آخر تحديث :الأحد - 22 سبتمبر 2024 - 02:35 م

الصحافة اليوم


العرب اللندنية: الحوثي يرغم نشطاء ومصورين على نشر منشورات تدّعي أن إحياء عيد سبتمبر يهدف لزعزعة الأمن والسكينة العامة

الأحد - 22 سبتمبر 2024 - 12:06 م بتوقيت عدن

العرب اللندنية:  الحوثي يرغم نشطاء ومصورين على نشر منشورات تدّعي أن إحياء عيد سبتمبر يهدف لزعزعة الأمن والسكينة العامة

عدن تايم/ العرب

وسع الحوثيون من حملة الاختطافات المستهدفة للداعين للاحتفال بثورة 26 سبتمبر إلى محافظة الحديدة غربي اليمن، بعدما شملت العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، وذلك لتزامن الاحتفالات مع ذكرى انقلابهم على الشرعية، الأمر الذي جعلهم ينظرون إليها كتهديد خطير لبقاء واستقرار سلطاتهم الهشة.

وقامت ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن عام 1962 ضد المملكة المتوكلية اليمنية، حين تم إعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية بدلاً منها، وأعقبتها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية المدعومين من السعودية (الملكيين) والموالين للثورة وللجمهوريّة المدعومين من مصر (الجمهوريين) واستمرت الحرب ثماني سنوات (1962 ــ 1970).

وأفاد موقع محلي نقلا عن مصادر محلية اليوم الأحد بأن جماعة الحوثي اقتحمت في مدينة الحديدة منزل عباس الحرازي عضو هيئة التدريس بجامعة الحديدة وتقوم باختطافه واقتياده لجهة مجهولة على خلفية كتابته منشور عن عيد 26 سبتمبر في أحد قروبات الواتس .

وأضافت المصادر ان اختطاف الحرازي أستاذ اللغة الانجليزية في كلية التربية جامعة الحديدة يعرض الأكاديمي للخطر كونه في ستينات العمر ويعاني من عدة أمراض مزمنة .

وأكدت المصادر أن جماعة الحوثي في محافظة الحديدة قامت باستدعاء نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي والمصورين إلى فندق فايف ستار وحذرتهم من الخروج أو نشر أي محتوى متعلق بثورة 26 سبتمبر وإرغامهم على نشر منشورات تدّعي أن إحياء عيد سبتمبر يهدف لزعزعة الأمن والسكينة العامة.

وارتفعت وتيرة الدعوات لاحتفال المواطنين بذكرى ثورة 26 من سبتمبر في مناطق سيطرة الحوثيين، خاصة في كل من محافظات صنعاء، وإب، والحديدة، وذمار، والبيضاء.

ورغم حملة القمع والترهيب التي نفذتها الجماعة العام الماضي، من خطف واعتقالات وتعذيب، بمناسبة الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر، والتي طالت أكثر من 1500 شخص تم اختطافهم في غضون أيام قليلة، إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين، أو يحجمهم، من الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى هذا العام، عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وبحسب وسائل إعلام يمنية فقد اختطفت الجماعة، منذ مطلع سبتمبر الجاري، العشرات من المواطنين، بينهم قيادات قبلية وحزبية، وصحافيين وناشطين. كما لم يسلم منها طلاب الجامعات والمدارس، بل وبعض الباعة في الأسواق العامة.

ويعتبر مراقبون هذه الوتيرة المتزايدة من الدعوة إلى الاحتفالات، بأنها تمثل أحد أقوى مظاهر الرفض المتصاعد ضد سياسات وسلوكيات الجماعة المتمردة على قيم الجمهورية التي جاءت بها ثورة الـ 26 من سبتمبر.

وبحسب مصدر محلي فقد اختطف الحوثيون الشيخ المقدم زايد راجح المنتصر من أبناء قرية "العرفاف" بمديرية دمت، محافظة الضالع، بعد كتابته منشورا يدعو فيه للاحتفاء بثورة السادس والعشرين من سبتمبر.

ومن الصحافيين البارزين، اختطفت الجماعة بصنعاء الكاتب الصحافي المعروف محمد دبوان المياحي، من داخل منزله صباح الجمعة، وصادرت أجهزته الإلكترونية وبعض مقتنياته الشخصية، وذلك على خلفية مقال كتبه ضد الجماعة على صفحته الخاصة على فيسبوك.

كما خطفت الجماعة أيضا الصحافي فارس حرمل، وهو مدون مشهور على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت قد اخطفته السنة الماضية لتصويره مظاهرات بمناسبة ذكرى 26 سبتمبر.

