بعد وفاة اللواء صالح السيد، مدير أمن لحج السابق، ترك فراغًا كبيرًا على الصعيد الأمني في المحافظة، حيث كان شخصية أمنية قوية تميزت بالحزم والصرامة في مواجهة التحديات. خلال فترة قيادته، استطاع تحقيق إنجازات ملموسة في تعزيز الأمن والاستقرار، ومكافحة الجريمة، ومواجهة التهديدات الأمنية، مما جعل من رحيله خسارة كبيرة للمحافظة.
القيادات المتعاقبة التي تولت المسؤولية بعده بذلت جهودًا لتجاوز هذا الفراغ، لكنها واجهت تحديات كبيرة، أبرزها قلة الموارد، وتعدد الملفات الأمنية الشائكة، وضعف التنسيق بين الأجهزة المختلفة. رغم أن بعض هذه القيادات حاولت استكمال ما بدأه السيد، إلا أن الظروف الأمنية الصعبة أظهرت فجوات في الأداء مقارنة بما كان عليه الوضع خلال فترة قيادته.
رأي الشارع في لحج يعكس انقسامًا واضحًا؛ فهناك من يثمن الجهود التي بذلتها القيادات الجديدة في ظل الظروف الراهنة، وهناك من يرى أن الأمن في لحج شهد تراجعًا ملحوظًا بعد رحيل السيد. هذا الانقسام يعكس الحاجة الماسة إلى رؤية أمنية جديدة، ترتكز على بناء الثقة مع المجتمع المحلي وتوفير الدعم اللازم للأجهزة الأمنية.
ملء الفراغ الذي تركه اللواء صالح السيد يتطلب العمل على خطط استراتيجية طويلة الأمد، وتعزيز التعاون بين الجهات الأمنية، واستثمار إرث السيد كقاعدة للانطلاق نحو مستقبل أكثر أمنًا. التحديات كبيرة، لكن الإرادة الصلبة والقيادة الحكيمة يمكن أن تعيد لمحافظة لحج استقرارها الذي فقدته برحيل أحد أبرز قادتها الأمنيين.