آخر تحديث :الأربعاء - 18 ديسمبر 2024 - 09:30 م

كتابات واقلام


إسرائيل بملامح عربية (1)

السبت - 22 يونيو 2024 - الساعة 03:39 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


ليس من الصعب تحقيق أهدافك ولكن الصعب في كيفية تحقيقها في فترة وجيزة، وهذا ما نجح به الأبن الصهيوني المدلل لأمريكا وبريطانيا، الذي أستغل وأستثمر دماء أهل غزة ليقايض بها الدول العربية، وبالذات السعودية لما لها من مكانة عربية وإسلامية، للموافقة على قبول وتحقيق أهدافه الثلاثة الأولية، مقابل وقف حرب غزة وشروط أخرى سنذكرها في الجزء الثاني لهذا المقال .

هذه الثلاثة الأهداف الإستراتيجية، من تطبيع ودمج وتحالف عسكري ( عربي _ إسرائيلي )، التي سيحققها الصهيوني في أقل من عام بدلاً من ثلاثين عام ( حسب ماخطط له ساسة إسرائيل والغرب )، مقسمة مابين عقد من الزمن للتطبيع وعقد أخر للدمج، وعقد أخر لتشكيل تحالف عسكري ضد تمدد الفزاعة الإيرانية ( إبتكار غربي ) في منطقة الشرق الأوسط .
فأمريكا وبريطانيا اللذان يُأرقهما هاجسهما المفزع الذي نبأهما منذ القدم، بأن منتصف القرن العشرين ستنهار إمبراطوريتهما العالمية، وأن تشكيل تحالفات في كل منطقة من العالم، بين وكيلهما وبين دول المنطقة سيكون الرادع لأنهيار إمبراطوريتهما، التي ستكون في ذلك الوقت عاجزة عن تحمل تكاليف إنتشار أساطيلهما وقواعدهما العسكرية في البحر والبر . حيث يُقدر عدد السفن الحربية الأمريكية فقط، من مجموعات حاملات الطائرات ومجموعات برمائية المنتشرة في مختلف مناطق العالم بحوالي 113 .
فامريكا وبريطانيا تسعيان اكثر من إسرائيل لتحقيق هذه الأهداف الثلاثة، التي تمثل لهما الدواء لهاجسهم المفزع في منطقة الشرق الأوسط . حيث أن أحد هذه الأهداف الثلاثة، المتمثل بالتحالف العسكري بين وكيلها ( إسرائيل ) وبين الدول العربية، سيحافظ على مصالحهما في الشرق الأوسط، من أن ينهشها التنين الصيني الوريث الأقدر لعرش إمبراطورية العالم وبمساعدة الدب الروسي .
لذلك فإن أمريكا وبريطانيا سيأكُلان اليوم من ثمار غرسهم للبذرة الصهيونية في قلب فلسطين منذ بداية القرن التاسع عشر . حيث نجحا وبشتى الطرق التهديدية والإبتزازية و الخداعية و ... إلخ، لتشكيل تحالف عسكري ( عربي _ إسرائيلي ) الذي تخلقت ملامح جنينه يوم الإثنين الموافق 2024/6/10 م، في المنامة في إجتماع سري برعاية القيادة المركزية الأمريكية ( سنتكوم ) بين رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، وكبار الجنرالات من البحرين والإمارات والسعودية والأردن ومصر .
هذا التحالف العسكري الذي سيُقلد إسرائيل بوسام البوليس على الدول العربية، التي ستلجأ له لحمايتها من الضبع الإيراني، حاله كحالهما ( أمريكا وبريطانيا ) اللذان يُمثلان البوليس على دول العالم أجمع في الوقت الحالي . وبذلك ستكون إسرائيل وكيلهما وبدعم عربي لإبقاء الهيمنة الغربية على الشرق الأوسط، وحرمان تغلغل الهيمنة الشرقية لكُلاً من الدب الروسي والتنين الصيني، اللذان يُجاهدان بكل الطرق لتغير النظام العالمي من القطبية الواحدة إلى تعدد القطبيات .

يتبع ....