آخر تحديث :الخميس - 12 سبتمبر 2024 - 12:26 ص

كتابات واقلام


الإرهاب في الجنوب: حربٌ مفتوحة ضد الاستقلال

الجمعة - 16 أغسطس 2024 - الساعة 08:30 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


في جنوبنا العربي، يستمر الاستهداف الممنهج لقواتنا من قِبَل قوى معادية تسعى جاهدة لإفشال المشروع الوطني الجنوبي وتحقيق الاستقلال. فقد أصبحت هذه القوى تستهدف بشكل متعمد قواتنا الأمنية والعسكرية، بينما تبقى القوات الأخرى في المنطقة بعيدة عن نيران هذه الهجمات. هذا التمييز في الاستهداف ليس مجرد صدفة، بل هو جزء من مخطط مدروس يهدف إلى تقويض استقرار الجنوب ومنعه من تحقيق طموحه في الاستقلال.

في إطار هذا المخطط الإجرامي، تعرضت قواتنا المسلحة الجنوبية في مديرية مودية بمحافظة أبين لعملية إرهابية جبانة، حيث استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري قوات اللواء الثالث دعم وإسناد. كانت السيارة محملة بمئات الكيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، ما أدى إلى استشهاد مجموعة من أبطالنا الشجعان الذين كانوا في طليعة الدفاع عن الجنوب. تأتي هذه الهجمة ضمن سلسلة من الهجمات التي تسعى إلى زعزعة استقرار الجنوب، لكنها لن تثني أبناءه عن مواصلة مسيرتهم نحو الحرية والاستقلال.

تثير هذه الأوضاع أسئلة ملحة: لماذا يقتصر الإرهاب على الجنوب فقط؟ ولماذا تستهدف الهجمات الإرهابية القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي دون غيرها؟ الجواب يكمن في أن هذه الهجمات ليست مجرد أعمال عنف عشوائية، بل هي حرب مفتوحة ضد مشروع الجنوب الوطني، الذي تعتبره القوى المعادية تهديدًا وجوديًا لمصالحها. تسعى هذه القوى بشتى الوسائل لإضعاف الجنوب وإبقائه تحت السيطرة من خلال دعم الإرهاب أو غض النظر عنه على أقل تقدير.

*يثير غياب الهجمات الإرهابية في الشمال تساؤلات إضافية حيث يبدو أن المفخخات والإرهاب يتجنبان تلك المناطق* بشكل لافت. هذا الوضع يكشف بوضوح أن الإرهاب في الجنوب مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصراع على الهوية والمشروع الوطني الجنوبي، بينما الشمال لا يعاني من نفس التحديات التي يواجهها الجنوب.

في ظل هذا الواقع الصعب، يظهر الحل الجذري لإنهاء الإرهاب في الجنوب في التوحد الكامل خلف قيادتنا الجنوبية وتعزيز اللحمة الجنوبية بشكل حازم. يتطلب هذا الأمر توحيد الصفوف بين جميع الأطراف الجنوبية كخطوة حيوية وملحة في المرحلة الحالية. من خلال تكثيف التعاون وتنسيق الجهود، يمكننا تحقيق استقرار ملموس ورفع مستوى التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة بشكل فعّال. ستؤسس هذه الوحدة قاعدة قوية تمكّننا من التقدم نحو الأهداف المستقبلية، بما في ذلك تحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية. في الختام، ستسهم هذه الوحدة في القضاء على الإرهاب وإرسال رسالة قوية مفادها أن مرحلة الفوضى قد انتهت، وأن عهد الاستقرار والاستقلال قد بدأ

من هنا، يقع على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته الأمنية أن تكون على أتم الاستعداد لمواجهة هذه التحديات بروح الوحدة والتعاون مع الحلفاء، لتحقيق الاستقرار واستعادة الدولة الجنوبية. فالمرحلة القادمة تتطلب استراتيجية محكمة وإرادة قوية للتصدي لكل من يسعى لتعطيل هذا المشروع الوطني.

وفي الختام، يبقى الإرهاب الموجه ضد الجنوب العربي دليلًا واضحًا على أن مشروع الاستقلال يواجه عداوات كبيرة من قوى لا تريد للجنوب أن ينهض أو يستقل. ورغم كل هذه المحاولات اليائسة، يبقى الأمل معقودًا على صمود أبناء الجنوب وإصرارهم على المضي قدمًا نحو تحقيق أهدافهم الوطنية، مهما كانت التحديات.
محمد عبدالله المارم
2024/8/16