آخر تحديث :الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 - 02:10 ص

ثقافة وأدب


(مرايا من ورق) : صورة من الداخل!!

الثلاثاء - 14 فبراير 2023 - 11:00 م بتوقيت عدن

(مرايا من ورق) : صورة من الداخل!!

ناصر بحَّاح

#في مجموعتها القصصية الصادرة حديثاً،وهي الأولى لها، والموسومة بِ (مرايا من ورق) تضعنا القاصة الواعدة الكاتبة الآسرة (صوفيا الهدار) -تضعنا وجهاً لوجه أمام مصفوفة من المآلات التي صيرتْنَا إليها الحياة في السنوات العجاف الأخيرات الموبؤة بما لايحصىٰ من الصور والهيئات المُحزنة التي أصابت، ولم تزل صُعد حياتنا المختلفة من سياسية إلى إقتصادية، وإجتماعية، بل وثقافية، وإنسانية (عاطفية) وكأني بها قد تزودت بعدتها السردية (الخاصة) وحملت(كاميراها) ذات الأضواء الكاشفة لكل تلك المساوئ، والمنغصات، والمصاعب إن لم أقل المصائب والويلات التي إبتلانا بها(زمنٌ من ورق) لا يجيد سوى الكلام، والكلام فقط، وسوف يجد القارئ لهذا المجموعة -محل الإشارة-أكثر من شاهد وأبلغ من دليل على ماذهبتُ إليه وهو يطالع النصوص السردية الواقعة بين دفتي مجموعة (مرايا من ورق)!!.
#اللافت لدى القاصة الناشئة أنها قد أقدمتْ علىٰ تشريح واقعنا ونقده، والوقوف ضد عيوبه دون صراخ وعويل، وسلكتْ بمهارة ملحوظة تقنية السرد(سهل الممتنع) معتمدِةً على تجربتها السردية الخاصة، والاشتغال الماهر علىٰ (إقرأ مابين السطور).

ومع الوضوح السلس الذي تميزتْ به الكاتبة في جُلِّ -إن لم أقل -كل أقاصيصها إلاأننا لانعدم وسيلة للمُضي نحو تأويلات شتىٰ لنرىٰ أنفسنا في (مرايا ورقية) يجد الجميع فيها نفسه مكشوفاً علىٰ نفسه فرادةً،ومجتمعاً!!.

لقد سعدتُ بقراءة هذا المجموعة القصصية المكثفة النصوص، وكأني بكاتبتها قد تمثلتْ بوعي منها أوبدونه مقولة العظيم(آرنست همنجواي) :"إذا أردت ان تكتبَ بجودة عليك أن تجعل من الفقرة عبارة، ومن العبارة جُملة، ومن الجُملة كلمة!! أوهكذا قال"!!

#وهكذا فإن الغالب الأعم من أقاصيص مجموعة (صوفيا الهدار) جاءت شديدة الكثافة، غزيرة المغزى، عميقة المعنى!!
وهو أمر يُحسبُ لها، ولسرديتها المائزة
#إلى ذلك لن أنسىٰ في هذه التناولة الانطباعية العجلىٰ أن أشير إلى تقنية (التقطيع السينمائي )التي لجأتْ إليها القاصة بفنية لافتة
#أُنظر قصة":(نصف ساعة) مثالاً لاحصراً.
أوقصة :(فرصة ثانية) وهكذا.

#أخيراً كم هي كثيرة الأقاصيص التي حوتها هذه المجموعة التي جاءتْ في معظممها على لسان (المتكلم-الرجل) لعل الكاتبة هنا أرادت أن تقول لقارئها :(ليس هناك :"أدب نسائي" وآخر رجالي، هناك دوماً(أدب إنساني)!!
وهذه (صوفيا الهدار) كما قرأتها سريعاً في باكورة إنتاجها السردي :(مرايا من ورق).
#ناصر بحّاح#.