آخر تحديث :الثلاثاء - 24 ديسمبر 2024 - 09:39 م

كتابات واقلام


حزب الإصلاح: 34 عامًا من إشعال الفتن وتوظيف الإرهاب

السبت - 14 سبتمبر 2024 - الساعة 04:43 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي تأسس بعد تحقيق الوحدة اليمنية، كان منذ بدايته جزءاً من اللعبة السياسية الهادفة لتوظيف الإرهاب في الجنوب، مستخدماً ذلك كأداة لتحقيق مصالحه. ومنذ اللحظة الأولى لتأسيسه، كانت هناك استهدافات ممنهجة لقيادات وكوادر الجنوب، حيث لعب الحزب دوراً رئيسياً في حرب 1994 من خلال تجييش آلاف العناصر المتطرفة من جميع أنحاء العالم. وقد أصدرت قيادات الحزب فتاوى تكفيرية تستبيح قتل الجنوبيين وتشرع نهب حقوقهم وممتلكاتهم.

بعد انتهاء الحرب واحتلال الجنوب في 1994 مُنح حزب الإصلاح كامل الصلاحيات لنشر أفكاره وأيديولوجياته المتطرفة في المحافظات الجنوبية، مما أدى إلى نشوء جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش، التي ارتكبت الكثير من المجازر بحق أبناء الجنوب منذ ذلك الحين وحتى اليوم. حزب الإصلاح يعتبر نفسه تنظيماً أيديولوجياً متطرفاً لا يقبل بالشراكة الحقيقية مع أي طرف آخر، وهو مشابه للجماعات المتطرفة الأخرى مثل الحوثيين، إذ يسعى لتحقيق أهدافه تحت غطاء الدين، لكنه في الحقيقة لا يهدف إلا إلى السيطرة والنفوذ.

ورغم أنه يُصنَّف على أنه حزب سياسي إلا أن الإصلاح هو المظلة لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، ويعمل بتوجيهات خارجية لتحقيق أهدافه الخاصة. قد تسبب بتأجيج الصراع الداخلي في البلاد، وبخاصة في الجنوب، حيث حول معركة "عاصفة الحزم" إلى معارك هامشية تستهدف الجنوب وقوات التحالف، مما أسهم بشكل غير مباشر في استمرار جماعة الحوثي في سيطرتها حتى اليوم. لهذا من الواضح أن أي استقرار أو تنمية حقيقية لن تتحقق ما دامت تلك الجماعات المتطرفة، مثل حزب الإصلاح والحوثيين تسيطر على المشهد السياسي والأمني.

فمنذ تأسيسه عمل هذا الحزب على ترسيخ نفوذه من خلال استخدام الدين كوسيلة للتحكم والتأثير في المجتمع اليمني. لقد استغل الحزب الفقر والتدهور الاقتصادي في استقطاب الفئات المهمشة، وقدم نفسه كمدافع عن الإسلام، فيما كانت نواياه الحقيقية تتجه نحو بسط السيطرة على المناطق الجنوبية وتثبيت أيديولوجيته المتطرفة. وقد أدى هذا إلى تعقيد الصراع اليمني، حيث بات الإصلاح يُمثل معوقاً أمام أي جهود حقيقية لإنهاء الحرب أو تحقيق الاستقرار، مستخدماً العنف والفتاوى التكفيرية لتشويه صورة أي قوى سياسية أو مجتمعية تعارضه.

وعلى الرغم من المحاولات الدولية والإقليمية لإيجاد حل للأزمة اليمنية، فإن وجود حزب الإصلاح كطرف أساسي في الصراع قد أسهم في عرقلة أي تقدم. فقد استطاع الحزب التلاعب بالتحالفات الداخلية والخارجية، وتحويل الصراع إلى مكسب سياسي خاص به، مستغلاً كل فرصة لتعزيز نفوذه، دون اكتراث بمعاناة الشعب . ولهذا، فإن أي حل مستقبلي للأزمة في اليمن يجب أن يتعامل بجدية مع خطر حزب الإصلاح والجماعات المتطرفة المرتبطة به، لضمان الوصول إلى سلام حقيقي ومستدام.
اللهم أجعل كيدهم في نحورهم.