وجاء اختطافه هذه المرة بعد يومين من اختطاف عمه علي ثابت حرمل في صنعاء، بالإضافة إلى الشيخ أمين راجح، والدكتور بجامعة صنعاء سعيد الغليسي، والدكتور أحمد العشاري، والأستاذ نايف النجار، والذين اختطفوا قبل ثلاثة أيام من منزل الشيخ أمين راجح بصنعاء.

وذكر المصدر أن الحملة ما تزال مستمرة، وتزداد استعارا يوما عن آخر، مع اقتراب ذكرى ثورة 26 سبتمبر، لافتا إلى أنه من الصعب الحصول على أرقام نهائية دقيقة.

وقلل الموقع من جدوى هذه الحملة الحوثية التي وصفها بـ"اليائسة"، دون أن تكون مرهبة المجتمع، بل محفزة، واعتبر أن ذلك "ثمن يجب دفعه لمواجهة الحوثي والاحتلال الإيراني".

وكان لمحافظة إب نصيب الأسد من الإعلانات الواسعة بالاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وأكثرها تعرضا للخطف والدهم والاعتقال. بحسب الموقع اليمني.

ووفقا للمصدر ذاته فقد اختطف الحوثيون، في الساعات القليلة الماضية، ما يزيد عن 30 شخصا في مديرية السدة لوحدها، وهي مسقط رأس شهيد الثورة المناضل علي عبدالمغني، وذلك بعد أسبوعين من اختطاف 15 آخرين، عقب إعلان عزمهم الاحتفال الواسع بذكرى ثورة 26 سبتمبر، بينهم علي المجذوب صاحب بسطة لبيع البسباس.

وأكدت منظمة حقوقية يمنية أن جماعة الحوثيين اختطفت حتى الآن أكثر من 30 مدنياً في المناطق الخاضعة لسيطرتها في اليمن، بسبب دعوتهم للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر.

وقالت منظمة "مساواة للحقوق والحريات"، في بيان صحافي السبت، إنها وثقت اختطاف جماعة الحوثيين لـ33 مدنياً في المناطق خلال الأيام الماضية، على خلفية دعوتهم للاحتفال بثورة 26 سبتمبر.

وأضاف البيان أن حملة الاختطافات التي شنتها جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات ذمار وإب وعمران وكافة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، استهدفت قيادات سياسية وصحافيين وناشطين حقوقيين وكل من يدعو للاحتفال بالذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر 1962.

ودانت المنظمة في بيانها حملات الاختطافات الواسعة من قبل الحوثيين، والتي قالت إنها "تؤكد الطبيعة الاستبدادية لهذه الجماعة التي تسعى بكل الوسائل والممارسات القمعية لثني الشعب اليمني عن الاحتفال بثورته وقمع أي مظاهر احتفالية بها".

وطالب البيان، جماعة الحوثي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع هؤلاء المختطفين، وحملها المسؤولية الكاملة عن سلامتهم. ودعت منظمة "مساواة"، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، والمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، وكافة المنظمات والهيئات الحقوقية إلى "ممارسة ضغط حقيقي ومؤثر على جماعة الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات الصارخة وضمان احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير في البلاد".

وكانت جماعة الحوثيين وجهت بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة ذكرى انقلابها على الدولة في 21 سبتمبر 2014 وإلغاء أي فعاليات تحت أي مسمى حتى نهاية شهر سبتمبر تخوفا من خروج مظاهرات احتفالية بذكرى ثورة 26 سبتمبر على غرار ما حدث العام الماضي.

وانتهج الحوثيون منذ سنوات سياسة قمع المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر فقد شنوا في العام الماضي حملة اعتقالات مماثلة في عدد من المحافظات، أبرزها العاصمة صنعاء ومحافظة إب، حيث بلغ عدد المعتقلين حينها أكثر من 1200 معتقل.

ومنذ انقلاب الحوثيين على الدولة في 21 سبتمبر 2014 تزايد حجم الاحتفالات الشعبية في ذكرى ثورة 26 سبتمبر تعبيرا عن رفض الانقلاب الحوثي، خصوصاً في مطلع كل شهر سبتمبر في المدارس، فضلاً عن تنظيم احتفالات شعبية، مع إيقاد الشُعَل ليل 26 سبتمبر على رؤوس الجبال وفوق أسطح المنازل وفوق القلاع التاريخية في المدن وفي الميادين والساحات العامة.