آخر تحديث :الأربعاء - 30 أكتوبر 2024 - 08:02 م

كتابات


فضيحة.. الماكينة العسكرية للجيش الإمريكي و تضخيم المواجهة مع الحوثي

الثلاثاء - 02 يوليه 2024 - 05:57 م بتوقيت عدن

فضيحة.. الماكينة العسكرية للجيش الإمريكي و  تضخيم  المواجهة مع الحوثي

كتب /خالد سلمان

‏تتجه الماكينة العسكرية للجيش الإمريكي على لسان قادتها نحو تضخيم المواجهة مع الحوثي، حد القول أنها لامثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية ، وهو قول مخاتل أو يقدم أنصاف الحقائق، فمن جهة نعم الحوثي قوي بما هي عليه الأطراف الداخلية الأُخرى ،من ضعف مقصود وتهميش مدروس ، وهو ضعيف في الوقت ذاته بمقارنته مع جيوش بحجم الولايات المتحدة وبريطانيا ، وعموم أوروبا.

تضخيم قوة الحوثي إمريكياً يأتي لتوفير المبرر، للهروب من أسئلة المهتمين بالمنطقة ،حول أسباب عدم الحسم وإطالة أمده ، والتعاطي مع هجمات الحوثي بقدر كبير من المراعاة حد التدليل ، وتقطير الضربات بما لا تخرج عن قصف مسيرة هنا وصاروخ هناك ، دون تقويض البنى العسكرية والقاعدة التحتية التسليحية وتوسيع بنك الأهداف ، وهي معلومة للإمريكان بالضرورة.

وهناك إتفاق يشبه إتفاق الجنتلمان ، تتلاقى فيه الحسابات ويتم ترسيم قاعدة الإحتكاك ، حيث تأخذ الطابع الرقمي: عدد كم صارخ حوثي يقابله كم هجمة إمريكية ، مع الحفاظ على الخطوط الحمراء المستوعبة حوثياً : الإقتراب من الأساطيل والمدمرات الأمريكية، وهو الخطأ المميت إن أراد الحوثي الإنتحار، من الإطاحة بأكبر رأس سياسي قيادي حتى أصغر قائد ميداني.

ليندر كينج في المنطقة بين الرياض ومسقط ، يحمل في حقيبته اللاءات المكررة والجزرة، حيث فك الإشتباك المنخفض مع الحوثي في البحر الأحمر ،يقابله تعميده طرفاً رئيساً ومنتفعاَ أكبر من العملية السياسية ،وفي الأفق المنظور ترتيب صفقة سريعة ،عنوانها وقف الهجمات مقابل إعادة النظر بالإجراءات الإقتصادية للحكومة الشرعية، وإن لم تكن بالأمر المباشر ،فبتخريج صيغ تلتف على تلك الإجراء المالية ،الموجعة للحوثي كياناً سياسياً وآلة حربية.

تدرك الإدارة الأمريكية أن أفعال الحوثي بالنتيجة يخدم مصالحها الإستراتيجية ،يشرعن لحضورها المسلح في المضائق المائية الدولية، ويؤسس لمتلازمة بقاء النظام الخليجي مرهوناً ببقاء القوات الأمريكية في المنطقة.
الحقيقة أن الحديث عن قوة الحوثي ، عملية تشبع غرور الجماعة ، وتطيل الحبل السري لبقاء سيطرتها على الداخل، المؤجلة كل استحقاقاته الحياتية على شماعة الحروب المتناسلة ، مع ان واشنطن تدرك جيداً أنه -الحوثي-قوة ليست خرافية ليست مهولة وليست عصية على الإحتواء ، هو قوي تجاه ضعف الشرعية ، وهش بما لايجوز معه القياس ، أمام القوة الأمريكية العالمية الأعظم.

في نقطة ما ، عند منعطف ما ، ستتعزز المصداقية الحوثية المضروبة شعبياً ،وتُحدِث إنعطافة حاسمة ، تلك الإنعطافة تكمن في استهداف بالإصابة المباشرة أصغر قطعة عسكرية إمريكية، وسقوط جندياً واحداً ، ومادون ذلك يبقى الحوثي مجرد قرصان سفن مدنية ، وقوة هامش حركته مسوح به إمريكياً.