آخر تحديث :الأربعاء - 30 أكتوبر 2024 - 08:02 م

كتابات


الأمم المتحدة وخديعة السلام ..!

الخميس - 16 مايو 2024 - 12:53 م بتوقيت عدن

الأمم المتحدة وخديعة السلام ..!

كتب / ناصر التميمي


مر أكثر من عقد من الزمن والأمم المتحدة تتغنى باحلال السلام في اليمن بين جميع الأطراف الموجودة على الأرض ،ولم يحصل لا سلام ولا أي حاجة من هذه النغنة الهلامية التي ترددها لنا الأمم المتحدة على مدى سنوات ،منذو أن جاءت بجمال بن عمر إلى يومنا هذا ونحن محلك سر مندوب يذهب بعد أن جمع له نايريد من الأموال ،ويأتوا لنا بمندوب جديد ويعمل لنا نفس الفيلم ونفس الموال وصروح ومرواح من هنا إلى هناك ،والقصة نفس القصة ،والحكاية نفس الحكاية ،والكلام نفس الكلام وهلمجرا من الإحاطات والبيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،ويستمر في الرقص على أوجاع الغلابى سنة وراء سنة ،ويذهب بخفي حنين كسابقيه والنتيجة لا شيء .

نحن في الجنوب قد تعرضنا لضربة قوية مما يسمونها الأمم المتحدة زورا وبهتانا ،عندما نشب الصراع بين السلطة في الجنوب السابقة ونظام صنعاء ،وأرسلت الأمم المتحدة مندوبها الأخضر الإبراهيمي الذي ظل يتردد بين عدن وصنعاء وبعض العواصم الأجنبية والعربية ،ولم ينجح في إيقاف نظام صنعاء عن اجتياح الجنوب ،رغم صدور قرار دولية من مجلس الأمن الدولي ٩٢٤ ،٩٣١ ،فلم يستطيعوا حتى تنفيذ قراراتهم التي أصبحت مجرد حبر على الورق ،والطامة الكبرى أنهم تعاطفوا من نظام صنعاء وأعطي له الضؤ الأخضر بإجتياح الجنوب ،ووقفت الأمم المتحدة ومجلسها المسمى مجلس الأمن الدولي موقف المتفرج على كل الجرائم التي ارتكبها الإحتلال اليمني بحقوالجنوب ،بالعكس بل باركوا ما أساه نظام صنعاء انتصار ،فنحن في الجنوب خدعنا من قبل الأمم المتحدة في عام ١٩٩٤م عندما هرولنا وراءها ،واحتل جنوبنا ،ولا حققت لا سلام ولا حاجة ،بل عادها إلا كانت في خط موازي للإحتلال اليمني ،ومنذو ذلك العام المشؤوم علينا في الجنوب ،كرهت ما تسمى الأمم المتحدة ،ولم أعد أثق فيها ولا في منظماتها التابعة لها لأنه انكشف غطاها وعرفت أنها تبيع للشعوب المضطهدة والمحلتة إلا السراب ،والدليل ما يجري لاهلنا في غزة من إبادة جماعية .

لو كانت الأمم المتحدة تريد احلال السلام لفعلت ذلك في حينه ،لكنها لها حسابات أخرى وتريد تحقق أهداف خفية ،وتريد تمكين طرف على آخر ،بالله عليكم عودوا قليلا إلى الوراء ،وبالتحديد إلى عام ٢٠١٨م من الذي أوقف القوات الجنوبية عندما كانت على بعد اثنين كيلوا من السيطرة على الحديدة ،نفسها الأمم المتحدة التي أعادت الروح من جديد في المليشيات الحوثية بعد ان كانت على وشك السقوط ،وهل هؤلاء يريدون احلال السلام ،طبعا لا وألف لا الأمر وما فيه أنهم يريدون تمكين المليشيات الحوثية من السيطرة على الشمال والجنوب ،والشواهد على ذلك كثيرة جدا ،حتى الطفل الصغير يعرف ذلك .

على قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي ،ان تكون حذرة من السلام المزعوم الذي تروج له الأمم المتحدة ،وبعض الدول التي تريد تحقيق مصالحها على حساب شعبنا الأبي ،بالله عليكم ياجماعة يريدونا نذهب إلى مباحثات السلام ،وشعبنا يعذب بحرب الخدمات والرواتب والغلاء ،من المفروض على الدول التي تتحدث عن السلام أولا : دعم شعب الجنوب واعادة الخدمات إليه وفك الحصار المفروض عليه من قبل بعض الدول التي تدعو للسلام، وهي من تقف إلى جانب القوى اليمنية التي تتلذذ بمعاناة شعبنا ،شعب الجنوب ليس بحاجة لسلام مفخخ ،شعب بحاجة لمن يدعمه من أجل نيل استقلاله وحريته ،لقد جربنا السلام مع هذه القوى ،ووقعنا معهم أكثر من اتفاقية وكلها ذهبت ادراج الرياح .

شعبنا يعذب من قبل القوى اليمنية ،وكيف سنذهب معهم إلى سلام ،هذا كله كلام فاضي ،ولا يمكن لأي سلام أن يتحقق مع من يعذب شعبنا، مهما وقعنا أي اتفاقيات فلن تنقذ ،ما معنا إلا طريق واحد فقط ،هو ليس سهلا بل صعبا وسيكلفنا الكثير ،لكنه هو الطريق الوحيد الذي سننتزع به دولتنا ،وهو طريق الكفاح المسلح ،وكما قال جمال عبدالناصر ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة ،وسيأتي العالم كله إلينا ،اما أن نظل نلهث وراء سلام لا يزال مجرد سراب ،وكما يقول المثل الحضرمي ،خط في ماء ،وعلى قيادتنا أن تختصر الوقت من أجل إنقاذ شعبنا من جحيم حرب الخدمات ،والشعب معهم والى جانبهم وخلف الرئيس القائد عيدروس الزبيدي .