فضل الجعدي
بقلم: فضل الجعدي - ارشيف الكاتب


مثل الرابع من مايو لحظة مفصلية في مسار الثورة الجنوبية التحررية وكان الخيار الشعبي بالتفويض معبرا عن الحاجة الملحة لقيادة تلم الشتات وتوحد مسار النضال ، ليتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي كمنجز عظيم ورافعة سياسية للقضية الجنوبية وارادة تمخضت عن تضحيات جسام وكفاحات طويلة.

لقد كان اعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017م، تعبيرا عن الإرادة الشعبية الجنوبية ، في ذلك والالتفاف الواسع حول مشـروع استعادة الدولة،تمخض عنه تفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بإنشاء كيان سياسي لإدارة شؤون الجنوب ، على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبناءه ، وهو ما تحقق بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الحادي عشـر من مايو 2017م، والذي مثّل تتويجا لجهدٍ تراكميًا لنضالات شعبنا الجنوبي بمساريه السلمي والكفاحي ، الذي اختطهما الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية . وقد شكّل المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه حاملا سياسيا لقضية شعب الجنوب ، مختزلا ثلاثة عقود من الشتات واستطاع خلال سنوات قليلة أن ينتقل بالقضية إلى مراحل متقدمة عززت حضور الجنوب وقضيته الوطنية على مختلف المستويات وبات من الصعب تجاوزه أو الالتفاف على قضيته.

لقد بذل المجلس الانتقالي الجنوبي على مدى السنوات الماضية جهودًا مضنية وحراكًا واسعًا على مختلف الأصعدة والمستويات ، حقق فيها العديد من الإنجازات ، وأقام بنية مؤسسية صلبة لحمل أهداف شعبنا وإدارة شؤونه وحماية مكتسباته ، وتحقيق تطلعاته ، وإشراك الجميع في العمل الوطني . الى جانب قيادته الحرب على الارهاب والتصدي لمليشيات الحوثي.

انتهج المجلس الانتقالي الجنوبي الحوار وأكد التزامه وتمسكه به، ورغبته الحقيقية في الشـراكة مع كل القوى والمكونات الجنوبية في سبيل الدفاع عن حقوق شعبنا وحماية مكتسباته ، الحوار مع الجميع دون استثناء وهو موقف ثابت لن يتغير . كما عمل على تعزيز قيم التصالح والتسامح وتوظيفها لبناء وطننا ولضمان الذهاب الى المستقبل.

إن المرحلة صعبة ومفصلية ، وحافلة بالأحداث والمتغيرات المُهمة التي ستُرسم على ضوئها خارطة مستقبل منطقتنا ، وهو ما يتطلب مِنا أن نكون بحجمها وعند مستوى تحدياتها ، يقظين لأي محاولة لتشتيت الجهود ، وإهدار الطاقات في تباينات هامشية ، وان نمضي قدما لدعم نضالات شعبنا وتعزيز مكانته وحضوره ، وحماية قضيته الوطنية من أي استهداف أو إرباك يُراد به النيل من تطلعات شعبنا ومكتسباته الثورية وليكن يوم الرابع من مايو يوما وطنيا من ايام شعبنا الخالدة.