آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 10:47 م

كتابات واقلام


للإمارات عشق لاينتهي

الثلاثاء - 23 يناير 2018 - الساعة 05:11 م

م. لطفي بن سعدون
بقلم: م. لطفي بن سعدون - ارشيف الكاتب


قبل ستة واربعين عاما بزغت شمس الإمارات في سمائنا العربية في يوم من أيام العرب الخالدة , ففي ذلك اليوم أعلن حكيم العرب الشيخ زايد رحمة الله تغشاه ,وأسكنه فسيح جناته تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.لم تكن الفرحة محصورة لدى الإماراتيين فقط ولكنها دغدغت مشاعر كل العرب من المحيط إلى الخليج لهذا الوهج الوحدوي الذي برز من جديد في دنيا العرب بعد إفشال الأعداء للوحدة المصرية السورية. وكان الحضارمة والجنوبيون أول من تفاعل مع هذا الحدث فأنطلقوا زرافات ووحدانا صوب هذه الدولة الوليدة لينهلوا من خيراتها ويسهموا في إعمارها بعد أن ضاقت بهم السبل في بلادهم وفي مهاجرهم الغير عربية , ولوجود قائد عربي وحدوي مسلم لا يظلم عنده أحد.لم يكن المهاجرون الجدد غرباء في هذه الأرض المباركة ففيها قبائل عربية عريقة لها إمتداداتها في حضرموت والجنوب واليمن وقامت الدولة الوليدة بتسهيل إقامتهم وعملهم , وصهرهم فيما بعد ضمن الهوية الإماراتية , وبمتابعة شخصية من القائد الوحدوي الشيخ زايد.تلك كانت بدايات سيل الخير الإماراتي تجاه إخوانهم في حضرموت والجنوب واليمن ,الذي ظل دفاقا ليسهم في تعمير اليمن من خلال مشروع الحياة الأستراتيجي لبناء سد مأرب وإستصلاح أراضي الجنتين وبناء مئات المستشفيات والمدارس ومشاريع المياه وتأهيل العمالة وبناء القاعدة الإعلامية وتقديم الإغاثة والعلاج لآلاف اليمنيين ,ناهيك عن الدعم المالي المهول للحكومات اليمنية المتعاقبة المقدرة بمليارات الدولارات. وفي وقتنا الراهن ومنذ بداية الأزمة اليمنية في عام 2011م بذلت دول الخليج وبضمنها الإمارات جهودا كبيرة لحلها , ووأد الفتنة التي أطلت برأسها,حتى تم التوصل الى المبادرة الخليجية التي رضيت بها كل الأطراف ,وتبعها إنتخاب الرئيس هادي ثم مؤتمر الحوار وكادت الأمور أن تصل إلى بر الأمان.ولكن جنون العظمة وأطماع السلطة عند الحوثي و عفاش ,لم تجعلهم يتقبلون خروج الحكم من قبضتهم الزيدية,فتحالفا معا ,لتدمير كل ما تم التوصل اليه من إتفاقات ,وأنقلبا على الشرعية بقوة السلاح,وأدخلا اليمن في أتون هذه الحرب الظالمة التي أحرقت الأخضر واليابس وزرعت الموت والدمار في كل أرجائه ,وتحالفا مع إيران لفرض هيمنتها على اليمن وطعن الخاصرة الخليجية في مقتل بمبلغ بخس .ومن هنا كان لابد لدول الخليج بقيادة السعودية والإمارات ,ان تتصدى لهذا المشروع الإيراني الحوثي العفاشي ,ووقف زحفه على كل اليمن ووأده في مهده ,بإعتباره مشروعا للموت, لايستهدف فقراء اليمن والجنوب وحضرموت فقط ,بل كل الحياة فيها وفي دول الخليج .فكانت عاصفة الحزم التي أنطلقت في 26/مارس/2015م لتدك الترسانة العسكرية وجيوش الحوثي وصالح في صنعاء وكل اليمن ,وتدمير وسحق كل آلة الدمار التسليحية والبشرية التابعة لهم, التي بناها عفاش والحوثي ,من فلوس المساعدات السعودية والإماراتية والخليجية ومن عرق ودماء فقراء شعبه ومن الثروات المنهوبة من حضرموت والجنوب ,وتوقف زحفه نحو عدن وكل الجنوب ومأرب , للسيطرة الكاملة على اليمن، وتهديد أمن المملكة وكل دول الخليج ,بإعتبارالإنقلابيون يشكلون رأس الحربة الإيرانية الموجهة ضد دول الخليج. ومرة أخرى كان نهر الخير الإماراتي دفاقا بغزارة تجاه إخوانهم في اليمن والجنوب وحضرموت وقدم أبناء زايد الخير هذه المرة , وتنفيذا لوصية أبيهم تجاه اليمن , كل إمكانياتهم بسخاء منقطع النظيرمالا وسلاحا وتدريبا وأسودا مقاتلين , وقدموا الدعم العملياتي والتسليحي للمقاومات الشعبية والمشاركة القتالية الميدانية في الضالع وعدن ولحج وأبين وشبوة ومارب والجوف وتعزوحضرموت والساحل الغربي.وشاركت القوات الإماراتية بفعالية في معارك تحرير هذه المناطق ودمرت مشروع الموت العفاشي الحوثي الإيراني الإرهابي على أبوابها وإمتزجت دماء شهداء الإمارات بدماء شهداء هذه الأرض .وفور تحرير الأرض من قبضة الإنقلابيين والإرهابيين قامت ولازالت, إمارات الخيربإعادة مشروع الحياة اليها , من خلال بسط الأمن وإعادة تفعيل خدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وتقديم الإغاثة وبدء الإعمار في كل مناحي الحياة وبسط هيبة الدولة في المناطق المحررة,.ولازالت جهودها مستمرة ضمن التحالف العربي لتحرير صنعاء وإسقاط المشروع العفاشي الحوثي الإيراني القطري الإخونجي بالكامل. وبالرغم من كل هذه الصفحات البيضاء التي قدمتها إمارات الخير بكل سخاء لكل بلادنا إلا إننا نجد إن كثيرا من أعداء الخير والحياة وأصحاب عقليات وثقافات القوة والفيد والنهب والغطرسة وإلغاء الآخر من النخب الحزبية والسياسية والقبلية والفكرية والإعلامية اليمنية وأتباعهم من بعض الجنوبيين والحضارمة سواء في معسكر الإنقلابيين أو في معسكر الشرعية, لازالوا مستميتين في شن الحملات الإعلامية المحمومة لتشويه الإمارات وخلق البلبلة وخلط الأوراق ومحاولة تأليب الرأي العام في بلادنا والإقليم والعالم ضدها وتلعب فضائيات وإعلاميات الحوثي واللاتي والقطري والإيراني والإخواني والإصلاحي, دورا مستميتا في هذا الجانب.وسننتطرق الى ذلك بالتفاصيل في مقالات لاحقة بإذن الله. ولكل هذه الأبواق المعادية نقول سبق السيف العذل وهيهات لكم أن تنجحوا في مسعاكم, فمحبة الإمارات وقادتها وشعبها قد تغلغلت في أفئدة الحضارمة والجنوبيين واليمنيين, وشواهدهم راسخة رسوخ الجبال في عدن وحضرموت ومأرب والساحل الغربي وسقطرى وشبوة وأبين ولحج والمهرة, وللأمارات عشق لا ينتهي في قلوب كل بسطاء بلادنا إلى أبد الآبدين. *ناشط سياسي وإعلامي وأجتماعي