آخر تحديث :الأحد - 24 نوفمبر 2024 - 08:19 ص

كتابات واقلام


إيران ولعبة المصالح: الحلفاء يدفعون الثمن

السبت - 28 سبتمبر 2024 - الساعة 06:33 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


التطورات الأخيرة التي شهدناها، بدءًا بما حدث مع إسماعيل هنية وقيادات حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله، تعكس صفقة سرية كبيرة بين إيران وإسرائيل، بوساطة غربية. هذه الصفقة لم تكن خطوة عابرة، بل تُعد تحولًا جوهريًا في المعادلات السياسية في المنطقة. ما يجعل هذا التفسير معقولًا هو أنه لم يحدث في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي أن نجحت إسرائيل في تحقيق اختراقات متتالية دون دعم قوي من إيران، مما يشير إلى تواطؤ قديم يترقب اللحظة المناسبة للانكشاف.

إسرائيل، المعروفة بقدرتها على استغلال الثغرات الأمنية، لم تكن لتصل إلى أهدافها الحساسة بهذه السهولة دون تعاون من طهران، التي تسعى لإعادة ترتيب أولوياتها بما يتماشى مع مصالحها الإقليمية والدولية. فالسياسات الدولية دائمًا ما تتعامل بمنطق المصالح، وهو ما يتجاوز أي تحالفات أو ارتباطات سابقة.

أما العرب، فقد وقعوا ضحية لوهم طويل، حيث اعتقدوا أن إيران تقف إلى جانب القضية الفلسطينية. ولكن الحقيقة الواضحة الآن هي أن إيران استغلت القضية الفلسطينية لأغراضها الخاصة في صراعها مع الغرب. وبعد أن استنفدت هذه الورقة، جاء الوقت لتحصيل الأرباح من استثمارها الطويل في العداوة مع الغرب وإسرائيل.

التاريخ يعيد نفسه، ومثلما تخلت إيران عن حزب الله وقياداته في سبيل تحقيق مصالحها، *يبدو أن مصير جماعة الحوثيين في اليمن بقيادة عبد الملك الحوثي لن يكون مختلفًا*. فإيران، التي تتقن لعبة المصالح، قد تبيع الحوثيين في اللحظة المناسبة إذا استدعت الحاجة، خاصة مع التحولات الجيوسياسية في المنطقة التي تشير إلى أن دورهم قد يكون التالي في القائمة.

هذه التطورات تدفعنا إلى إعادة تقييم المشهد كاملاً وطرح تساؤلات جدية حول حقيقة التحالفات وأهداف اللاعبين الإقليميين. كيف يمكن أن تؤثر هذه الديناميكيات على مستقبل الحوثيين في اليمن؟ وهل سيستمرون في الاعتماد على دعم إيران، أم سيواجهون مصيرًا مشابهًا لما حدث مع حلفاء إيران السابقين؟ إن فهم هذه التغيرات هو مفتاح للتنبؤ بالخطوات القادمة في الساحة السياسية الإقليمية.