آخر تحديث :الأحد - 24 نوفمبر 2024 - 08:19 ص

كتابات واقلام


تفاقم الأزمات في ظل الفشل الحكومي المتواصل

الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024 - الساعة 04:58 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


منذ اللحظة الأولى التي تم فيها تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيساً لمجلس الوزراء، كان لدي شعور بأننا أمام مرحلة جديدة، من رفع المعاناة وتحسن الأوضاع حتى ولو بشكل بسيط لكنها للأسف لم تكن مرحلة للتغيير نحو الأفضل. التوقعات لم تكن مبنية على رؤى سياسية واعدة أو خطط إصلاحية مُلهمة، بل كانت مستندة إلى تجربة سابقة مع معين عبدالملك، الذي لم يترك وراءه سوى الفشل والفساد. لذا كان الخوف من أن يكون البديل أسوأ، وهذا ما تأكد لنا مع مرور الأيام.

فترة معين عبدالملك، رغم كل العثرات التي شهدتها، كانت عنوانًا للفشل الإداري والسياسي، لكن المأساة الحقيقية بدأت مع أحمد عوض بن مبارك وحكومته. هذه الحكومة لم تتوقف عند حدود الفشل، بل تخطتها إلى مستويات جديدة من الانهيار الاقتصادي، والتدهور المعيشي، واستفحال الفساد بشكل لم يعهده الوطن من قبل. ومن أبرز مظاهر هذا الانهيار، وصول سعر الريال السعودي إلى أكثر من 520 ريال يمني، وهو رقم يعكس حجم التدهور الاقتصادي الكبير.

المشكلة لم تكن في الأشخاص فقط، بل في منظومة كاملة تفتقر إلى الرؤية الحقيقية لخدمة الوطن والمواطن. بن مبارك لم يأتِ بحلول سحرية للأزمات التي أرهقت البلاد، بل كانت حكومته امتدادًا لحكومات سابقة لم تفلح سوى في تعميق الجراح. ما زاد الأمور سوءًا هو الاستمرار في سياسات التلاعب بالموارد ونهب الثروات العامة، في وقت كان الشعب يتطلع فيه إلى أي بصيص أمل للخروج من أزماته المتفاقمة.

الوضع الحالي لا يترك مجالًا للتفاؤل، فالانهيار الاقتصادي الذي نراه اليوم هو نتيجة تراكمات طويلة من القرارات الفاشلة والإدارة السيئة. حكومة بن مبارك لم تأتِ بجديد سوى مزيد من الخيبة والتراجع. المواطن البسيط لم يعد يرى أي فرق بين هذه الحكومة ومن سبقها، بل يشعر أنه ينتقل من كارثة إلى أخرى دون أي بادرة تحسن.

ومع ذلك، ما يجب أن ندركه هو أن الفشل الحالي ليس حتمية، بل هو نتيجة للخيارات الخاطئة والفساد المستشري. البلد بحاجة إلى قيادة تمتلك الشجاعة لاتخاذ قرارات جريئة، تتخلص فيها من الإرث الثقيل من الفساد والخيانات المتواصلة. اليمن بحاجة إلى رجال دولة يحملون رؤية وطنية حقيقية، يسعون إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام، ويوفرون للشعب أبسط حقوقه في العيش بكرامة.

في النهاية، إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن اليمن لن يتجه إلا نحو مزيد من التدهور. الأمل في التغيير لا يزال موجودًا، لكنه مرتبط بقدرتنا على تجاوز الماضي وتقديم قيادة تستحق الثقة، قيادة تحترم الوطن وتعمل من أجل مصلحته، وليس من أجل مصالح شخصية أو خارجية.