آخر تحديث :الأربعاء - 30 أكتوبر 2024 - 08:02 م

كتابات


قضية عشال "عادلة" حولتها السياسة إلى قميص عثمان لتخوض بها القبائل المتناحرة حروبها الخاصة

الخميس - 11 يوليه 2024 - 09:29 م بتوقيت عدن

قضية عشال "عادلة" حولتها السياسة إلى قميص عثمان لتخوض بها القبائل المتناحرة حروبها الخاصة

كتب /خالد سلمان

‏قضية عشال القضية العادلة التي سرقتها السياسة ، حولتها إلى قميص عثمان تخوض به القبائل المتناحرة حروبها الخاصة ،ترفعه عنواناً لها ، في ما هي لا تسعى جادة إلى تفكيك الغموض حول مصيره.

الجميع خرج من تحت الأرض ومن الزوايا قليلة الضوء ليتصدر المسرح ويبسط على الواجهة ، ويقدم نفسه جودو المنقذ، صاحب الحق في تبني قضية الرجل ، وإزاحة أهله وذويه خارج الصورة، كطرف أصيل في الحديث عن مظلومية إبنها.

الجميع إحتشد وجيش الجيوش ودعا للمليونيات، وأمتد الإختراق إلى داخل بعض ضباط المؤسسة العسكرية وهم فرادى ، وتداخلت مصالح عدة لإنجاز هدف واحد الإطاحة بالإنتقالي ،أطراف مشتركها واحد ومرجعياتها متعددة، من الإسلام السياسي بشقيه الحوثي الإخواني ، والشخصيات الماضوية التي تحلم بالعودة لحكم عدن ، وشيوخ الفتنة وتجار الأزمات والحروب ، وألتحق بالركب أجنحة في الشرعية، تجهر بالمطالبة بالزحف من تعز إلى عدن، في مشهدية تعيد التذكير بغزوتي عام ٩٤ وغزوة خيبر، وهو التطور الذي يشي أن العلاقة تحت سقف الشرعية محتقنة وليست على مايرام.

من غير الموضوعية أن نبرأ الإنتقالي وهو المستهدف، من المسؤولية ، إذ يعيش حالة من الإختلالات تستوجب التصحيح، حيث يحتل منتصف المسافة ، إختلطت عليه المفاهيم بين وضعه ككيان ماقبل الدولة يحتفظ بتضحويته وطهارته الثورية ، وبين تسمية نفسه دولة حان وقت الإنتفاع بالغنائم والمزايا ، مافتح شهية الجميع وقص شريط التزاحم على شغل الوظيفة العامة بكل امتيازاتها ، وتراجع وهج المشروع لصالح بريستيج السلطة والوجاهة ، بما يعنيه من إنفاق غير مقنن ، ومستفز في كثير من الأحيان لبيئته التي تكابد شظف العيش .

الإنتقالي مسؤول من موقعه القيادي بهذا القدر أو ذاك عن الإنفلات الأمني ، وتعدد الأجهزة وغياب غرفة عمليات مشتركة، وتحديد مهام كل جهاز على حدة ، وفي وضع كهذا يصبح الإنتقالي في واجهة كل شيء :من تردي الخدمات إلى الإنتهاكات ،ومن فوضوية الأجهزة وعدم خضوعها للمستوى السياسي، إلى لوبيات الفساد ومافيات الأراضي وحروب السيطرة على الثروات وهي معارك مغطاة سياسياً.

نسي الإنتقالي أن هناك في الضفة الأُخرى من يراقب أداءه بتحفز يرصد عثراته ، يبتهج للفوضى التي تسود أجهزته ويبني خطوته التالية، على الأخطاء المتراكمة بإنتظار النقطة التي تفيض الكأس ، وهو ماحدث في خطف عشال ، الذي فرز المجتمع بين -وهم اكثرية ساحقة -متعاطفين ملتفين حول قضيته، داعين لتكسير سلطة البطش الأمني المتعدد، وبين أقلية تستثمر في هذا الألم الإنساني سياسياً ،تجيش وتحشد وتتجه بحمولتها العدائية نحو معقل الإنتقالي عدن، وهي من عناوين ماكيناتها التعبوية الإعلامية والجهات الإقليمية الداعمة ، ستسعى إلى إشعال الحرائق والدفع نحو حمام دم، يقرّبها خطوة نحو وصم الإنتقالي بالدموية، وتنقل المواجهات إلى مستوى آخر ،تزيح عشال من بؤرة الضوء لتحل محله شعارات التنادي لتشكيل الجسم البديل.

في لوحة أوسع لايمكن فصل التقاطعات عن بعضها: حرب عسكرية ضد قوات الإنتقالي على خطوط التماس مع الحوثي ، عمليات إرهابية في شبوة وابين ،ضخ الأموال لتشكيل كيانات متعددة، تنازع الانتقالي التمثيل، أبعاده عن مفاوضات مسقط والقفز على تفاهمات الرياض بشان الوفد التفاوضي المشترك ، إضعاف الوضع الأمني وإختراق معاقل سيطراته، واخيراً الوصول إلى الوجهة السياسية الهدف الأساس: إخراجه من مشاريع التسوية المنقوص منها مشروعه ، الداعي إلى الإفتكاك من مركزية الدولة الواحدة، والعودة إلى وضع ماقبل ٩٠، وهو خيار ليس مطروحاً على طاولة الحل النهائي وبتوافق الإقليم والرعاة، وبالتالي يراد للإنتقالي أن يكون كياناً فائضاً عن حاجة التسوية.