آخر تحديث :السبت - 06 يوليه 2024 - 01:54 ص

اخبار وتقارير


مدرسة حضرموت الوسطية والمحاولة البائسة لإقحامها في اللعبة السياسية

الأربعاء - 01 نوفمبر 2017 - 03:33 م بتوقيت عدن

مدرسة حضرموت الوسطية والمحاولة البائسة لإقحامها في اللعبة السياسية

كتب / محمد دريقان

لقد ضلّت مدرسة حضرموت التربوية طيلة قرون خلت منذ نشأتها إلى يومنا هذا محافظة على غِراسها النقي تؤتي أكلها كل حين بفضل ربها ناشرة للسلام والدعوة الإسلامية السمحاء بعيداً عن الغلو والتطرف والنديّة .
نشرت الإسلام في الشرق والغرب دون إسالة ادنى قطرة دم وعملت على تثبيت دعائمة في الأرض على مبدأ الوسطية والإعتدال نأت بنفسها عن الصراعات السياسية والإختلالات الحزبية والمذهبية وضعت نصب عينيها أهداف سامية ورؤى واضحه لاتلتفت لعداها من خلال إيصال الخلق إلى خالقهم وفق الهدي النبوي الشريف وردم الفجوة وتلطيف الجفوة بين الجميع فتقبلها الناس بقبولٍ حسن الأمر الذي لم يروق لبعض الأطراف المتصارعه ولم يهدأ لها بال حيال ذلك فحاولة استفزاز المدرسة من خلال دعاوي التكفير والتبديع لها والتحذير منهابهدف استثارتها فباءت المحاولة بالفشل بعد ان واصلت المدرسة سيرها نحو وجهتها السليمة غير آبهه بأحد فتعدا الأمر وصولاً للنيل من رموز المدرسة سواء الأحياء منهم أو الأموات فنُبشت قبورهم وهُدِمت مزاراتهم وسحلوا علماءها وعُذبوا إلا ان النتيجة كانت خِلاف المتوقع حيث واصلت المدرسة مضيّها محتسبة على الله متوكلة عليه لايضرها من خذلها .. ومازادها ذلك إلا انتشاراً واتساعاً وحكمة ..
لقد تعددت المحاولات واختلفت الأساليب لإقحامها وتوريطها في هذه اللعبة القذرة ظنّاً منهم مثل غيرها إلا ان ثبات دعائمها ورصانة اسوارها كانت حصون منيعة في وجه من يحاول حرف هذه السفينة عن مسارها السليم ..
إن الخُطى الثابتة التي تمشي عليها هذه المدرسة والحكمة الجلية التي تديرها ليست إلا مستوحاه من غِرار الشريعة الإسلامية الغرّاء فهي الحليمة إذا استفزها اللئيم ولا تزداد إلا حلماً ونُبلاً ..
لقد أتت مدرسة حضرموت مصداقاً للشجرة طيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وقد طالت الهجمات هذه المدرسة ماطال مثيلاتها من محاربة وتضييق كمدرسة الأزهر الشريف ومدرسة الزيتونة ومدرسة زبيد ومدرسة القيروان وغيرها من المدارس العريقة مقتديه بالمدرس الأعظم -صلى الله وسلم عليه وعلى آله- مستمدة صبرها منه كما تعرضت دعوته للمحاربة والتضييق من كفار قريش وأحزاب المنافقين ولم تكن عاقبة الأمر إلا انكسار شوكة الأعداء المخالفين وإعلاء راية السلام والإسلام سواء بعز عزيز أو ذل ذليل فما كان لله دام واتصل وماكان لغيره انقطع وانفصل ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ..
فاللهم احفظ للمسلمين مدارسهم وزدها ثباتاً إلى ثباتها في وقت كثُر المدّعين والمتفلتين .