آخر تحديث :الثلاثاء - 24 ديسمبر 2024 - 09:39 م

كتابات واقلام


الخوف من التغيير

الثلاثاء - 29 أكتوبر 2024 - الساعة 06:12 م

حسين أحمد الكلدي
بقلم: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب


في يوم كان جميلا ورائعآ في كوانزو عندما ذهبت الى المعرض الدولي كانتون فير للعمل واثناء تجوالي التقيت يصديق عزيز هناك واخذنا استراحة قصيرة برهة من الوقت لاحتساء القهوة معا وتجاذب الحديث رغم ان الوقت كان مليء بالعمل المكثف ودار حديثنا عن الكيفية التي قدمت بها المصانع عروضها من الابتكارات الحديثة للمنتجات وما يعانيه الجميع من قوة المنافسة الشديدة للاسعار والتشابه الكبير في المنتجات وتطرقنا الى الكيفية التي يتم بها التغيير لطبيعة العمل الحالي وماهي الطريقة الاكثر نجاحا التي تساعدك في تخطي مرحلة الخوف والتردد من التغيير للعمل الحالي بعد سنين طويلة من الخبرة والمعرفة في مجال عملك وكان لي بهذا الصدد مع صديقي بعض الأفكار التي طرحتها عليه منذ فترة طويلة عندما سئلني عن طريقة التغيير الى عمل اخر وماهي الطريقة الاكثر نجاحا ولكن كنت الاحظ عليه عدم الجدية نحو طريق التغيير وحتى انه لم يتحرك قيد انملة نحو ذلك بالرغم من اني طرحت له عدة مشاريع ناجحة جدا في السوق لكن لم يقوم بالبحث اوالحركة في الطريق للبدء في تنفيذ تلك الخطة التي طرحتها عليه للتغيير وقد تحدثت له بشفافية ان كل الافكار لايتم ظهورها ولا يتم نجاحها الا بالمجازفة المحسوبة والمدروسة لاي عمل جديد اذا كانت تلك الافكار تفيد المستهلكين من العملاء المستهدفين وتحدث فارقاء هاما في السوق اذا كان للمنتج او للخدمة فائدة تمس حياة المجتمع ولكن يجب دراسة المنتج او الخدمة والسوق الذي تريد استهدافه قبل البدء وهذه الملاحظات هامة جدا عند الحاجة في دخول السوق ايضا يجب ان تتحلى بالجراءة وان يكون لديك الاستعداد لمواجهة المخاطرة والمجازفة وان تدرك ان مجال الاعمال يحتاج للمغامرة والشجاعة والصبر والمثابرة وان تحتفظ بخططك الخاصة فيك وتستمر في العمل على تنفيذها ورعايتها اذا تريد ان تصبح من اصحاب الصدارة وتكون مخلصا لرؤيتك وصادقا مع نفسك واحلم باحلام كبيرة وعظيمة ولاتكن من يخشون السير في سبل جديدة ويخافون من مواجهة الصعوبات التي تواجههم ولهذا يجب ان تدرك ان العظماء يواجهون مخاوفهم ويخاطرون في حياتهم من اجل اثراء تجربة جديدة وتبني الافكار الجبارة التي لم تخطر على بال احد من المنافسين ومن طرق النجاح بان لا تكون المنافسة هي ماتحدد هويتك ولكن انت من تحدد هويتك عندما تتبنى وجهة نظر خاصه فيك وتؤمن بها بعمق . وبمجرد ان تعرف افضل يمكنك ان تؤدي افضل . ومن هذا المنطلق نرى ان معظمنا لايحب تجربة شيء جديد خوفا من الفشل وهنأ تكمن اول المخاطر وهي (الخوف ) والمثل يقول اول طرق الفشل هو الخوف من الفشل ولكن عليك اولا ان تواجه الخوف وتعالج تخوفك بالمواجهه لانه لايمكن ان يكون نجاح بدون فشل . وهناك توجد معضلة اخرى هامة وفاصلة وهي انعدام الثقة بالنفس عندالاقدام على التغيير لان بعض الناس يتسمون بالتشائم ويصدرون الاحكام مسبقا قبل البدء والدخول في اي عمل جديد فلا تقول انا لااريد المغامرة او انا كبير بالعمر او انا لاافهم او غير مهيأ في الوقت الراهن لذلك العمل ولا استطيع التعامل مع المتغيرات الجديدة التي تحدث في السوق وهؤلاء يستمرون في التسويف والاستمرار في الوقوف بنفس المكان الذي هم فيه دون بذل مجهود للخروج من الازمة رغم استمرار الخسائر التي تلحقهم عندما يتوقفون بموقعهم الحالي وهذا شيء مؤسف لايعلمون ان الفشل مجرد جانب رئيسي من ادراك النجاح ولايمكن ان يكون نجاح بدون فشل . وهذه اكبر المعوقات في طريق النجاح ولهذا يجب عليك المحاولة وتبداء فانت لاتعرف النجاح ابدا اذا لم تحاول البدء في تحدي مخاوفك ولذلك اريدك ان تدرك ان الالف ميل يبداء بخطوة نحو الامام .