آخر تحديث :الثلاثاء - 19 نوفمبر 2024 - 06:13 م

كتابات واقلام


الى المجلس الانتقالي.. لا مفر من إتخاذ خطوات وطنية إنقاذية وتصحيحية شجاعة

الثلاثاء - 19 نوفمبر 2024 - الساعة 09:01 ص

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


لسنا بحاجة للتأكيد هنا مرة أخرى على تعقيدات الأوضاع وتفاقمها وخطورتها المتزايدة والمنذرة بالخروج عن السيطرة وتحولها إلى فوضى عارمة يصعب تخيل نتائجها ومآلاتها اللاحقة؛ وهي الغاية والهدف الذي تعمل كل الأطراف والقوى المعادية لشعبنا وبكل ما لديها من قدرات للوصول لحالة كهذه؛ والتي تختلط فيها الأوراق ويرتبك فيها الجميع؛ ويصبح التعامل معها بردات الفعل المشحونة بمشاعر الغضب الأعمى والمدمر هو سيد الموقف.

فالمشهد العام في الجنوب وبكل تجلياته بات معروفا للجميع ويعيشونه الناس واقعا وبكل آلامه ومرارته؛ وأصبح التعايش مع هذه الأوضاع أمرا صعبا بل ومستحيلا؛ فقد نفذ صبر الناس وتحملوا من المعاناة والعذابات والأوجاع فوق ما لا يستطيعون تحمله بعد الآن؛ لذلك ولغيره من الأسباب فإن الانتقالي مدعو في هذه الظروف الإستثنائية وبصورة عاجلة لإتخاذ خطوات وطنية إنقاذية شجاعة وعلى نحو لا يقبل التأجيل.

على أن يتم ذلك بالتعاون والتنسيق والتوافق الوطني مع بقية القوى السياسية والمجتمعية الجنوبية كتجسيد للشراكة الوطنية؛ ومع منظمات المجتمع المدني على تعدد صفاتها وفي المقدمة منها نقابات عمال الجنوب المختلفة؛ ومع كل شرائح وفئات وطبقات المجتمع الحريصة على قضية الجنوب ومستقبله؛ وأن يجعل من تصويب السياسات وتصحيح الأخطاء؛ وحيث يتطلب الأمر ذلك مدخلا ومنطلقا لتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا؛ وحماية لما قد تحقق من نجاحات ومكاسب وطنية؛ صارت اليوم قاعدة صلبة لمواصلة مسيرة شعبنا المظفرة نحو مستقبله وحريته؛ ولكنها مهددة بالإنتكاسة إذا ما أستمرت الأوضاع على حالها ودون تغيير حاسم وجدي.

ولعل قيادة الانتقالي تدرك أكثر من غيرها من أين وكيف تبدأ خطواتها؛ وبأي صورة تكون البداية الصحيحة؛ وأين مكامن الضعف وسوء الأداء وهزالة الإنجاز وعدم القدرة على فهم الطبيعة النضالية بشقيها الوطني والكفاحي؛ حيث يتعامل البعض مع مهماتهم بصورة روتينية وعلى هيئة موظفين لا يطمحون بأكثر من الحصول على ( الراتب ) نهاية كل شهر.

لذلك فإننا ندعو مجددا إلى إعادة النظر بالهيكلة التي تمت خلال الفترة الماضية وبما يحقق الخطوات التالية: -

أولا - اعتماد التغيير وليس التدوير كقاعدة في مجال اعادة الهيكلة واعتماد الطابع الوطني ومعياري الكفاءة والنزاهة كأولوية مطلقة؛ ففي ذلك يكمن النجاح ويسهل عمليا بقية الخطوات في بقية المجالات والميادين المدنية والعسكرية والأمنية.

ثانيا - تعزيز الحضور الوطني وبصورة أوسع وأشمل في تركيبة الهيئات العليا دون إستثناء؛ وفي مختلف الدوائر والمراكز واللجان المتخصصة الأخرى.

ثالثا - وضع أسس وضوابط ومعايير صارمة وموحدة للإختيار والتعيين في كل قوام المجلس؛ وبما يضع حدا لأي إعتبارات أخرى وبأي صورة كانت؛ غير الكفاءة والنزاهة والمؤهل الذي يمنح صاحبه المرور إلى أخذ موقعه في هذا المكان القيادي أو ذاك.

رابعا - إعطاء النساء والشباب المكانة المناسبة واللائقة التي تعكس الثقة بالقدرات الكامنة عند المرأة إذا ما أعطيت لها المواقع القيادية التي تستحقها؛ وألا يكون دورها شكليا وديكوريا؛ أو جعلها مجرد تكملة عدد؛ وكذلك الحال ينطبق على الشباب؛ فهم الطاقة الخلاقة والمبدعة ويمتلكون الجرأة اللازمة في تنفيذ المهام وتحدي الصعوبات والمخاطر.

خامسا - وأخيرا ندعو مجددا إلى ضرورة اعادة ترتيب وتقييم التحالفات القائمة وبما يخدم قضية شعبنا ويجنبها الوقوع في شر المشاريع التي تطبخ اليوم وبأكثر من عنوان؛ وبأشكال وصور متعددة ومن أكثر من مصدر - داخليا وخارجيا - علنية وسرية.

وندعوه للتفكير جديا بعملية الإنسحاب من الشراكة مع الشرعية أو تعليقها على أقل تقدير؛ ونجدد هنا دعوتنا مرة أخرى والمتمثلة بإقدام المجلس الانتقالي على تشكيل مجلس إنقاذ وطني جنوبي برئاسته ويشمل كل الطيف السياسي والمجتمعي؛ كحالة إنقاذ مرحلية؛ أو غيرها من البدائل الإنقاذية الوطنية التي أصبحت ضرورة وطنية وتاريخية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

*صالح شائف*